واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة التي يشنها على أهالي قطاع غزّة لليوم 133 على التوالي، وبدأ اليوم الجمعة 16 شباط/ فبراير، بقتل المرضى داخل مجمع ناصر الطبي بعد نحو 4 أسابيع على حصاره، وذلك من خلال قطع التيار الكهربائي ما أدى إلى توقف أقسام العناية المركزة وانقطاع الأوكسجين.
وارتكب جيش الاحتلال 10 مجازر خلال الساعات الـ 24 الفائتة، راح ضحيتها 112 شهيداً، و157 مصاباً، ليرتفع العدد الكلي للشهداء منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزّة إلى 28 ألفا و775 شهيدا، بينما بلغ عدد المصابين 68 ألفا و552، بحسب آخر تحديث لوزارة الصحة صباح الجمعة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم، إنّ 5 مرضى عناية مركزة استشهدوا جراء قطع الاحتلال الكهرباء عن المجمع، وتوقف الموردات الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع الأوكسجين في غرف العناية المركزة.
وجاء ارتقاء المرضى، بعد تحذير أطلقته الوزارة صباحاً، بعد قطع الاحتلال التيار الكهربائي عن المجمّع، ودعت إلى التدخل الفوري قبل وفاة المرضى، وحملت الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية عن حياة المرضى وسلامة الطواقم الطبية.
وناشدت الوزارة، كافة الهيئات الأممية والمؤسسات بسرعة التدخل لإنقاذ ما تبقى من مرضى وجرحى في المستشفى، بعد أن أجبر النازحين على المغادرة خلال اليومين الفائتين، وبقاء المرضى ومرافقيهم والكادر الطبي تحت الحصار.
وذكرت وزارة الصحة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت النساء والأطفال على الانتقال من مبنى ناصر القديم دون أمتعة إلى مبنى الولادة الذي حولته إلى ثكنة عسكرية، فيما اقتحم جنودها مبنى إدارة مجمع ناصر الطبي صباح اليوم في ثاني عملية اقتحام لداخل المستشفى منذ يوم أمس.
ويضم المجمع حالياً، 95 من الكوادر الطبية والصحية، إضافة إلى 11 عائلة من عائلات الأطباء والممرضين، و191 مريضاً و165 مدنياً من مرافقي المرضى، تحت حصار مشدد بلا طعام أو مياه صالحة للشرب.
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن القوات الاحتلال " الإسرائيلي" أجبرت الطاقم الطبي التابع لها على الفرار من مستشفى ناصر، تاركا المرضى وراءه، ودعت المنظمة القوات "الإسرائيلية" إلى وقف هجومها على مجمع ناصر الطبي في خان يونس بشكل فوري.
يأتي ذلك وسط مواصلة جيش الاحتلال قصفه للمجمعات السكنية والمكتظّة بالمدنيين الفلسطينيين، ولا سيما في رفح جنوب القطاع، حيث يتحضر الاحتلال لاقتحام المدينة المكتظّة بنحو مليون ونصف المليون نازح، وسط تسريبات عن خطط "إسرائيلية" لإخلاء سكان المدينة والنازحين فيها إلى مخيمات شمال المدينة.
واستهدف الاحتلال فجر اليوم، منطقة رفح جنوب القطاع، ودمّر مبنيين سكنيين لعائلتي جودة وزعرب ما أدى إلى ارتقاء 11 شهيداً ووقوع أعداد من الجرحى، فيما تواصل فرق الإنقاذ محاولات انتشال ضحايا ومصابين من تحت الأنقاض منذ الفجر.
فيديو | طيران الاحتلال يستهدف منزلاً لعائلة جودة في رفح فجر اليوم، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء pic.twitter.com/pyAzgihG0J
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) February 16, 2024
ويأتي استهداف رفح، في ظل تسريبات عن خطّة إخلاء للمدينة، كانت إدارة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، قد طلبت من حكومة الاحتلال، إعدادها كشرط لشن عملية عسكرية على المدينة، ونشرت بعض تفاصيلها صحيفة " واشنطن بوست."
وتتضمن الخطة "الإسرائيلية" إنشاء مخيمات على شاطئ البحر شمال منطقة رفح، بواقع 15 مخيماً يحتوي كل منها على 25 ألف خيمة، وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الخطة لم تجر الموافقة عليها بعد بشكل نهائي.
وقالت الصحيفة، إنّ اقتراح "إسرائيل" إنشاء سلسلة مخيمات على ساحل البحر في غزة لم ينجح في تهدئة المنتقدين، فيما علّقت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدث باسمها، بأنّ الولايات المتحدة لم تر بعد خطّة إخلاء موثوقة من قبل "إسرائيل."
وبحسب "واشنطن بوست" فإنّ "الجيش الإسرائيلي يدرك الحاجة إلى تقليل معاناة المدنيين، لكن قادة سياسيين بارزين يصرون على أن القضاء على حركة حماس في رفح أمر حيوي لتحقيق هدف الحرب المتمثل في "تدمير" الحركة." بحسب ما الصحيفة.