يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيده العسكري في مختلف مناطق قطاع غزة، بالتزامن مع منخفض جوي قوي فاقم من الأوضاع الإنسانية المتدهورة للآلاف من النازحين الذين يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية تفتقر لأدنى مقومات الحماية فيما وثقت وكالة "اونروا" انهيار عشرات المباني وتضرر آلاف الخيام مع اشتداد العواصف والرياح.

وأصيب عدد من النازحين جراء قصف "إسرائيلي" شنه جيش الاحتلال شمالي القطاع بمنطقة الفالوجا مع استمرار انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

موضوع ذو صلة: 80 يومًا من وقف إطلاق النار في غزة.. 969 خرقًا "إسرائيليًا" و418 شهيدًا

كما شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غارات جوية استهدفت منطقة الشيخ زايد شرق بيت لاهيا شمال القطاع، إضافة إلى مخيم جباليا شمال غزة. ووسط القطاع طالت الغارات المناطق الشرقية لمخيم البريج.

وجنوبي القطاع، أطلقت آليات جيش الاحتلال النار تجاه منازل الفلسطينيين شمال مدينة رفح مع غارات جوية، فيما نفذ قصفاً مدفعياً مكثفاً على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس.

وفي ظل الأوضاع الجوية القاسية التي يقاسيها آلاف النازحين في الخيام وعلى أنقاض المنازل المدمرة، حذر جهاز الدفاع المدني في غزة من عجزه شبه الكامل عن الاستجابة لنداءات الاستغاثة، نتيجة شح الوقود وانعدام الإمكانيات.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني: إن نقص الوقود يمنع الطواقم من تلبية مناشدات الفلسطينيين خلال المنخفض الجوي الحالي، مشيراً إلى أنهم طالبوا السكان بإخلاء المباني الآيلة للسقوط تفادياً لوقوع ضحايا، في وقت لا يجد فيه النازحون أي بدائل عن الخيام المهترئة.

وفي مدينة خان يونس، أوضح مدير الدفاع المدني أن نسبة الاستجابة لنداءات الاستغاثة لا تتجاوز 10% من مئات البلاغات الواردة، بسبب محدودية الإمكانيات، مشيراً إلى أن أكثر من 40 خيمة جرفتها الرياح وحركة المد والجزر إلى بحر خان يونس خلال الليلة الماضية.

وأضاف أن نحو نصف مليون نازح في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى إيواء عاجل، في ظل تدهور غير مسبوق في الظروف الإنسانية.

وفي مدينة غزة كذلك، أعلنت البلدية عن صعوبات كبيرة في التعامل مع تداعيات المنخفض الجوي، بسبب تعطل شبكات تصريف مياه الأمطار واستمرار العدوان، إضافة إلى النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل آليات الطوارئ.

وأكدت البلدية أن طواقمها تعمل بإمكانيات وأدوات بدائية، مجددة مطالبتها العاجلة بإدخال البيوت المتنقلة ووسائل التدفئة لحماية النازحين من البرد القارس.

وعلى مدار يومين غمرت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية مئات الخيام في المناطق المنخفضة، واقتلاع خيام أخرى، ما أجبر عائلات كاملة، بينها أطفال ونساء، على الخروج إلى العراء وسط طقس شديد البرودة.

ويعيش آلاف النازحين في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، وسط الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون وسائل تدفئة أو حماية من العواصف، فيما أجبرت أشهر طويلة من الحرب والنزوح السكان على الإقامة قرب أنقاض ومبانٍ مهددة بالانهيار.

وقد كشفت العاصفة "بايرون" التي ضربت القطاع في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، هشاشة أوضاع الإيواء بحسب ما نقلته وكالة "أونروا" عن مجموعة المأوى في غزة.

وسجلت المجوعة انهيار 17 مبنى، وتعرض أكثر من 42 ألف خيمة ومأوى مؤقت لأضرار جزئية أو كلية خلال الفترة ما بين 10 و17 كانون الأول/ ديسمبر، ما أثر على ما لا يقل عن 235 ألف شخص.

من جانبه، قال المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني: إن طقس الشتاء القاسي يفاقم معاناة سكان قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من عامين بفعل الحرب.

وأوضح "لازاريني" أن المزيد من الأمطار يعني المزيد من البؤس واليأس والموت مؤكداً أن السكان يعيشون في خيام بالية وغارقة بالمياه وبين الأنقاض، في وقت لا تصل فيه المساعدات الإنسانية بالكميات المطلوبة.

وأشار إلى أن "أونروا" قادرة على مضاعفة جهودها الإغاثية في حال السماح بتدفق المساعدات بشكل كافٍ إلى القطاع المحاصر.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد