بيّن تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" حول الأمن الغذائي في قطاع غزّة صدر اليوم الاثنين 18 آذار/ مارس، أنّ 1.1 مليون شخص أي نصف سكان القطاع، قد دخلوا المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي مرحلة التضوّر جوعاً.

وحذّر التقرير، من أنّ مناطق شمال القطاع التي يسكنها 300 ألف شخص، على شفا مجاعة وشيكة، وتوّقع أن تحدث في الفترة بين الوقت الراهن من شهر آذار/ مارس، وحلول أيار/مايو القادم.

وقال التقرير الذي تتبنى نتائجه الأمم المتحدة إن الحد الأقصى لانعدام الأمن الغذائي الحاد للمجاعة قد تم تجاوزه بشكل كبير في قطاع غزّة، وأن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتقدم بوتيرة قياسية نحو العتبة الثانية للمجاعة.

وأضاف: إنّ "معدلات الوفيات غير الناجمة عن إصابات الرضوح - وهي المؤشر النهائي للمجاعة ــ تتسارع ولكن البيانات تظل محدودة، كما هو الحال في مناطق الحروب".

ونبّه التقرير إلى أنّ جميع سكان غزة يواجهون مستويات توصف بالأزمة في انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ، ولفت إلى أنّه في قطاع غزّة يوجد أكبر عدد من الأشخاص إطلاقا يواجه جوعاً كارثياً يُسَجَّل من قبل نظام تصنيف الأمن الغذائي، وضعف العدد في المرحلة الخامسة من التصنيف الصادر قبل ثلاثة أشهر فقط.

إذا انتظرنا حتى يتم إعلان المجاعة، فسيكون الأوان قد فات وسيموت آلاف آخرون

ونقل التقرير عن المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، تحذيرها من عدم وجود سوى نافذة صغيرة للغاية لمنع حدوث مجاعة كاملة، وأنّ الأمر يتطلب الوصول الفوري والكامل إلى شمال قطاع غزّة، وقالت "إذا انتظرنا حتى يتم إعلان المجاعة، فسيكون الأوان قد فات، وسيموت آلاف آخرون".

وأضافت: "إن الناس في غزة يتضورون جوعا حتى الموت الآن"، و"إن السرعة التي انتشرت بها أزمة الجوع وسوء التغذية التي هي من صنع البشر في غزة أمر مرعب".

كما أكد تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الخاص بغزة، إمكانية وقف المجاعة إذا تم تسهيل الوصول الكامل لمنظمات الإغاثة، لتوفير الغذاء والمياه والأدوية والخدمات الصحية وخدمات الصرف الصحي، على نطاق واسع، لجميع السكان المدنيين، مؤكداً أنّ ذلك يتطلب وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

ونقل برنامج الأغذية العالمي، أنّ تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية في قطاع غزّة، يتطلب دخول ما لا يقل عن 300 شاحنة يوميا إلى غزة وتوزيع الأغذية وخاصة في الشمال.

وأشار التقرير، إلى أنّ برنامج الغذاء العالمي لم يتمكن من تسيير سوى تسع قوافل إلى الشمال منذ بداية العام، كان آخرها، مساء أمس الأحد 19 آذار/ مارس، حيث أوصل البرنامج 18 شاحنة محملة بالإمدادات الغذائية إلى مدينة غزة، عبر طريق منسّق إلى مدينة غزّة وشمالها.

 كما شدد التقرير، على ضرورة أن يكون هذا الطريق متاحاً للقوافل اليومية والوصول الآمن إلى الشمال، مشيراً إلى أنّ إرسال المساعدات إلى شمال القطاع يحتاج إلى موافقات يومية من السلطات "الإسرائيلية".

غوتيريش: التقرير إدانة مروعة، ويجب وقف النار بشكل فوري

من جهته، علّق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في غزّة، واعتبره "إدانة مروعة للظروف التي يعيشها المدنيون".

واعتبر غوتيريش، أنّ تقرير انعدام الأمن الغذائي في غزة، هو الدليل الأول على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ودعا سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" إلى ضمان الوصول الكامل وغير المقيد للسلع الإنسانية في جميع أنحاء غزة.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، المجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل للجهود الإنسانية في غزة، وقال: "علينا أن نتحرك الآن لمنع ما لا يمكن تصوره أو قبوله أو تبريره في قطاع غزة".

الاتحاد "الأوروبي" إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا حربيا بقطاع غزة

وتأتي تلك التأكيدات الأممية على تعمّق المجاعة، في وقت تتوالى ردود الفعل الدولية تجاه سياسية التجويع التي يمارسها كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، وآخرها من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي أكّد بلسان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد "جوزيب بوريل"، أنّ "إسرائيل" تستخدم التجويع كسلاح حربي في غزّة.

وقال بوريل، خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل الاثنين، لبحث الأزمة الإنسانية في القطاع: "لنكن صريحين ولِنقلْها علنا إن إسرائيل تستخدم المجاعة سلاحا في الحرب على غزة".

وأكد بوريل، أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" حوّل غزة إلى مقبرة مفتوحة، وقال: "كانت غزة قبل الحرب سجنا مفتوحا، وباتت اليوم أكبر مقبرة مفتوحة".

وشدد مسؤول السياسة الخارجية، على مسؤولية "إسرائيل" في خلق المجاعة في القطاع، ومنع دخول المساعدات، وتحكمها في الحدود، مشيراً إلى أنّ "غزة أصبحت مقبرة لعشرات آلاف الأشخاص، كما أنها مقبرة للكثير من أهم مبادئ القانون الإنساني".

وتابع بوريل: "في غزة لم نعد على شفا المجاعة، نحن في حالة مجاعة يعاني منها آلاف الأشخاص". مضيفاً: "قطاع غزة تحول إلى مكان بلا نظام مما يضع سكانه أمام خيار المغادرة أو العنف".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد