أسرى محررون في بيروت يكرمون الشهيد وليد دقة ويهدون روايته "حكاية سر الزيت"

السبت 20 ابريل 2024

بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف السابع عشر من نيسان / إبريل في كل عام، شارك عدد من الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين المحررين من سجون الاحتلال "الإسرائيلي" بالإضافة إلى كتاب وصحفيين ومثقفين في إطلاق رواية "حكاية سر الزيت" للأسير الشـهيد وليد دقة، والذي صادف حلول يوم الأسير مع مرور عشرة أيام على استشهاده في سجون الاحتلال جراء الإهمال الطبي المتعمد وتمنع الاحتلال عن إطلاق سراحه رغم المناشدات من عائلته والمنظمات الحقوقية والدولية، ورغم انتهاء محكوميته.

الفعالية نظمت برعاية من وزارة الثقافة اللبنانية وتنسيق من جمعية "ممكن" وهيئة شؤون الأسرى والمحررين وهدفت إلى توجيه التحية لروح الأسير الشهيد وليد دقة، بتوقيع روايته "حكاية سر الزيت" من قبل الأسير المحرر أنور ياسين وهي الرواية التي هربت من معتقلات الاحتلال.

وتحولت المناسبة إلى احتفاء بنتاج دقة الفكري والأدبي خلال السنوات الـ38 التي أمضاها خلف قضبان السجن، إلى أن كانت روايته الأخيرة «حكاية سر الزيت» التي طبعت النسخة الأولى منها بعد تهريبها من سجن "جلبوع" عام 2017، وهي من النوع الأدبي لليافعين المصننف ضمن أدب السجون الفلسطيني.

وقد اختيرت كما أشارت جمعية «ممكن» من قبل لجنة تحكيم ككتاب العام، مما أدى إلى غضب الاحتلال وانتقامه من الأسير دقة عبر عزله لمدة أربعة أشهر وحرمانه من فرحة النجاح ومنعه من الكتابة.

وتتحدث رواية «حكاية سر الزيت»عن الطفل «جود» الذي يستعين بأصدقائه الحيوانات وبشجرة الزيتون لزيارة أبيه السجين، وهي نموذج لأدب المغامرات الذي يعيش أبطاله في ظل الاحتلال وما تستدعيه الظروف من ضرورة التخفي من دون أن نغادر عالم الخيال والطفولة.

حكاية سر الزيت.jpeg


 

سوف نكمل الطريق مع ميلاد

وبعد النشيدين الوطني اللبناني والفلسطيني كانت كلمة للأسير المحرر أنور ياسين أكد فيها أنه "في يوم الأسير الفلسطيني كنا في صدد التحضير لتوقيع رواية (حكاية سر الزيت) للمفكر والمناضل والقائد وليد دقه ولكن العدو الصهيوني أصر أن يحرمنا من هذه اللحظة وأن يحرم ابنته من لحظة كان يتمناها في احتضانها ولو لساعات قليلة ولكن وليد باستشهاده أصبح منصهراً في وعينا ووعي أجيال مختلفة تربت على يده وأجيال سوف تنشأ على فكر وليد دقة وإرادته وصبره وتجربته وسوف نكمل المسيرة مع ميلاد وسناء وكل المناضلين الذين يرون في وليد قيمة ثقافية وفكرية ونضالية عالية جداً" .

وأضاف: "وليد بالنسبة لي لديه رمزية خاصة منذ بداية اعتقالي، كان لنا مشوار طويل في الأسر سوياً وكان يتميز بعمقه وحبه للمحيطين به وفي الوقت نفسه بحزمه وصرامته بكل ما يتعلق بالعملاء والعدو الصهيوني وعمق التفكير بخطورة هذا المشروع ليس فقط على الانسان الفلسطيني، إنما على الحجر والشجر والطيور وهذا ما لخصه في رواية (حكاية سر الزيت).

بدوره أكد ممثل وزير الثقافة اللبناني وسام المرتضى، الكاتب روني ألفا، أن الأسير الشهيد وليد دقه :علمنا على مدى سته وثلاثين عاماً في الأسر كيف نقاوم وبالتالي هذا الصراع التاريخي سيؤول حتماً الى انتصار للشعب الفلسطيني واسترداد الارض"، وأضاف: "وليد وزملاؤه الأسرى يشكلون النموذج الذي نحتذي به ونحن نستلهم من نضالهم وعذابهم وصبرهم وقوتهم واستشهادهم لنكمل الرسالة من بعدهم".

وليد دقة تحرر فعلياً من السجن عبر فكره

وأكدت منسقة أكاديمية دار الثقافة، تغريد عبد العال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: أن الأسير الفلسطيني قادر على التحرر رغم قيود السجان عبر فكره وأدبه وهو قادر أن يصل إلى العالم ويقرأه الناس، مضيفة أن: "وليد دقة فعلا تحرر من السجن، وقال: "على أمل أن أحرره مني" هذا كان قول وليد وفعلاً أهم شيء في هذه الفعالية هي الدليل أن وليد دقة حرر فكره من الأسر.

من جهته يرى النقابي اللبناني محمد قاسم أن تظهير أدب وتراث وفكر وليد دقة الهدف منه تحويل المادة المتمردة والمقاومة وغير المستسلمة للسجان رغم 38 سنة من السجن، إلى فكر يُمارس، قائلاً لموقعنا: إن دقة استطاع أن يرسم خطاً جديداً في كيفية الصمود وكيفية تحرير الروح رغم سجن الجسد، و"كيف تتمكن الروح أن تحلق في فضاء فلسطين لتنشر روح الحرية بين المقاومين".

وأضاف :"ما قاله وليد وكتبه جدير أنو يكون ضمن مناهجنا التعليمية ويدخل في كتب التاريخ والتنشئة الوطنية وفي كيفية تربية الأجيال القادمة على أن فلسطين لا يحررها إلا الشرفاء ولا تحرر إلا بالمقاومة".

أما الصحفية اللبنانية زينب السيد علي، فعبّرت بأن "إحياء يوم الأسير الفلسطيني في ظل حرب الإبادة التي يشنها العدو على قطاع غزة، أمر غاية في الأهمية لأنه يذكّر العالم كله أن هناك أسرى يموتون كل يوم تحت التعذيب ويغيبون ويتم تعريتهم والتنكيل بهم ولا نعرف مصيرهم"، مضيفة بأن "الأسير هو المقاوم في كل لحظة داخل السجون"

وتابعت: "من الضروري أن نقوم بإحياء يوم الاسير الفلسطيني لكي نتذكرهم، يأتي يوم الأسير الفلسطيني بعد استشهاد 14 أسيراً من بداية الحرب على غرة وهناك أسرى مغيبون داخل المعتقلات لا نعرف عددهم ولا نعرف الظروف يعيشونها، وهذا هو الإجرام بعينه".

وأكدت الناشطة هلا بو كامل "أن فعالية الاسير الفلسطيني في بيروت تحل علينا ونحن نحتفي ونتذكر الشهيد الأسير وليد دقة الذي كان نضاله متعدد الأوجه على الصعيد الفكري والسياسي والإنساني والذي ختمه برسالة للمستقبل عبر تحرير نطفته التي تحولت الى ميلاد، حبيبة فلسطين"

وأشارت بو كامل إلى أنه "بعد 10 أيام من استشهاد وليد دقة نتذكر كتاب حكاية سر الزيت الذي يعد مرآة لحكايته الشخصية ويعبر عن الأسرى ومعاناتهم بشكل يومي".

من جهته الكاتب والناشر سليمان يختي ألقى كلمة عدد فيها أعمال وروايات وليد دقة قائلاً : "وليد دقة واصل عمله وجهده على الإنسان الفلسطيني وارتبط إنتاجه بوعي المخاطر التي تجمع الشعب الفلسطين"

وعدد أعمال الأسير الشهيد: يوميات المقاومة في مخيم الجليل وصهر الوعي او اعادة تعريف التعذيب (2010)، حكاية المنسيين في الزمن الموازي (2011)، حكاية سر الزيت (2018) وحاز جائزة الاتصالات الاماراتية وحكاية سر الزيت (2021) وأخيراً سر الطيف- الشهداء يعودون إلى رام الله (2022) إضافة إلى عشرات المقالات والأبحاث التي كان ينشرها في مجلة الدراسات الفلسطينية. 

وأضاف يختي: "واجه الشهيد المؤسسات التي تريد سحق جيل فلسطيني بأكمله، صرخ وليد دقه صرخته الكبرى أن الحرية ضرورة أخلاقية وإنسانية وتاريخية".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد