اقتحم مئات الناشطين مركز التسوق الشهير "وستفيلد ستراتفورد سيتي" شرقي العاصمة البريطانية لندن، تزامنًا مع يوم (Boxing Day ) ، في تحرّك احتجاجي واسع نظمته مجموعتا (Prisoners For Palestine ) و(Free The Filton 24) ، احتجاجًا على الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، وللمطالبة بالإفراج الفوري عن معتقلي "فلتون 24"، وبينهم نشطاء يخوضون إضرابات مفتوحة عن الطعام داخل السجون البريطانية.
وفي تحرّك متزامن، عطّل متظاهرون مؤيدون لفلسطين حركة التسوق داخل مركز "إيتون" التجاري في مدينة تورنتو الكندية، في خطوة احتجاجية تهدف إلى تسليط الضوء على ما وصفوه بـالتواطؤ الكندي المستمر في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
ورفع المحتجون في لندن وتورنتو لافتات تندد بتسليح الاحتلال "الإسرائيلي"، وتدعو إلى مقاطعة الشركات المتورطة في صناعة السلاح، كما قاموا بإسدال العلم الفلسطيني من الطوابق العليا داخل المركز التجاري في لندن، ووزعوا منشورات توعوية على المتسوقين وسط تفاعل لافت من الجمهور.
وأكد المشاركون في الاحتجاج أن تحركاتهم تهدف إلى التذكير بأن الأرواح في غزة على المحك، داعين الحكومة البريطانية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، وموجّهين رسالة مباشرة للجمهور جاء فيها: "إما الضمير أو الاستهلاك".
و"فلتون 24" هم 24 معتقلاً سياسيًا تم اعتقالهم بسبب احتجاجهم على نشاط شركة السلاح "الإسرائيلية" "إلبيت"، ويخوض عدد منهم إضرابًا احتجاجيًا داخل السجن، ما دفع الشارع البريطاني للتحرّك بقوة للمطالبة بحريتهم.
وفي هذا السياق، حذّرت ناشطة حملة "سجناء من أجل فلسطين"، أودري كورنو، في تصريحات إعلامية، من تدهور خطير في الأوضاع الصحية للمعتقلين المضربين عن الطعام، مشيرة إلى أن الإضراب دخل مرحلة حرجة، وسط تحذيرات من منظمات حقوقية بشأن غياب الإشراف الطبي الكافي داخل السجون البريطانية.
وبحسب تقارير إعلامية بريطانية، يخوض عدد من النشطاء المؤيدين لفلسطين، المحتجزين في سجون مختلفة ضمن حملة سجناء من أجل فلسطين إضرابًا طويلًا عن الطعام مع نهاية عام 2025، حيث تم نقل بعضهم مرارًا إلى المستشفيات، وسط تحذيرات طبية من خطر فشل الأعضاء الحيوية واحتمال تلف الدماغ، في ظل قلق متزايد لدى عائلاتهم.
ووصفت وسائل إعلام بريطانية هذا الإضراب بأنه الأطول والأوسع في سجون البلاد منذ ثمانينيات القرن الماضي، مقارنة بإضراب "بوبي ساندز"، المناضل الأيرلندي وعضو الجيش الجمهوري الأيرلندي.
وكانت صحيفة "غارديان" البريطانية قد سلطت الضوء على ثمانية نشطاء من حركة "فلسطين أكشن" دخلوا في إضراب عن الطعام أثناء احتجازهم بانتظار المحاكمة، احتجاجًا على استمرار اعتقالهم وحظر الحركة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
وذكرت الصحيفة أن أول من بدأ الإضراب هما قيصر زهرة (20 عامًا) وآمو جيب (30 عامًا) في سجن برونزفيلد، ثم انضمت إليهما هبة موريسي (31 عامًا) في سجن نيو هول، إضافة إلى توتا خوجة (29 عامًا)، وكمران أحمد (28 عامًا)، ولوي تشياراميلو (22 عامًا)، فيما اضطر آخرون لوقف الإضراب بسبب تدهور أوضاعهم الصحية.
وبحسب التقرير، فإن بعض المضربين متهمون باقتحام قاعدة "برايز نورتون" الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في يونيو/حزيران الماضي، بينما يواجه آخرون اتهامات باقتحام منشآت شركة "إلبيت سيستمز" عام 2024، وهي تهم نفوها جميعًا.
وأشارت مراسلة الصحيفة، إيمين سينماز، إلى أن سبعة من المضربين نُقلوا إلى المستشفى منذ بدء الإضراب، فيما تشمل مطالبهم الإفراج بكفالة، ورفع الحظر عن حركة "فلسطين أكشن"، إضافة إلى إغلاق شركة "إلبيت سيستمز".
وانتقد محامو النشطاء رفض وزير الخارجية البريطاني "ديفيد لامي" الاجتماع بممثلي المعتقلين أو مناقشة أوضاعهم، معتبرين ذلك مؤشرًا على تضييق متزايد على الحراك التضامني مع فلسطين، ومثيرًا لتساؤلات جدية حول التزام بريطانيا بحرية التعبير وحقوق الإنسان.
