يشدد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على منع دخول جملة من المواد الاغاثية والطبية إلى قطاع غزّة، ضمن قوافل المساعدات الشحيحة التي يسمح بدخولها عبر معبر رفح مع الجانب المصري، ومن ضمنها المواد واللوازم الطبيّة المنقذة للحياة، وعلى رأسها أسطوانات الأوكسجين وأدوية التخدير.
وقالت منظمة " آكشن إيد" الدولية في بيان صحفي لها اليوم الأربعاء 24 كانون الثاني/ يناير، إنّ الاحتلال "الإسرائيلي" يشدد على رفض ادخال أسطوانات الأوكسجين وأدوية التخدير للمستشفيات، حيث تخضع القوافل لعميات تفتيش ورفض ادخال تلك المواد.
ونبّهت المنظمة الدولية المعنية بالإغاثة، إلى حيوية المواد التي يمنعها الاحتلال وحاجة المستشفيات إليها، ومنها ادوية التخدير والتي تعتبر الأكثر أهمية بالنسبة للمصابين بما في ذلك الأطفال، اذ يتم بتر الساق او الساقين لحوالي 10 أطفال كل يوم، جراء إصابات في قصف الاحتلال.
ويدخل الى قطاع غزّة يومياً عدد محدود شاحنات الإغاثة، يتراوح بين 10 الى 20 شاحنة، من مجمل حاجيات القطاع الذي تتجاوز احتياجاته من المساعدات الإنسانية والطبية 500 شاحنة يومياً قبل الحرب، وتخضع الشاحنات قبل إدخالها لعمية تفتيش في معبر العوجة الحدودي مع مصر، ليحدد الاحتلال ما هي المواد التي يسمح بإدخالها، بعد تفتيش دقيق للشاحنات واستثناء العديد من المواد الحيوية والاساسية.
وبحسب منظمة " أكشن أيد" فإنّ الاحتلال يرفض ادخال الفاكهة ذات النواة الحجرية إلى قطاع غزّة، وتحت ذرائع من قليل " استخدام نواتها في صنع الرصاص" أو استخدامها لزراعة الأشجار، إضافة إلى منع دخول أعمدة الخيام، وسواها من اللوازم الأساسية في ظل حالة الجوع وانعدام الإيواء.
ولفتت المنظمة في بيانها الصحفي، إلى أنّ عملية توزيع المساعدات باتت غاية في الصعوبة، نظراً لنقص الوقود، وتدمير الاحتلال الطرقات، وتحول العديد منها الى أماكن تموضع لخيام النازحين.
وأشارت إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون تحديات كبيرة أثناء محاولتهم توزيع المساعدات التي يتم تسليمها داخل غزة، ولا يقتصر الأمر على نقص الوقود اللازم لنقلها فحسب، بل دمرت الغارات العديد من الطرق، في حين أصبحت بعض الطرق موطناً لمدن الخيام مترامية الأطراف التي أقامها النازحون.
كما لفتت الى صعوبة أوضاع العالمين في حقل الإغاثة، الذين تعرضوا لإرهاق تام خلال توزيعهم المساعدات، وهم يواجهون نفس الجوع والخسارة والصدمات التي يواجهها عموم أهالي القطاع.
وكانت منظمات أممية متعددة، قد حذرت من استمرار منع ادخال المساعدات والتضييق على دخولها، واستثناء المواد الأساسية الطبية والغذائية المنقذة للحياة إلى قطاع غزّة، حيث يواجه 750 ألف انسان خطر الموت جوعاً حسبما نبهت وكالة "أونروا" ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا."
ورفع الاحتلال، من معدلات رفضه دخول البعثات الإنسانية الى القطاع منذ مطلع شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، وكان "اوتشا" قد أشار إلى عدم التمكن من إيصال سوى 24% مما كان مقرراً من مساعدات خلال الأسبوعين الأوليين من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري.
يأتي ذلك، بتوازي مع استمرار حرب الاحتلال على المستشفيات والمراكز الصحية في جنوب قطاع غزّة في اليوم 110 لحرب الإبادة، حيث يحاصر مجمع ناصر الطبي ويهاجم مراكز جمعية الهلال الأحمر في خان يونس جنوب القطاع، وذلك بعد إخراجه كافة مستشفيات شمال غزة عن الخدمة، في إطار حرب الإبادة الممنهجة وتستهدف القطاع الصحي والغذائي.
اقرأ/ي ايضاً: 750 ألف غزّي يواجهون جوعاً كارثياً مع تزايد معدلات رفض الاحتلال إدخال المساعدات