تحت عنوان "لاجئة وأكثر…تداعيات القرارات الدولية على اللاجئات في لبنان" نظمت البرامج النسائية في مخيم البص بمدينة صور جنوبي لبنان، فعالية نسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 آذار/ مارس من كل عام، حضرها عدد من النساء، وتخللها حوار مفتوح، جمع ممثلين عن اللجان الشعبية والمؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية وناشطات اجتماعيات ومواقع إعلامية.
وشهدت الفعالية، إلقاء كلمات عدة لخصت أوضاع المرأة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني وخصوصاً قطاع غزة، حيث تواجه المرأة هناك ككل أهالي القطاع حرب إبادة متواصلة منذ أكثر من 5 أشهر، وكذلك أوضاع المرأة في مخيمات الشتات.
مديرة البرامج النسائية في مخيم البص حنان الجدع، أوضحت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن الهدف من النشاط هو التعريف بيوم المرأة وحقوقها وربطه بما يجري في قطاع غزة، والحديث عن انتهاك حقوق النساء الفلسطينيات في القطاع خلال حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي".
وأضافت: أنّ النشاط تضمن فقرة للنساء المهمشات اللاتي ليس لهن أحد يهتم بهم، وهنّ ممن يتلقين الدعم النفسي والاجتماعي في المركز، إضافة إلى إقامة معرض للنساء اللاجئات في المخيم وعرض أعمالهن في الحرف التراثية وسواها من منتجات منزلية يقمن بإنتاجها وبيعها لدعم أسرهنّ اقتصادياً، إضافة إلى الاستماع للعديد من القصص الحياتية والصمود والنجاح لنساء فلسطينيات في المخيمات.
مؤسسات الأمم المتحدة مسؤولة عن مد يد العون للنساء الفلسطينيات في فلسطين والشتات
وألقت منسقة برامج حقوق النساء والفتيات في جمعية النجدة- فرع صور، هلا مرعي كلمة تساءلت خلالها: "أهو يوم الاحتفاء بنضالات النساء، أم انتهاك حق الحياة للنساء والفتيات الفلسطينيات؟!"
وأكدت مرعي على مسؤولية المؤسسات الدولية، ابتداءً من الأمم المتحدة، مروراً بمؤسسات حقوق الإنسان، وانتهاءً بمؤسسات ووكالات حقوق النساء والفتيات، عن تطبيق المعايير الموحدة وغير المزدوجة على النساء والفتيات الفلسطينيات.
أمّا عضو جمعية الحولة وهي جمعية أهلية محليّة في المخيم، السيدة سناء قاسم فعرجت في كلمتها، على الأوضاع النفسية التي تسيطر على المرأة في غزة جراء الحرب ودعت كافة الجمعيات التي تنادي بحقوق المرأة إلى العمل الجاد من أجل مد يد العون الى النساء الفلسطينيات في غزة والشتات.
وتحدثت عدّة نساء فلسطينيات من الحاضرات للفاعلية، عن تجاربهنّ الحياتية كنساء فلسطينيات لاجئات، من مختلف الخلفيات المهنية والاجتماعية.
ريا عيسى.. حكاية لاجئة فلسطينية ناضلت في ظروف اللجوء والفقر والاجتياح
الحاجة ريا عيسى، لاجئة فلسطينية تبلغ من العمر 70 عاماً، وتحدثت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن تجربتها الحياتية كامرأة لاجئة في لبنان، عانت ظروفاً حياتية، وكافحت من أجل تجاوزها والعبور بأسرتها من ظروف الفقر واليتم إلى بر الاستقرار
وقالت الحاجة عيسى:" أمي وأبي توفيا وكنت طفلة، وتركا لي أخوتي 7 أطفال قمت بتربيتهم وكان عمري 17 عاماً، وكنت لهم بمثابة أب وأم وأخت".
وتابعت الحاجّة، أنّ الحياة لم تتوقف عند هذه الصعوبات الكبيرة، بعد اليتم والمسؤولية الكبيرة التي حملتها، بل تابعت تعليمها في المدرسة واهتمت بتعليم إخوتها، رغم ظروف الفقر، واضطرت إلى العمل وهي تدرس من أجل تدبر أمور حياة عائلتها.
واستطاعت الحاجة ريا عيسى، بعد رحلة كفاح وعمل بعدّة مهن، أن تعبر بأخوتها إلى الأمان الحياتي، عبر تعليمهم، فصار أحد اخوتها مهندساً، والآخر مدرّساً، وآخر تخرج من معهد تدريب "سبلين" واستطاع السفر، إضافة إلى شقيقتين إحداهما تعمل ممرضة، حسبما روت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وعملت الحاجة عيسى لمدّة 25 عاماً بالحرف التراثية الفلسطينية، وتقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنها اختارت العمل بالتراث، نظراً لأهميته في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وضرورة أن يعرفه الناس ويبقى حاضراً.
وتابعت عيسى، أنّها لم تكتف بالعمل بحرفة واحدة، بل تابعت تعليمها ودخلت معهد علوم مهني، ثم تعلّمت التمريض سنة 1974، ومارست المهنة لمدّة 25 عاماً أيضاً بمركز صحّي في مخيم البص، وكان المرتب حينها 50 ليرة، كانت تخصصها لأخوتها ومعيشتهم وتعليمهم.
ولم ترع الحاجة ريا عيسى إخوتها السبعة فقط، في ظل الظروف القاسية التي قوامها الفقر واليتم، بل تزوجت وهي في سن الخامسة والعشرين وأنجبت 3 بنات، واضطرّت لتربيتهم لوحدها لفترة طويلة بعد أسر زوجها في سجن أنصار لدى الاحتلال "الإسرائيلي" وعملائه في جنوب لبنان.
وقالت عيسى: "ربيت بناتي وعلمتهن، الكبيرة درست علوم سياسية، والثانية درست معهد كمبيوتر، والصغيرة درست إدارة اعمال بجامعة لبنانية"
وشددت الحاجة عيسى على قوة المرأة الفلسطينية ودورها الهام في المجتمع، وقالت: إنّ المرأة لا تحتاج أكثر من إحداث توازن وتنظيم في العمل حتى تنجح وتتجاوز الظروف الصعبة، وقالت إنّ "كل امرأة قادرة أن تفعل ما تستطيع، ولكن عليها أن ترتب وقتها وتقسمه وتعلم أولادها لأننا بحاجة الى أناس متعلمين".
المرأة الفلسطينية هي المجتمع وتربية جيل متعلم أهم ما يمكن تقديمة للقضية
أما فوزية عقل وهي معلمة سابقة تبلغ من العمر 70 عاماً، قالت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ المرأة الفلسطينية هي كل المجتمع، وقادرة على خلق المعجزات، لأنها قادرة على إنجاز مهام متعددة في حياتها.
وأضافت: إنّه "لابد من تقدير المرأة لأنها كل شيء هي المعلمة والعاملة ودكتورة وست البيت ومربية أجيال، وهي تعطي فوق طاقتها" ووجهت رسالة الى نساء فلسطين والشتات، بأنّ العلم هو السلاح الأساسي للمرأة، وتربية جيل متعلم أهم ما يمكن تقديمه للقضية.