"لا مكان للفرح بيننا هذه السنة"

لا زينة ولا احتفالات برمضان في مخيم الدهيشة حزناً على قطاع غزة

الأربعاء 13 مارس 2024
مخيم الدهيشة أول أيام رمضان
مخيم الدهيشة أول أيام رمضان

غابت الأجواء الرمضانية في غالبية مناطق الضفة الغربية المحتلة، حزناً على استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من خمسة أشهر، وألقت مشاهد الجرائم "الإسرائيلية" بحق المدنيين والأطفال في القطاع بظلالها على الحالة النفسية للفلسطينيين في مدن الضفة ومخيماتها، وكذلك تسبب تصعيد الاعتداءات "الإسرائيلية" في الضفة والاقتحامات المتكررة والاغتيالات والقتل والدهم والاعتقال في غياب الأجواء الرمضانية المعتادة.

وفي مخيم الدهيشة جنوب شرقي مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، غابت الأضواء والزينة الرمضانية عن الطرقات، وسط أجواء من الحزن مسيطرة على اللاجئين الفلسطينين، فمن جهة هنالك شعور عميق بالحزن على ما يتعرض له الفلسطينيون في القطاع ومن جهة ثانية فإن أهالي المخيم والضفة عموماً لم يسلموا من الاعتداءات "الإسرائيلية" التي تصاعدت منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، خاصة الأسرى في سجون الاحتلال وتصعيد الهجوم "الإسرائيلي" عليهم.

هذه السنة مختلفة في رمضان بسبب ما يتعرض له إخوتنا في قطاع غزة

موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين استطلع آراء عدد من اللاجئين في المخيم، ليؤكد الجميع أن لا مكان للفرح في نفوس الفلسطينيين بينما الجرائم متواصلة سواء في قطاع غزة أو بالضفة.

آية صدوق لاجئة فلسطينية في المخيم تقول: إن شهر رمضان مبارك وشهر الخير والعبادة، لكن هذه السنة مختلفة، بسبب ما يتعرض له إخوتنا في قطاع غزة.

وأضافت: "بالنسبة إلي الأمر أصعب فزوجي أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يعاني الأمرين وشقيقي أيضاً شهيد سقط خلال الحرب، لذا لا نستطيع أن نستقبل شهر رمضان كما المعتاد، فأجواء البهجة لا تزال غائبة"، متمنية أن ينال الأسرى حريتهم قبل انتهاء رمضان وأن يتعافى الجرحى ويكون الشعب الفلسطيني قد نال حريته.

يؤكد عطا مناع ما تقوله آية، ويقول: ما يحدث في قطاع غزة من حرب تدمر كل شيء وأيضاً ما يجري في الضفة الغربية المحتلة، لا يسمح للناس أن تعيش تقاليد رمضان وطقوسه، مشيراً إلى أن الشهر الفضيل يمر في فترة قاسية على الناس اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، لهذه الأسباب ألغت الناس الكثير من العادات المرتبطة بالزينة وغيرها.

"كيف يمكن أن نفرح ونشعر بالسعادة ونعلق الزينة في البيوت وأن نكون سعيدين، وأهلنا في قطاع يتعرضون للذبح وتدمير كل شيء في القطاع، فلا نستطيع تناول الطعام حتى"، هذا ما قاله اللاجئ الفلسطيني يوسف الحمور.

شعورنا بالفرح مرتبط بوقف الحرب على غزة وتحررنا من الاحتلال

يضيف يوسف: "نحن نأكل فقط لنعيش ولكن لا رغبة لنا بالطعام ولا بأي من مباهج الحياة، فما يتعرض له إخوتنا في غزة قاس جداً".

الحرب والأوضاع في الضفة والظروف المعيشة الصعبة التي تمر على الشعب الفلسطيني، يجعل من رمضان اليوم مليئاً بالحزن، حيث يعبر اللاجئ الفلسطيني في مخيم الدهيشة بلال فندي عن الحزن الذي يعتري الناس في المخيم ويقول: "نحن نعيش في ظروف صعبة جداً وقاسية لذا لا يوجد أي مكان للزينة أو الشعور بالفرح في حياتنا".

فيما يشدد عبد الله السقا على أن "الشعور بقدوم الشهر الفضيل يكون عند نهاية الاحتلال وانتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع والتحرر بشكل كامل من الاحتلال".

أجواء الحزن على القطاع يزيدها الشعور بالقلق في الضفة الغربية ومخيماتها من تصعيد الانتهاكات والاعتداءات "الإسرائيلية" خلال شهر رمضان، رغم أنها متصاعدة أصلاً منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وكانت القناة (12) العبرية قد ذكرت في وقت سابق أنه مقارنة مع 12 كتيبة من الجيش "الإسرائيلي" تنتشر حاليا في قطاع غزة، دفع جيش الاحتلال بنحو 23 كتيبة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة خلال شهر رمضان، وقرر كذلك تعزيز "فرق الاستنفار" (الفرق المتأهبة).

واستشهد 6 فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ بداية شهر رمضان المبارك، ليرتفع بذلك عدد شهداء الضفة الغربية، منذ بدء التصعيد تجاه مدن الضفة وقراها ومخيماتها، بالتوازي مع حرب الإبادة على قطاع غزة إلى 430 شهيداً، يضاف إلى ذلك نحو 4 آلاف و700 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد