نقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أنّ مقترحات طرحها المدير العام لوكالة "أونروا" في سوريا، مايكل أمانيا-إيبي، تفيد بتخفيض رواتب موظفي الوكالة في سوريا وتجميد بعض العقود، وإعادة هيكلة المعونات المالية وحصرها ضمن فئة الأكثر عوزاً فقط.
وجاءت مقترحات مايكل، خلال اجتماع عقده مع مدراء المناطق ورؤساء الأقسام والمدراء، قدم خلالها تلك آراء، التي أثارت استياء بين الموظفين، الذين أكدوا أنهم يواجهون ظروفاً صعبة جراء الأزمة الاقتصادية في سوريا، وأنّ رواتبهم التي يتقاضونها هي الأقل بين جميع مناطق عمليات الوكالة الخمسة.
وقالت المجموعة نقلاً عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه، أنّ الخطة تشمل "تخفيض مبلغ الطوارئ الذي يتلقاه الموظفون بمقدار مئتي دولار، وتجميد عقود 70% من موظفي الطوارئ وإلغاء تكليفهم، وتقييد المساعدات المالية وتحديدها للأكثر عوزاً فقط".
كما نقلت المجموعة اليوم الخميس 4 نيسان/ أبريل، أنّ مديرية شؤون الموظفين في الوكالة، قد أعرب عن قلقه بشأن الآثار المحتملة لتخفيض الرواتب على الموظفين، وذلك في رسالة وجهتها المديرية إلى المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، ومدير الموارد البشرية في الوكالة.
وحذرت مديرية شؤون الموظفين، من "تداعيات خطيرة على أوضاع الموظفين وأسرهم الاقتصادية والمعيشية، كما حذّرت من أنّ "أي مساس برواتب الموظفين والتقليل من حقوقهم في هذه الظروف الصعبة يعرض استمرارية العمل الفعال وتقديم الخدمات الضرورية للمستفيدين للخطر"، حسبما نقلت المجموعة.
تأتي هذه التسريبات، عقب تحذيرات أطلقتها وكالة "أونروا" عبر مفوضها العام فيليب لازاريني، من احتمالية توقف خدمات الوكالة، نتيجة العجز المالي الذي سببه وقف عدّة دول مانحة تمويلها للوكالة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على مزاعم "إسرائيلية" بمشاركة موظفين فيها بعملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر.
وحذّر لازاريني، من ان الوكالة لن تكون قادرة على الاستمرار في عملها، حتى أيار/ مايو المقبل، نتيجة العجز في الموازنة، كما تأخرت الوكالة في صرف المعونات الدورية المالية للاجئين في لبنان وسوريا، ما أثار مخاوف واسعة على مصير المعونة التي تشكل رافداً معيشياً أساسياً للاجئين في سوريا ولبنان.
وأطلقت "أونروا" اليوم الخميس، نداء لشركائها والمانحين للحصول على مبلغ 415,4 مليون دولار لدعم عملياتها في سوريا والأردن ولبنان، والتي تعاني نقصاً مزمنا في التمويل بحسب الوكالة.
وحثت "أونروا" شركاءها على مواصلة دعم لاجئي فلسطين في سوريا، وأولئك الذين لجأوا إلى لبنان والأردن المجاورتين نتيجة للصراع المستمر منذ 13 عاما في سوريا.
ويعتمد أكثر من 565 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا، على خدمات وكالة "أونروا" الإغاثية والصحية والتعليمية، وخصوصاً مع ارتفاع نسب الفقر المطلق في صفوفهم إلى أكثر من 93%، وانهيار الخدمات الحكومية وسياسات رفع الدعم عن الخدمات والغذاء في سوريا جراء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.