رصد بوابة اللاجئين الفلسطينيين عدّة شكاوى لأهالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة، تفيد باستيلاء من أسموهم "شبكات محسوبيات" مرتبطة بمراكز قوى حكومية في قطاع غزّة، على كميات من المعونات والموارد الزراعية وتوزيعها بشكل غير عادل، بناء على المحسوبيات والعلاقات العائلية والاجتماعية، في ممارسة أثار استمرارها خلال حرب الإبادة المتواصلة غضب الأهالي.
وقال أحد أبناء المخيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين "صالح.ق" وطلب عدم ذكر اسمه كاملا، إن العديد من المواد الإغاثية الأساسية، تؤخذ من كراتين الإغاثة التي تصل إلى مدارس الإيواء ومراكز التوزيع في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليجري بيعها بأسعار خيالية.
وأكد الشاب، استياء العائلات من فساد آليات توزيع المعونات أو سرقة بعضها لغرض بيعه من قبل تجار الأزمات وشبكات المحسوبيات، وخصوصاً حفاضات الأطفال "البامبرز" مشيراً إلى فقدان كميات كبيرة منها كانت قد وصلت قبل أيام إلى مدرسة الحسانية ومركز النادي الأهلي حيث يجري توزيع المعونات للعائلات المسجّلة.
وأضاف الشاب صالح، في إفادة لموقعنا، "أنّ العديد من المواد يجري خصمها من كراتين الإغاثة لبيعها في السوق السوداء، كمادتي السكر والزيت/ السيرج، وهي مواد كانت موجودة في كراتين الإغاثة، واليوم صرنا نراها تباع في السوق السوداء، وفقدت من الكراتين".
وتدخل إلى المنطقة الوسطى بقطاع غزّة، كميات شحيحة من المعونات، تتولى توزيعها جهات حكومية في القطاع، حيث ما تزال الأجهزة الحكومية تعمل في مختلف المناطق التي يوجَد فيها فلسطينيون، وبعيدة من مناطق الاشتباك وسيطرة جيش الاحتلال، حسب ما أكدت مصادر محلية.
ويتهم العديد من الأهالي، "شبكات محسوبيات" قوامها موظفون ومسؤولون فاسدون في الأجهزة الحكومية، يعرفها أهالي القطاع من قبل اندلاع الحرب، أنها ما زالت تمارس فساداً في إدارة وتوزيع المعونات.
وأشارت شكاوى، إلى أنّ بعض المسؤولين وأصحاب المراكز، ضباطاً في جهاز الداخلية، يحصلون على كميات من المعونات والخضروات بشكل خاص، ويتجاوزون العائلات النازحة التي تسجّل أسماءها للحصول على المعونات.
وبرزت مؤخراً، ظاهرة تجار الأزمات وشبكات المحسوبيات، في عدة مناطق من القطاع، ومنها في رفح جنوباً، وتقوم تلك الشبكات بسرقة المعونات المخصصة للتوزيع المجاني وبيعها في الأسواق، ما أجج حالة الغضب العامة.
وكانت مدينة رفح قد شهدت يوم 28 شباط/ فبراير الفائت، احتجاجات شعبية واسعة، أشعل خلالها المحتجون الإطارات، وطردوا تجار البيع بالجملة من منطقة دوار النجمة وسط المدينة، احتجاجاً على بيع المعونات واحتكار السلع ورفع أسعارها بشكل جنوني.
يأتي ذلك في ظل بداية ظهور ملامح مجاعة شاملة في مناطق قطاع غزّة، ولا سيما الشمالية منها، جراء منع الاحتلال إدخال المساعدات الإغاثية، وارتفاع نسبة وفيات الأطفال جراء الجوع إلى 18 حالة وفاة خلال الأيام الأخيرة، فيما تتواصل حرب الإبادة ليومها 152 على القطاع حاصدة أكثر من 30 ألفاً و700 ضحية.
اقرأ/ي أيضا احتجاجات في رفح جنوب قطاع غزة ضد احتكار التجار للسلع ورفع أسعارها