أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الاثنين 4 آذار/ مارس، انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" يومها الـ 150، وأشارت الجمعية إلى فقدان الدفاع المدني الآليات والأدوات لانتشال الضحايا وإسعاف المصابين.
وأكّد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة بتصريحات إعلامية لقناة "الجزيرة" أنّه لا آليات لدى الدفاع المدني لانتشال الضحايا والمصابين، فيما يستهدف الاحتلال طواقم الإسعاف والمدنيين في القطاع، ما يجعلها عاجزة عن أداء مهامها بشكل كامل.
وزارة الصحة في القطاع، أصدرت تحديثاً اليوم الاثنين، لآخر البيانات المتعلقة باستهداف الاحتلال للقطاع الصحي في غزة، ما أدّى إلى تدميره، وهو ما سيؤدي إلى كوارث صحيّة، مع انتشار الأمراض المعدية، بحسب ما أكدت، حيث سجّلت الوزارة نحو مليون حالة لأمراض معدية، دون توفر الإمكانيات اللازمة لعلاجها، فيما يهدد الموت الجماعي آلاف الحالات المرضية التي كشفت عنها الجهات المعنية في القطاع.
ووصفت وزارة الصحة الوضع الصحي في قطاع غزة بالكارثي للغاية نتيجة عدم إدخال المساعدات الطبية اللازمة، وأكّدت أنّ الاحتلال تعمد إحداث كارثة إنسانية وصحية لا توصف، مما ساهم في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
ودمّر الاحتلال، منذ أن بدأ حرب الإبادة على القطاع المحاصر 155 مؤسسة صحية وأخرج 32 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة، واستهدف 126 سيارة إسعاف، وكذلك دمّر البنى التحتية الصحيّة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع بالكامل.
الموت يهدد الآلاف
ومن المرجّح أن يؤدي انهيار النظام الصحي، إلى حالات موت جماعية لأصحاب الأمراض المزمنة، والجرحى الذين هم في حالة خطر، ومئات الآلاف من المصابين بالأمراض المعدية، حيث نشر المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع اليوم الاثنين، أرقاماً بعدد الحالات التي يهددها الموت جراء انهيار النظام الصحي، وانعدام فرص علاج أصحابها.
وقال المكتب: إنّ 11 ألف جريح يعانون إصابات خطيرة، حياتهم متوقفة على السفر للخارج لتلقي العلاج، دون توفر إمكانية لعلاجهم داخل القطاع.
ويهدد الموت، 10 آلاف مريض بالسرطان توقف علاجهم، نتيجة توقف المستشفيات عن العمل ومنع الاحتلال "الإسرائيلي" إدخال الادوية واللوازم الطبية، إضافة إلى 8 آلاف حالة شخّصت بالكبد الوبائي الفيروسي، مع مخاطر انتشار المزيد من الحالات بين النازحين، فيما يصنف هذا المرض كمرض قاتل في حال لم يتلق المصاب العلاج اللازم.
وأشار المكتب إلى أنّ نحو 60 ألف سيدة حامل، معرضة لمخاطر جسيمة، لعدم توفر الرعاية الصحية، إضافة إلى 350 ألف مريض بأمراض متنوعة، توقفوا عن تناول أدويتهم لعدم توفرها، جراء منع الاحتلال إدخال الدواء.
وحذّرت تقارير عدة، من مخاطر جسيمة تهدد حياة نحو 110 مريض مصاب بالفشل الكلوي، كانوا يتوزعون على 7 مراكز في قطاع غزة، معظمهم يحتاجون إلى جلسات غسيل كلى دورية، لكنهم لا يجروها بعد توقف معظم المستشفيات، وتقليص خدمات الغسيل لدى المستشفيات العاملة جراء نقص الوقود والمياه العذبة واللوازم الطبية.
ونبّه رئيس قسم أمراض الكلى في مجمع الشفاء الطبي الدكتور غازي اليازجي، في تقرير نشرته " العربي الجديد" أنّ 40 مريضاً موجودون في مجمع الشفاء، يتلقون جلستي غسيل أسبوعياً من أصل 3 جلسات يحتاجونها، جراء نقص المستلزمات الطبية والأعطال المتكررة للأجهزة وعدم قدرة المجمع على تشغيل المولدات الاحتياطية الكهربائية ونقص المياه العذبة اللازم لعملية غسيل الكلى.
وأشار الدكتور يازجي إلى أنّ النظام الغذائي السيء يؤدي إلى تدهور الوضع الصحي للمرضى، "فغالبية السكان يعتمدون على البقوليات المعلبة التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع وظائف الكلى وتراكم السموم ما ينعكس على صحة المريض"، حسبما أضاف.
يأتي ذلك، في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عمليات القصف واستهداف المدنيين بشكل مكثف، أدى إلى ارتقاء 30 ألفاً و534 شهيداً وإصابة 71 ألفاً و920 فلسطينياً، بحسب آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع صباح اليوم الاثنين 4 آذار/ مارس، بينه 13 ألفاً و430 طفلاً، ونحو 8900 من النساء.