شهدت عدّة مدن وعواصم أوروبية اليوم السبت 3 شباط/ فبراير تظاهرات حاشدة، مع دخول حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزّة يومها الـ 120، وذلك في إطار الحراك العالمي الذي لم يهدأ منذ بدء الحرب يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت.
وتظاهر الآلاف في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وفنلندا وسويسرا والنمسا ودول أوروبية أخرى للمطالبة بوقف “جرائم الإبادة” التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها حتّى اليوم السبت 27.238 شهيداً و66.452 إصابة، وآلاف المفقودين ومئات آلاف المشردين.
مئات الآلاف يتظاهرون في لندن
وشهدت العاصمة البريطانية لندن، أكبر تلك التظاهرات، حيث جاب مئات الآلاف من الأشخاص شوارع المدينة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف العدوان "الإسرائيلي" المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وإنهاء أعمال الإبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن المظاهرة انطلقت من أمام مقر شبكة "بي بي سي" الإعلامية، في "بورتلاند بليس"، بينما اتخذت شرطة العاصمة إجراءات أمنية أكبر مقارنة بالمظاهرات السابقة.
تغطية صحفية| تظاهرة حاشدة في العاصمة البريطانية لندن للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ودعماً وإسنادًا للشعب الفلسطيني. pic.twitter.com/xWuR2yGkmO
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) February 3, 2024
واعتبر مدير حملة التضامن مع فلسطين وأحد منظمي المظاهرة إجراءات الشرطة "مثال آخر على محاولة شرطة العاصمة خلق بيئة مخيفة وجعل الناس يشعرون بالتحفظ أو الخوف بشأن القدوم إلى مظاهرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني".
بدوره، قال كريس ناينهام نائب رئيس منظمة أوقفوا الحرب: "إن هذا مثال آخر على محاولة الشرطة تجريم الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي وتقليص الحريات المدنية”، مؤكداً أنهم يحاولون عمداً إثارة التوترات وخلق الانطباع بأن الأشخاص الذين يسيرون من أجل السلام ووضع حد للإبادة الجماعية يشكلون تهديداً للمجتمع، وهذا عار مطلق".
وكانت شرطة لندن قد أبلغت المنظمين الأربعاء الفائت، بأنها لن تسمح للمتظاهرين المتوقع عددهم 300 ألف بانتهاء المسيرة في "وايتهول"، حيث تنتهي المسيرات بانتظام، وقررت أن تنتهي المسيرة بالقرب من "داونينغ ستريت".
يذكر، أنّ تظاهرة لندن هي الثامنة من نوعها، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي تنظمها حملة التضامن مع فلسطين منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
كما شهدت مدينة مانشستر البريطانية، تظاهرة حاشدة تخللها وقفة أمام شركة "أكسا" للتأمين، للتأكيد على مقاطعتها حتى إنهاء استثماراتها مع الشركات "الإسرائيلية" المتواطئة مع جرائم الاحتلال.
يذكر ان شركة "أكسا" للتأمين تعمل مع شركات "إسرائيلية" وتدعم توسيع وبناء وصيانة المستعمرات "الإسرائيلية" غير الشرعيّة والبنية التحتية المرتبطة بها.
تظاهرات في ألمانيا ومدن أوروبية أخرى
وفي العاصمة الألمانية برلين، شارك الآلاف في تظاهرة دعت إليها منظمات وجمعيات فلسطينية وألمانية تحت شعار "الحرية لفلسطين"، ودعا المتحدثون في المظاهرة الحكومة الألمانية إلى التحرك لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة.
كما تظاهر المئات في مدن فرانكفورت وسابوركين وميونخ وبريمن ودوسلوف، بدعوى من الجاليات الفلسطينية والعربية ومتضامنين ألمان، في إطار الحراك الداعي لوقف فوري للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وفي فرنسا، انطلقت مسيرات داعمة للقضية الفلسطينية دعت إليها عدة تنظيمات مؤيدة لفلسطين على غرار حركة "عاجل فلسطين"، وشارك الآلاف في العاصمة الفرنسية باريس بمظاهرة حاشدة، رددت شعارات فلسطين حرة، ودعت إلى وقف حرب الإبادة على القطاع.
كما أقيم وقفة حاشدة في ساحة "أرنو برنارد" في مدينة تولوز الفرنسية، دعماً لقطاع غزة ومقاومة الشعب ورفضاً لاستمرار الإبادة الجماعية في غزة.
كما خرجت اليوم مسيرة حاشدة في العاصمة الفنلندية هلسنكي للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وفي العاصمة النمساوية فيينا خرجت مظاهرة حاشدة جابت شوارع المدينة مساء اليوم، ردد خلالها المتظاهرون شعارات داعمة لقطاع غزة، ودعوا لوقف جرائم الإبادة الجماعية، ودعم سكان قطاع غزة بشكل فوري.
كما تظاهر المئات في مدينة جنيف السويسرية، دعماً لقطاع غزة وللمطالبة بوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع، وشارك في المظاهرات حشد من الأحزاب اليسارية والقوى المؤيدة للقضية الفلسطينية.
الدانمارك والسويد
وفي الإطار، شارك الآلاف في مظاهرة داعمة لغزة في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وسط هتافات مطالبة بفرض وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، ومنح الشعب الفلسطيني حريته.
كما بث المركز الأوربي الفلسطيني للإعلام مشاهد مباشرة لمظاهرة في مدينة أوبسالا جنوبي شرق السويد، حيث طالب المتظاهرون بمقاطعة "إسرائيل" وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
نيويورك وواشنطن
وخارج أوروبا، نظم طلبة وحركات داعمة لفلسطين أمس مظاهرات حاشدة في نيويورك بالولايات المتحدة لدعم فلسطين والتنديد بالدعم الأميركي لإسرائيل واستنكار التنكيل بالطلبة المؤيدين لغزة داخل الحرم الجامعي لجامعتي برنارد وكولومبيا.
وسار الآلاف إلى جامعة كولومبيا لرفض انحياز الجامعة للطلبة "الإسرائيليين" الذين هاجموا ناشطين مؤيدين لوقف الحرب وإنهاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
وبالتوازي مع ذلك، طوقت شرطة نيويورك مبنى الجامعتين، وحذرت من دخول المشاركين في الاحتجاج إلى جامعة برنارد، بينما تعاملت بعنف معهم على عتبات جامعة كولومبيا.