صعّد جيش الاحتلال حربه ضد المدنيين اليوم الخميس 25 كانون الثاني/ يناير، وركّز استهدافاته على المدنيين في منطقة خان يونس جنوب غزّة، وأعلن عن نواياه تهجير أهالي المنطقة والنازحين فيها باتجاه مدينة رفح المكتظّة أصلاّ بأكثر من مليون نازح.
وأخطر جيش الاحتلال، النازحين في مركز الصناعة التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" غرب خان يونس، حتّى الساعة الخامسة من مساء يوم غد الجمعة، لإخلاء المركز والتوجه نحو مدينة رفح الحدودية مع مصر.
ويضم المركز التابع للوكالة بكافة مساحاته وابنيته، نحو 30 ألف نازح، حسبما أوضح المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، في تصريح له يوم أمس الأربعاء، عقب تعرض المركز للقصف "الإسرائيلي" الذي أدى الى استشهاد 12 نازحاً واصابة العشرات.
وأشار لازاريني، إلى أنّ المبنى تعرض للقصف رغم الاشارات الواضحة التي تشير أنّه منشأة تابعة للأمم المتحدة، ومشاركة احداثياته مع السلطات "الإسرائيلية" كما هو الحال مع المنشآت الأممية الأخرى. حسبما أوضع المفوض العام.
الّا أنّ الدعوات التي صدرت للأهالي لمغادرة المركز، تفصح عن نوايا الاحتلال من خلف القصف الذي طاله يوم أمس، ويهدف الى دفع الناس للتهجير القسري باتجاه الجنوب، وهو ما طلبه بشكل مباشر من الأهالي، حسبما نقلت مصادر محليّة.
وبدأت مجموعات كبيرة من النازحين، مغادرة مركز الصناعة، باتجاه مدينة رفح، ونقل صحفيون فلسطينيون من المركز، أنّ العائلات بدأت تغادر المقر باتجاه الجنوب، بناء على المهلة التي منحها الاحتلال.
كما أكدت مصادر صحفية في خان يونس، طلب الاحتلال من سكان عدّة احياء في المدينة مغارتها باتجاه رفح الجنوبية، ما سيعمق أثر الأزمة السكانية التي خلقها النزوح في رفح، حيث يقيم مليون نازح على مساحة لا تتعدى 60 كليو متر مربّع أي 20% من مساحة القطاع، حسبما أشار بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر صباح اليوم.
ومن المتوقع، أن تشتد حالات النزوح من خان يونس، بناء على المهل التي منحها الاحتلال واستهدافاته المتعمدة لمراكز النزوح والايواء، حيث استهدف مدرسة ظهر اليوم بقذائف المدفعية، استشهد على إثره 4 فلسطينيين وأصيب 29 آخرين جرى نقلهم الى مستشفى ناصر في المدينة.
اقرأ/ي ايضاً : الاحتلال يكثّف قصفه على خان يونس ويشدد الخناق على مستشفياتها
وكانت وكالة "أونروا" قد حذرت يوم أمس من انفجار الأوضاع في رفح مع استقبال المزيد من النازحين عن المناطق الوسطى والجنوبية باتجاه المدينة التي تضم نحو مليون و200 ألف نازح لوحدها، فضلاً عن مئات الالاف في محيطها ومناطق خان يونس التي تتعرض للتهجير.
وقال المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" في غزة عدنان أبو حسنة: إن "اشتداد القتال" في خان يونس أدى إلى نزوح عشرات الآلاف إلى منطقة رفح. وأشار إلى إقامة عدد كبير من الخيام البلاستيكية بجانب الشريط الحدودي مباشرة.
وأضاف: وأضاف إن هناك حركة نزوح ضخمة باتجاه رفح جنوبي قطاع ونصب خيام عشوائية بالقرب من المناطق الحدودية، وإن الدفع بمزيد من سكان قطاع غزة إلى مدينة رفح يدفع الأمور باتجاه الانفجار، مشيراً إلى أن مليون وسبعمائة نازح موجودون في جنوبي القطاع، مليون منهم في مراكز الايواء التابعة لـ "أونروا."