طردت شركة "جوجل" للتكنولوجيا، نحو 50 موظفاً لديها خلال الفترة الممتدة منذ 16 نيسان/ إبريل وذلك على خلفية تنظيمهم اعتصامات متضامنة مع أهالي قطاع غزة بوجه حرب الإبادة "الإسرائيلية" ومطالبتهم بوقف دعم الشركة لقطاع التكنولوجيا "الإسرائيلية" عبر مشروع " نيموس".
وتابعت الشركة عمليات الطرد لتطال 20 موظفاً أمس الاثنين 22 نيسان/ إبريل، وكانت قد طردت خلال الأسبوع الفائت 28 موظفاً وفي آذار/ مارس الفائت ومطلع نيسان/ إبريل الجاري طردت الشركة مهندساً على خلفية رفضه تعاون الشرطة مع الاحتلال، وموظفة لموقفها التضامني مع غزة والرافض للمشاريع التكنولوجية التي تربط الشركة بكيان الاحتلال.
مجموعة "لا تكنولوجيا للأبارتهايد" الناشطة في الولايات المتحدة وحول العالم، في ميدان مقاطعة الشركات التكنولوجية لـ "إسرائيل" عبّرت عن أن خطوات "جوجل" تجاه موظفيها تصعيد في سياسة الشركة ضد الموظفين المناصرين للقضية الفلسطينية، خاصة وسط الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة.
وكان موظفون في الشركة، قد نظموا اعتصامات في مكتب "جوجل" في نيويورك و"سانيفيل" في ولاية كاليفورنيا، يوم 16 نيسان/ إبريل الجاري، وفتحت الشركة حينها تحقيقات، طردت بموجبها 20 موظفاً واستكملت ذلك خلال الأسبوع الجاري، حسبما أوضح المتحدث باسم الشركة في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست".
المتحدثة باسم مجموعة "لا تكنولوجيا للأبارتهايد" عبّرت أنّ شركة "جوجل" بمحاولة قمع المعارضة وإسكات موظفيها، تثبت أنّها تقدّر عقود شراكتها مع الحكومة والجيش "الإسرائيليين" أكثر من موظفيها.
ومنذ منتصف نيسان/ إبريل الجاري، تزايدت الانتقادات ضد شركة "جوجل" بعد استقالة اثنين من موظفيها، وذلك بسبب تعاون الشركة مع الحكومة "الإسرائيلي" في إطار مشروع "نيمبوس"، وأفادت مجلة "تايم" أن العاملين اللذين استقالوا أعربوا عن اعتراضهم على هذا التعاون.
وتم طرد المهندس "إيدي هاتفيلد" الذي يدير تطبيق (Google Cloud) وناشط في منظمة "No Tech for Apartheid"، في آذار/ مارس الفائت بعد تعطيله لمؤتمر التكنولوجيا "الإسرائيلي" الذي ترعاه "جوجل"، بينما استقالت "فيدانا عبد الخالق"، وهي موظفة سياسة الثقة والسلامة في الشركة، احتجاجاً على تعاون الشركة مع الحكومة "الإسرائيلية" حسبما أوضحت المنظمة.
وتعمل شركة "جوجل" على مشروع "نيمبوس"، الذي تقدر قيمته بمليار دولار، ويهدف إلى توفير خدمات تعرف بـ "السحابية الالكترونية" للحكومة "الإسرائيلية" ويتضمن هذا التعاون استخدام صور "جوجل" من قبل الجيش "الإسرائيلي" في حملات التعرف على الوجوه في غزة، ما أسفر عن اعتقال وتعذيب آلاف الفلسطينيين خلال حرب الإبادة التي يشنها على غزة.
وفي محاولة للتصدي لهذا التعاون، قاد موظفو "جوجل" غير المؤيدين للفصل العنصري يوم عمل من الساحل إلى الساحل في 16 نيسان/ إبريل للمطالبة بوقف التعاون مع "إسرائيل" ومشروع "نيمبوس".
وأكدت منظمة "لا تكنولوجيا لللأبارتهايد" مطالب العمال والناشطين، وهي إسقاط مشروع "نيمبوس" ووقف التعامل مع الحكومة "الإسرائيلية"، وطالبت بوقف المضايقات والترهيب ضد الموظفين الفلسطينيين والعرب والمسلمين داخل الشركة.
ويتوقع مراقبون، أن يتصاعد الحراك المؤيد لفلسطين والرافض للاحتلال داخل الشركات التكنولوجية الكبرى حول العالم، على خلفية تفجر فضائح استخدام الاحتلال لتكنولوجيا فائقة الذكاء لممارسة عمليات القتل والتدمير في قطاع غزة، وأشارت "لا تكنولوجيا للأبارتهايد" إلى أنّه من المتوقع أن تتصاعد حركات الاحتجاج والمطالبة بوقف التعاون مع الحكومة "الإسرائيلية" في الفترة القادمة.