"لن نعتاد مشاهد الجرائم وخطوة جنوب افريقيا نقلة نوعية"

وقفة شكر أمام قنصلية جنوب افريقيا في بيروت

الجمعة 19 يناير 2024

تحت شعار من "جنوب افريقيا إلى فلسطين، سنتحرر معاً" شارك ناشطون فلسطينيون ولبنانيون ومن جنسيات أخرى في وقفة شكر أمام قنصلية جنوب افريقيا في العاصمة اللبنانية بيروت.

الوقفة جاءت بعد أسبوع من جلسة عقدت في محكمة العدل الدولية في لاهاي للنظر في دعوى رفعتها جنوب افريقيا ضد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.

وجاء في دعوة الناشطين والمؤسسات والنقابات اللبنانية والفلسطينية للوقفة، إنهم يؤيدون ما جاء في دعوى جنوب افريقيا وطلبها قراراً طارئاً بوقف الحرب على غزة (والذي يرجح أيضا وقفها في لبنان والمنطقة) في محاولة جديدة لاختراق جدار التواطؤ الدولي ومؤسساته، بحسب وصفهم.

وأشاروا إلى أن "تداخل نضالات الشعوب هو أساس في تحرر فلسطين والمنطقة مثلما تحررت جنوب أفريقيا".

WhatsApp Image 2024-01-19 at 3.16.40 PM.jpeg

وخلال مشاركتها في الوقفة قالت الناشطة الاجتماعية اللبنانية الين خلف: إن المشاركة تأتي فيما تستمر الإبادة الجماعية في قطاع غزة "وسط تغافل من العالم بينما وحدها جمهورية جنوب افريقيا وقفت أمام المجرمة إسرائيل وقدمتها أمام المحكمة الدولية وطالبت بوقف اطلاق النار في غزة".

وأضافت خلف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: أنها بالرغم من مرور مائة وخمسة أيام على حرب الإبادة "الإسرائيلية" ضد قطاع غزة، إلا انها لم تعتد المشهد وما زالت كل صورة تهز فؤادها وكل شهيد يدمي قلبها.

يجب عدم الاعتياد على مشاهد الجرائم في قطاع غزة

وهذا ما تحدث عنه الأسير اللبناني المحرر أنور ياسين حيث أكد على ضرورة عدم الاعتياد على مشاهد جرائم الإبادة، بل الاستمرار في رفضها والمطالبة بوقفها ومحاسبة مرتكبيها.

ووجه ياسين التحية لجنوب افريقيا من لبنان وفلسطين، قائلاً لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا أحيت الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بإمكانية تحقيق العدالة والتحرر من الأنظمة الاستبدادية وأنظمة الفصل العنصري.

WhatsApp Image 2024-01-19 at 3.17.04 PM.jpeg

غادة عبد الأحد ناشطة لبنانية، قالت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنها لن تترك الساحات والاعتصامات حتى تتوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة، وأشارت الى أن مجيئها أمام سفارة جنوب افريقيا هو لإثبات أن المواقف العادلة تلاقي صدى إيجابياً لدى الشعوب، مضيفة: "إن جنوب افريقيا كانت أثر جرأة وشرفاً من الكثير من الدول التي طأطأت رأسها وحرفت نظرها عن القضية الفلسطينية في الوقت الذي وقفت جنوب افريقيا بكل قوتها لتقول للعدو الاسرائيلي كفاكم قتلاً وإجراما وسفكاً لدماء نساء واطفال وشيوخ قطاع غزة وطالبت بمحاكمة جيش الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية"

أكدت عبد الأحد أنها لن تألف المشهد وأن مشاعر المتضامنين مع الفلسطينيين "ما زالت كالبركان كما أنه اليوم الأول في الحرب".

خطوة جنوب افريقيا نقلة عالمية في تحويل الروابط بين الشعوب إلى إنسانية

من جهتها وصفت الصحفية الفلسطينية نداء عودة خطوة جنوب افريقيا بالتوجه إلى محكمة العدل الدولية بأنها نقلة عالمية في الروابط بين الشعوب، حيث أظهرت أنه يمكن تحويل هذه الروابط إلى روابط إنسانية تحررية، مشيرة إلى أنه من الجيد تعميم النموذج الجنوب افريقي في التحرر من نظام الفصل العنصري على باقي المضطهدين في العالم الذين يواجهون إبادة جماعية وجرائم أبارتايد.

WhatsApp Image 2024-01-19 at 3.16.37 PM.jpeg

تلوح اللاجئة الفلسطينية من مخيم برج البراجنة عادلة الخطيب بعلم جنوب افريقيا تارة تعبيراً عن شكرها لهذه الجمهورية على اتخاذ خطوة لتحقيق العادلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتارة أخرى تمسك لافتة مكتوب عليها (أوقفوا الإبادة الجماعية في قطاع غزة) وتقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "جئنا من المخيمات حتى نشكر دولة جنوب افريقيا على موقفها المشرف تجاه قضيتنا فلسطين وهم أثبتوا أن الإنسانية خلقت لهم" بحسب وصفها,

وقالت: "لا يمكن أن يمر يومٌ علينا دون أن نبكي على مشاهد الاطفال والنساء في قطاع غزة، نحن نتألم كل يوم حتى لو تخطت الحرب ١٠٥ ايام فنحن لا يمكن أن نعتاد المشهد، ولا يمكن أن نتحمل أن نصفنا الآخر في قطاع غزة يتعرض لهذه الجرائم المروعة"

ورفعت جنوب افريقيا يوم 29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي دعوى ضد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكابه جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

ومن المتوقع أن تصدر المحكمة شهر كانون الثاني/ يناير الجاري حكماً بشأن قرار عاجل محتمل يأمر كيان الاحتلال "الإسرائيلي" بوقف الحرب، لكنها لن تبتّ سريعا في اتهامات الإبادة الجماعية "لأن هذه المسألة قد تستغرق سنوات".

المكسيك وتشيلي تحيلان الوضع في غزة إلى محكمة الجنايات الدولية

وفي تطور آخر، انضمت كل من المكسيك وتشيلي إلى الخطوة الجنوب افريقية، وأعلنتا أنهما تحيلان الوضع في قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت وزارة الخارجية المكسيكية: إنها وتشيلي أحالتا الوضع في قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في "جرائم محتملة" بعد أشهر من الحرب، وعبرتا عن "قلقهما المتزايد إزاء تصاعد العنف في القطاع".

وأضافت الخارجية المكسيكية في بيان: إن المحكمة الجنائية الدولية هي المنتدى الملائم للتثبت من المسؤولية الجنائية المحتملة "سواء ارتكبها وكلاء قوة الاحتلال أو القوة المحتلة"، مشيرة إلى "التقارير العديدة من الأمم المتحدة التي تفصّل حوادث كثيرة قد تعدّ جرائم بموجب السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية"، مشيرة إلى أنها تتابع عن كثب القضية المقدمة إلى محكمة العدل الدولية من جنوب افريقيا وأنها واثقة من أن هذه التحركات يمكنها تمهيد الطريق لوقف فوري لإطلاق النار و"الإسهام في المضي نحو سلام دائم في المنطقة استناداً إلى حل الدولتين اللتين تتعايشان داخل حدود آمنة ومعترف بها دولياً"، بحسب تعبيرها.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد