شهدت الجامعات الأميركية تصاعداً في التحركات الاحتجاجية المناهضة للحرب على قطاع غزّة، والداعية إلى وقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على أهالي القطاع، ووقف الدعم الأمريكي لكيان الاحتلال ومقاطعته أكاديمياً.

وانضمت أمس الثلاثاء، جامعات جديدة إلى الاحتجاجات، ونصب طلاب جامعة كاليفورنيا في "بيركلي"، وهي جامعة معروفة بنشاطها الطلابي التاريخي، خياماً للتضامن مع المتظاهرين في الجامعات الأخرى الذين طالتهم اعتداءات واعتقالات الشرطة منذ الجمعة الفائت.

وفي كاليفورنيا أيضاً أغلقت السلطات حرم جامعة "كال بولي هومبولت" بعد احتلال متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين مبنى في الحرم الجامعي.

كما أزالت الشرطة أحد المخيمات في حرم جامعة "مينيسوتا" في "سانت بول"، بعدما طلبت منها الجامعة التحرك، مشيرة إلى انتهاكات سياسة الجامعة وقانون التعدي على ممتلكات الغير.

يأتي ذلك، في سياق تصاعد الاحتجاجات ضد الحرب "الإسرائيلية"، حيث تنامت المظاهرات والاعتصامات في عدة جامعات أميركية منذ 16 نيسان، وأبرزها جامعة " كولومبيا" في نيويوك، تنديداً بحرب الإبادة " الإسرائيلية" على غزة، وطالما عرفت بحراكها الكبير إبان الحرب الأمريكية على فيتنام في ستينيات القرن الفائت.

وجراء تصاعد الحراك الطلابي الرافض للحرب على غزة، أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا، "نعمت مينوش شفيق"، في رسالة بريد إلكتروني إلى موظفي وطلاب الجامعة أمس، إلغاء حضور الطلاب للفصل الدراسي والانتقال إلى التعليم عبر الإنترنت، "لتخفيف الضغط وإعطاء الجميع فرصة للنظر في الخطوات التالية".

وتأتي هذه الخطوة بعد استدعاء الشرطة لإخلاء خيام نصبها محتجون في الحديقة الرئيسية للجامعة للمطالبة بسحب الاستثمارات المرتبطة بكيان الاحتلال "الإسرائيلي".

ووصفت الجامعة إقامة الخيام بأنها انتهاك للقواعد، واعتقلت الشرطة أكثر من 100 طالب من جامعتي “كولومبيا "و "بارنارد" المتقاربتين مكانيا، لاتهامهم بالاعتداء على ممتلكات الغير، كما أوقفت الجامعتان عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات مؤقتاً.

5.1.jpg

وكانت رئيسة جامعة كولومبيا، وفي خطوة وصفت باستثنائية، قد استدعت الشرطة الأسبوع الفائت لإخلاء الخيام نصبها محتجون، مما أثار انتقادات من بعض أعضاء هيئة التدريس.

وأشارت شفيق إلى أن تصاعد التوتر تم استغلاله وتضخيمه من قبل أشخاص خارجيين لا ينتمون إلى الجامعة، ودعت إلى "إعادة الأمور لنصابها".

وشهدت شوارع مانهاتن المحيطة بحرم جامعة كولومبيا، مواجهات غاضبة بين المؤيدين للفلسطينيين والمؤيدين لكيان الاحتلال، حيث نشرت إدارة شرطة نيويورك عشرات من أفرادها لفرض الأمن.

وفي مؤتمر صحافي، قال كبير المتحدثين باسم الشرطة طارق شابارد: "تلقينا تقارير تفيد بأن طلاباً "إسرائيليين" كانوا يسيرون في الحرم الجامعي تم انتزاع أعلامهم منهم، وخطفها من أيديهم... لكننا لم نتلقَ أي تقارير عن إلحاق أي أذى بدني بأي طالب".

وأعاد الطلاب المحتجون نصب الخيام بعد إزالتها من الشرطة، حيث أمضوا بضع ليال نائمين في العراء على العشب، وأقيمت صلوات للإسلام واليهودية، وألقيت كلمات نددت بالاحتلال "الإسرائيلي" وأكدت مشروعية المقاومة الفلسطينية.

وقالت ليا سالم، طالبة في السنة الثانية بجامعة بارنارد: "من الواضح للغاية بالنسبة لنا أن الناس في الخارج لا يفهمون معنى هذا المخيم".

وأضافت أن انتقاد "إسرائيل" ليس معاداة للسامية، فيما انتقد منظمو التحركات الطلابية تصريحات الرئيس بايدن ورئيس بلدية نيويورك آدامز وادعاءاتهما بوجود أنشطة "معادية للسامية" وتحض على الكراهية في جامعة كولومبيا وجامعات أخرى.

وكان متظاهرون وطلاب مؤيدون لفلسطين ورافضين لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة، قد أقاموا مخيمات احتجاجية في جامعات بمختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك جامعة ميشيغان، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد