كما مرّ شهر رمضان قاسياً على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حلّ عيد الفطر فيما مشاعر القهر والحزن تسود المخيمات مع استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر.

وغابت مظاهر العيد سواء من التحضيرات له أو ممارسة طقوس الاحتفال، واكتفى اللاجئون الفلسطينيون بأداء الشعائر الدينية فيه، فيما تحولت ساعات ما بعد صلاة العيد التي كان يخصصها اللاجئون الفلسطينيون عادة لتبادل التهنئات إلى مسيرات هتفت نصرة لأهالي قطاع غزة.

"لم يطرق العيد بابنا" تقول اللاجئة الفلسطينية في مخيم الرشيدية جنوبي لبنان فاطمة الأشقر، مضيفة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنها لم تصنع كعك العيد ولم يشتر أفرا عائلتها ملابس جديدة.

وعزت ذلك إلى أن الحزن يعم المخيمات والفلسطينيين مع ارتقاء أكثر من 33 ألف شهيد في قطاع غزة، وتشريد الملايين عن بيوتهم وكذلك حرب التجويع "الإسرائيلية" التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع المحاصر، لا سيما في شماله، بالإضافة إلى الحزن على الشهداء من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان الذين ارتقوا خلال مشاركتهم في عملية طوفان الأقصى على الحدود اللبنانية – الفلسطينية أو جراء جرائم الاغتيال "الإسرائيلية"

وتابعت: "أن يوم العيد بالنسبة للاجئين الفلسطينيين هو يوم انتصار غزة وكل فلسطين".

يذكر أن مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان ودّع ثلاثة من قادة حركة حماس وكتائب القسام الذين ارتقوا جراء عمليات اغتيال "إسرائيلية" وهم: الشهيد خليل الخراز والشهيد سمير فندي والشهيد هادي مصطفى، وهم من ضمن 23 فلسطينياً استشهدوا في لبنان منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تزامناً مع حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة.

كذلك، يقول أحمد يعقوب اللاجئ الفلسطيني في ذات المخيم: "هل نعيد ونلبس الجديد وغزة تحترق بالنار والحديد" مضيفاً لموقعنا: "منذ بداية الحرب في 7 ـكتوبر لا نعرف كيف نعمل ونأكل، لأننا نحن شعب واحد ولأن قلوبنا تحترق والغصة تملأ قلوبنا وحناجرنا".

الحاجة الفلسطينية في المخيم آمال ميعاري قالت لموقعنا: إنها لن تمارس طقوس العيد المعتادة، واصفة أن العيد يأتي بلا بهجة، "من أين يأتي الفرح ونحن نشاهد الأطفال تقتل في قطاع غزة والبيوت تقصف والعائلات تشرّد"، مشيرة إلى أن لديها أقارب في القطاع يرزحون تحت خطر الموت يومياً.

فخري دراز لاجئ فلسطيني يعمل في مطعم داخل المخيم، يشير لموقعنا إلى أن الحركة كانت خفيفة في المطعم خلال شهر رمضان ومع قدوم عيد الفطر، ليست كما في السنوات الماضية.

فيما يعبر الطفل كايد كايد عن ألمه لما يتعرض له الأطفال في قطاع غزة ويقول: إنه يشعر بآلامهم وهم لا يجدون الملبس ولا الطعام ولا حتى الدواء ويتعرضون للموت جراء القصف "الإسرائيلي"، ويضيف بأنه سيتضامن معهم في هذا العيد و"سيفرح به فقط لأنه من الشعائر الدينية".

والحال هذه، مر شهر رمضان وحل العيد بشكل مختلف داخل المخيمات الفلسطينيات في لبنان وخبر اللاجئون الفلسطينيون مشاعر مختلطة، يصفونها في كل مرة بأنها مزيح من الحزن والقهر والعجز، يعبرون عنها مع كل طقس لهم من خلال المسيرات والهتف لغزة والمقاومة الفلسطينية فيها، لكنهم في ذات الوقت يؤكدون أن أشكالاً من الوحدة الفلسطينية تجلت خلال شهور حرب الإبادة على قطاع غزة.