شهدت المخيمات الفلسطينية ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان اليوم الثلاثاء مسيرات طلابية واعتصامات، نفِّذت تلبية لدعوة من اتحاد معلمي وكالة "أونروا" أطلقت يوم أمس الأول الأحد، بأن يتضمن برنامج الأسبوع الاحتجاجي الجديد ضد سياسات إدارة "أونروا" إزاء موظفيها، ومنعهم من التعبير عن التضامن مع أبناء شعبهم في قطاع غزة كما حصل مع رئيس اتحاد المعلمين فتح الشريف، مواكبة للحراك الطلابي العالمي المتضامن مع غزة وفلسطين في جامعات دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية.

وعمت المسيرات مخيمات شمالي لبنان (نهر البارد والبداوي) وجنوبه (البص والرشيدية وبرج الشمالي) ومخيم الجليل في بعلبك بالبقاع اللبناني، وكذلك ساحات مدارس "أونروا" خارج المخيمات.

وانطلقت المسيرة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان من أمام مدارس المخيم، حيث تجمع الطلاب وجابوا شوارع المخيم الرئيسية رافعين علم فلسطين، وسط هتافات مؤيدة للمقاومة ومنددة بحرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ 207 أيام على القطاع وسط جرائم تجويع يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي".

وقال المعلم في إحدى مدارس وكالة "أونروا" أسامة العلي في كلمة ألقاها باسم اتحاد المعلمين: إن "المسيرة اليوم هي تأكيد على أننا مع أهلنا في قطاع غزة".

ولفت إلى أنه "بعد أيام سيكون مضى على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سبعة أشهر وهي أطول حرب خاضها الكيان "الإسرائيلي في تاريخه، واستخدم فيها أكبر حجم من الأسحلة، وقتل فيها أكبر عدد من الفلسطينيين، إلا أن صمود الشعب الفلسطيني بعقيدته وإيمانه كسر جبروت المحتل"، بحسب تعبيره.

وندد العلي بصمت الأنظمة الرسمية العربية إزاء مجازر الاحتلال، داعياً لتنفيذ موجات إسناد شعبي وتظاهرات لمواكبة حراك الطلاب في الجامعات الأميركية والأوروبية المتضامن مع قطاع غزة ومطالبه بوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" عليه.

وفي مخيم نهر البارد، تجاوب المعلمون والطلاب في مدارس وكالة "أونروا" مع دعوة اتحاد المعلمين التي شاركت فيها أيضاَ منظمات شبابية فلسطينية، والقوى الطلابية في لبنان وانطلقت مسيرة طلابية حاشدة جابت شوارع المخيم.

وخلال المسيرة، ألقى عضو اتحاد المعلمين في لبنان ماهر طوية كلمة قال فيها: إن "زيف العدو الصهيوني بدأ ينكشف، وثبت زيف ادعاءاته حول مشاركة موظفين بوكالة أونروا في عملية طوفان الأقصى، وثبت أن المزاعم لم يكن هدفها سوى ضرب وتشويه صورة الوكالة وشل عملياتها في مسعى لإنهاء خدماتها باعتبارها الشاهد الأساسي على القضية الفلسطينية وجريمة النكبة".

وأضاف: إن الذين يتعرضون للمذبحة الدامية البشعة في قطاع غزة هم شعبنا وأهلنا فلا يعقل أن نكون حياديين، وإن أي انسان حر وشريف ونزيه، يدرك أن الالتزام بما يسمى "الحيادية" في هذه المعركة هي خيانة وطنية وجريمة إنسانية.

من جهته، أكد مسؤول الحراك الفلسطيني في مخيم نهر البارد محمد قاسم: أن معلمي مدارس وكالة "أونروا" وطلابها لن ينسلخوا عن القضية الفلسطينية، قائلاً: "نحن سنقف مع أبناء شعبنا مهما كانت التضحيات والنتائج".

وحث الطلاب على التمسك بقضيتهم الفلسطينية، قائلاً: "لقد راهن رئيس حكومة الاحتلال الأول ديفيد بن غوريون على صغار الفلسطينيين بأنهم سينسون بعدما يموت الكبار، فأنتم أيها الصغار رهان هذا العدو، ويجب عليكم أن تقاوموا بكل ما لديكم بعلمكم، وتفوقكم وسلاحكم".

وفي مخيمات جنوبي لبنان، شارك مئات الطلاب والمعلمين في مدارس وكالة "أونروا" بمسيرات جابت شوارع المخيمات الرئيسية (البص والرشيدية وبرج الشمالي) وسط هتافات تعبر عن التمسك بالانتماء لفلسطين، وتحيي المقاومة في قطاع غزة، وتؤكد وقوف اللاجئين الفلسطينيين إلى جانب أهالي القطاع.

وقالت الطالبة في إحدى مدارس "أونروا" تالا عبد الله لموقعنا: إن "إدارة الوكالة تسعى إلى إلغاء تاريخ فلسطين من منهاج التاريخ الذي ندرسه وتمنع الموظفين حتى من رفع علم فلسطين، في حين أن الوكالة أسست لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وليس لابتزازهم في حقهم بالانتماء مقابل البقاء في وظائفهم داخل الوكالة".

وأشارت إلى أن إجراءات إدارة "أونروا" تجاه موظفيها ومحاولات منعهم من أي نشاط تضامني مع فلسطين وقطاع غزة، تزيد الطلاب والمعلمين تمسكاً بقضيتهم الفلسطينية.

مخيم البص 30-4.jpeg

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد