يشتكي اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، من تأخر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في صرف المعونة المالية الدورية للاجئين الفلسطينيين، وسط حالة من القلق حول مصير تلك المعونات، التي انتظر اللاجئون صرفها قبل حلول شهر رمضان.
وتأخرت وكالة "أونروا" في صرف المعونة الدورية، للدورة الأولى للعام 2024 الجاري، وهي معونة مالية تصرفها الوكالة على 4 دورات خلال العام، تشكل على قلتها، رافداً معيشياً رئيسياً، لآلاف العائلات الفلسطينية اللاجئة في سوريا، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار وتجاوز نسب الفقر المطلق 93% بحسب أرقام وكالة "أونروا."
إحدى اللاجئات الفلسطينيات في سوريا "أم هشام" قالت في تعليق لها، "إنّ اللاجئين في سوريا انتظروا صرف المعونة في شباط الفائت، بحسب تسريبات نشرت عن موعد صرف الدفعة الأولى للعام 2024، وبعد انتهاء شهر شباط، انتظرنا قبل حلول رمضان، ولكن لم يصرفوا المعونة التي نعتمد عليها بشكل كبير معيشياً".
وأكدت اللاجئة، أنّ الكثير من الأسر باتت غارقة في الديون، ومن يعيشون في منازل مستأجرة باتوا مهددين بالطرد من منازلهم لتخلفهم عن دفع الإيجار.
وتسود حالة قصوى من القلق في أوساط اللاجئين في سوريا جراء تأخر المعونة، وعدم إفصاح وكالة " أونروا" في بيان رسمي عن سبب التأخر، أو تحديد جدول زمني لصرفها، يساعد اللاجئين في ترتيب أولوياتهم المعيشية بناء مواعيد الصرف.
ويخشى الكثير منهم، قضم المعونة المالية الدورية المخصصة للاجئين في سوريا، وفق سياسة تقليص غير معلنة، أو أن يمتد تأخر صرفها إلى ما بعد عيد الفطر.
ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، أوضاعا معيشيّة مترديّة، ما يجعل الطلب على المعونة الغذائيّة التي تقدمها الوكالة أعلى وأكثر أهمية وحيوية عاماً بعد عام، علماً أنّ قيمة المعونة لا تتجاوز 22 دولاراً أمريكياً، تصرف بالليرة السورية كل 4 أشهر، فيما تشهد العملة السورية انهيارات متتالية تؤثر في أسعار السلع الغذائية.
مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم درعا، أشار إلى حجم تأثير تأخر المعونة على معيشة اللاجئين، وخصوصاً خلال شهر رمضان، نظراً لكون الناس يشترون حاجياتهم الغذائية من الدكاكين بالدين، ويعتمدون على المعونة لتسديد ديونهم، إلا أنّ هذا الأمر لم يعد متوفراً جراء تأخر المعونة.
ورصد مراسلنا، تعمق مظاهر الفقر التي تعمقت خلال رمضان في مخيم درعا جراء تأخر المعونة، والذي يشكل نموذجاً ينسحب بمعظم تفاصيله على بقية المخيمات، حيث حرم ذلك اللاجئين من تلبية أبسط احتياجاتهم، وترك معظمهم مجردين عن أيّة إمكانية لتحقيق الأمان الغذائي سوى عبر طلب الصدقات.
وتشير معطيات نشرتها "أونروا" ولم تحدثها منذ العام 2023 الفائت، أنّ 93% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا دون مستوى الفقر، أي يعشون بدخل يومي لا يتجاوز 1.9 دولار، بحسب المؤشر الدولي لخط الفقر.