الوكالة تبرر: "الدول المانحة لن تقدم الدعم دون هذه الخطوة"

ردود فعل غاضبة بعد إجبار إدارة "أونروا" رئيس اتحاد المعلمين في لبنان على الاستقالة

الجمعة 01 مارس 2024

أعلن اتحاد المعلمين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، "نزاع العمل" مع إدارة الوكالة المتمثلة بمديرة شؤونها في لبنان "دوروثي كلاوس"، على خلفية إجبار إدارة الوكالة مدير ثانوية دير ياسين ورئيس اتحاد المعلمين الأستاذ فتح الشريف على الاستقالة، على خلفية مواقفه السياسية والوطنية.

ودعا الاتحاد، في بيان صار عنه الخميس 29 شباط/ فبراير، جميع المعلمين والموظفين والأطر النقابية في الوكالة، إلى إعلان النّزاع والعصيان الإداريّ، مطالباً جميع الفصائل واللّجان والحراكات والفعاليّات والمرجعيّات المجتمعيّة الفلسطينيّة "للوقوف صفًّا واحدًا مع اتّحاد المعلّمين في معركته الوجوديّة التي يخوضها مع هذه الإدارة".

ودعا الاتحاد في بيانه، مديرة شؤون "أونروا" في لبنان "دوروثي كلاوس" وفريقها إلى "عدم اللّعب بالنّار تجاه جميع الموظّفين لأنّنا لن نساوم ما بين وجودنا في الوكالة وانتمائنا الى وطننا السّليب والمحتلّ من العدوّ المجرم"، بحسب بيانه، مطالباً من جميع أعضاء الاتّحادات على مختلف القطاعات النّفير النّقابيّ العامّ".

إجبار على الاستقالة "حفاظاً على التمويل"

وتفجرت الأزمة، بعد أن طلبت إدارة الوكالة من المعلّم فتح الشريف الخميس، تقديم استقالته ضمن مهلة حتى 2 آذار/ مارس الجاري، على خلفية نشاطه السياسي والوطني، حسبما أوضح الاتحاد في بيانه.

وقال الاتحاد: "إنّ هذه الإدارة رضَخت مؤخّرا لابتزاز جهاتٍ مُعيّنة وطلبت بموجبه من الأستاذ فتح شريف أن يُقدِّم استقالته خلال يومين، وإلّا تعرّض لتحقيقٍ لا تحمد نتائجه".

وتذرعت الوكالة، بحسب بيان الاتحاد بأنّ "الدول المانحة لن تقوم بدعم الأونروا إن لم تقم الإدارة بمثل هذه الإجراءات بحقّه وبحقّ موظّفين آخرين نتيجةَ بلاغات كيديّة من جهات معروفة أو وهميّة".

وأعلن الاتحاد، الإضراب العام يوم غد السّبت ٢ آذار في/ مارس في جميع المؤسّسات التّعليميّة والتّربويّة كخطوة أولى تحذيريّة يليها خطوات تصعيديّة متتالية بسقوف غير معهودة يُعلن عنها في حينه حتى "تلزم هذه الإدارة حدّها".

وأعلن الاتحاد ايضاً، أنّ اجتماعاته ستبقى مفتوحة لمواكبة كافّة التّطوّرات إلى حين الوصول لتحقيق الأهداف المطلبيّة المنشودة في هذه القضيّة، واصفاً ما تقوم به إدارة الوكالة بـ "الابتزاز السافر" لرئيس اتّحاد المعلّمين في لبنان الأستاذ فتح شريف، وبأنه "لعبٌ بالنّار وحربُ وجود لن يبقى فيها إلّا أصحاب الأرض والقضيّة".

وعبّر الاتحاد، أنّ استهداف إدارة "أونروا" للأستاذ شريف، جاء نتيجة "نشاطه لمساعدة وبلسمة جراح أهالي قطاع غزة جرّاء ما تعرّضوا له من ظلمِ وحصارِ وإجرام الاحتلال الصّهيونيّ البغيض بحقّ أبناء شعبنا حتّى وصل به الحدّ إلى تجويعهم حتّى الموت".

وأشار الاتحاد كذلك، إلى نشاط الأستاذ شريف النقابي، والذي أسفر عن انتزاع حقّ أكثر من 38 ألف طالبٍ فلسطينيّ في لبنان، عبر وقف التّشكيلات الصّفّيّة المكتظّة والقائمة على وجود خمسين طالب في الصف الواحد، إضافة إلى نضاله في تثبيت مئات المعلّمين على الموازنة العامّة خلال السّنتين الماضيتين من خلال اتّحاد المعلمين، وهو ما جعله في دائرة استهداف الإدارة، بحسب البيان.

وتساءل الاتحاد في بيانه: "لمصلحة من سيتمّ تفعيل ملف المحاسبة على الانتماء الفكري والسّياسيّ في هذا الوقت؟ من هو المُحرّض على ذلك؟ لمصلحة من ممارسة هذا الإرهاب المستجدّ على اتّجاهات فكريّة وسياسيّة محدّدة تحت ذريعة دعم الدّول المانحة؟ هل المديرة العامّة وفريقها ومن حرّضها قادرون على تحمّل تبِعات هذه التّوجّهات المستجدّة والخطيرة؟"

وقال الاتحاد: إن إجراء إدارة الوكالة في لبنان رسالة ابتزاز واضحة لجميع أطياف الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان، وبمن فيهم موظّفو الأونروا، ومفادها (عليكم أن تختاروا إمّا وكالة الأونروا وإما وطنكم وأرضكم فلسطين) بحسب ما جاء في البيان.

ردود فعل غاضبة

وفي بيان لها، قالت قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان: إنّ الحملة التي بدأتها إدارة "أونروا" في لبنان ضد الموظفين الفلسطينيين، وإطلاق تهديدات بحقهم لدفعهم إلى تقديم استقالاتهم، بحجة الحرص على تأمين التمويل للوكالة هي استهداف للاجئين الفلسطينيين في لبنان كما هي استهداف لحقوقهم السياسية والإنسانية، و"تُعتبر خدعةٌ ماكرة لا تنطلي على أحد، ولن تمر ولن يسمح بها شعبنا".

وفي بيان له، حذّر تحالف القوى الفلسطينية إدارة الوكالة من استهداف موظفيها الفلسطينيين، مشيراً إلى أن ذلك سيوضع في "خانة التَّساوق مع المشاريع الخبيثة التي تستهدف شعبنا ومقاومته"، الذين يتعرّضون لعدوانٍ إجراميٍّ وإبادة جماعية وحرب تجويع مستمرة من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" مدعوماً من الإدارة الأميركية.

وأضاف البيان: إن الانتماءَ الوطني حقٌّ لكل أبناء الشعب الفلسطيني ومنهم موظفو وكالة "أونروا" وهو خطّ أحمر لا يُسمح لأحدٍ كائناً من كان باستهدافه تحت أي ذريعةٍ كانت.

وفي بيان لها أصدرته اليوم، عبرت منظمة المعلمين الفلسطينيين في لبنان عن إدانتها واستنكارها لخطوة وكالة "أونروا" بالطلب من الأستاذ فتح الشريف الاستقالة، واصفة إياها بالتعسفية.

ودعت المنظمة الفصائل الفلسطينية والاتحادات واللجان الشعبية والأهلية "لللوقوف صفاً واحداً أمام هذه الهجمة التي تستهدف شعبنا"

وقالت: إن إن وكالة "أونروا" على أهمية دورها الإغاثي، إلّا أن العنوان الأهم لها هو العنوان السياسي الذي يرتبط بحق شعبنا الفلسطيني بالعودة إلى أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

تحريف النظر عن الإبادة الجماعية في غزة

من جهتها، قالت الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين: إنّ إدارة الأونروا في لبنان تحرف الاهتمام عن الابادة الجماعية في قطاع غزة من خلال تهديدات لموظفين عريقين معروفين في انتمائهم الوطني والحريصين على العملية التربوية وتطويرها بشهادة القاصي والداني.

وأعربت الهيئة في بيان لها، عن رفضها لهذه الخطوة التي تحرف النظر والمتابعة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان وتجويع وجرائم إبادة جماعية، داعية إدارة "أونروا" في لبنان الى "اعتماد سياسة الحكمة في متابعة القضايا النقابية والرجوع الفوري عن التهديدات فهذا لا يخدم العمل الوطني او العمل التربوي أو العمل النقابي".

تجدر الإشارة، إلى أنّ اجراء وكالة "أونروا" بحق الأستاذ فتح الشريف، كان قد مورس بحق عدّة معلمين خلال السنوات السابقة، تحت ذريعة " مخالفة الحيادية"، وتعرض الأساتذة أحمد ميعاري، وزياد عبد الغني، وأحمد نمر مصطفى العام الفائت لإجراءات مشابهة خلال العام 2023، وكذلك المعلم محمد خليل أبو عرب عام 2022، ما فجّر حالة من الغضب والتحركات النقابية، أدت الى تراجع الوكالة عن قراراتها.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد