كشف تقرير أعدّه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" أصدر أوامر إخلاء لسكان 41% من مساحة قطاع غزّة خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام 2023، فيما واصل الاحتلال إصدار أوامر إخلاء أحياء ومناطق عدة في القطاع خلال شهر كانون الثاني/ يناير من العام الجاري.
وتناول التقرير الذي نشره "أوتشا" اليوم الثلاثاء 30 كانون الثاني/ يناير، أرقاما تعكس حجم المساحات المهجّرة في القطاع وتسارع عمليات التهجير للفلسطينيين من أراضيهم، حيث سُجّل إخلاءً قسرياُ بأوامر عسكرية لـ 41% من مساحة القطاع خلال شهر واحد.
وجاء في التقرير، أنّه منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر الفائت، بدأ الجيش "الإسرائيلي" بإصدار أوامر بإخلاء مناطق محددة، وتم وضع 158 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 41 في المائة من قطاع غزة، تحت هذه الأوامر.
وتابع، أنّ هذه المنطقة كانت موطناً لـ 1.38 مليون فلسطيني قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، وبعد ذلك أصبحت تحتوي على 161 ملجأ تستضيف ما يقدر بنحو 700,750 نازحاً.
ورصد التقرير تتابع عمليات التهجير، حيث أمر الجيش "الإسرائيلي" يوم 29 كانون الثاني/يناير، أحياء النصار، والشيخ رضوان، ومخيم الشاطئ للاجئين، والرمال الشمالي، والجنوبي، وصبرا، والشيخ عجلين، وتل الهوى في غرب مدينة غزة بالإخلاء باتجاه الجنوب.
وأوضح "أوتشا" أنّ الأمر الجديد للإخلاء، يغطي مساحة قدرها 12.43 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 3.4% من مساحة قطاع غزة، وكانت هذه المنطقة موطنًا لما يقرب من 300,000 فلسطيني قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبعد ذلك، ضمّت 59 ملجأ تؤوي ما يقدر بنحو 88,000 نازح داخلياً.
وتنضم عمليات التهجير تلك، إلى الأوامر الأولى التي صدرت عن جيش الاحتلال في 14 أكتوبر/تشرين الأول، لسكان مناطق شمالي القطاع، والتي كانت تؤوي 1,206,963 شخصا بالإخلاء إلى جنوب وادي غزة.
وأشار التقرير، إلى أنّه خلال الأسبوع الفائت من يناير الجاري، شوهدت أعداد كبيرة من الرجال الفلسطينيين محتجزين على حاجز تفتيش داخل مدينة خان يونس، وقام الجيش "الإسرائيلي" بتفتيش الأشخاص الذين يخلون المنطقة التي تمر عبر نقطة التفتيش. وتم تجريد العديد من الرجال من ملابسهم الداخلية وعصب أعينهم ونقلهم بعيداً.
وخلال شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، حذرت عدّة جهات أممية من استمرار عمليات التهجير ودفع الفلسطينيين إلى الحدود مع مصر، نظراً لفقدان الأماكن الآمنة بشكل مطلق في القطاع الذي يتعرض لكافة أنواع الاستهداف "الإسرائيلي" في الحرب المتواصلة لليوم 116 على التوالي.
وكان المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، قد أشار إلى أنّ أعداداً هائلة من الناس أجبروا على الفرار من مدينة خان يونس، وانتهى بهم المطاف على الحدود مع مصر، ولفت إلى أنّ البحث عن الأمان لا ينتهي في غزة التي لم تعد قادرة على توفيره للسكان.
يأتي ذلك في وقت يواصل الاحتلال تهجير الأحياء والمناطق المدنية، ولا سيما في خان يونس جنوب القطاع، وأمر جيش الاحتلال عبر مكبرات الصوت ظهر الأمس، سكان حي الأمل غرب خان يونس، وكافة السكان القاطنين في محيط مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ويحاصره الاحتلال لليوم التاسع، مغادرة المنطقة باتجاه رفح جنوب القطاع.
وكانت وكالة "أونروا" قد حذرت في وقت سابق، من انفجار الأوضاع في رفح مع استقبال المزيد من النازحين عن المناطق الوسطى والجنوبية باتجاه المدينة التي تضم نحو مليون و200 ألف نازح وحدها، فضلاً عن مئات الآلاف في محيطها ومناطق خان يونس التي تتعرض للتهجير.
وكان الصليب الأحمر الدولي، قد حذّر من تواصل النزوح إلى رفح، حيث يقيم مليون نازح على مساحة لا تتعدى 60 كليو متر مربّع أي 20% من مساحة القطاع، في ظل توافد المزيد من المهجرين جراء عمليات التهجير التي يمارسها الاحتلال "الإسرائيلي".