شوهد في بعض المحال التجارية والدكاكين في بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وجود منتجات للأطفال تشمل بعض أنواع السكاكر و"الشيبس" مكتوب عليها باللغة العبرية، ما أثار حالة من الجدل حول مصدر تلك المنتجات وكيف دخلت إلى لبنان.

اللجنة الصحية في اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة بيروت، أصدرت تعميماً يحذّر من التعاطي مع تلك المنتجات، وجاء في التعميم الذي نشره مسؤول اللجنة وليد الأحمد: "بلغنا أن هناك نوع من الحلوة المخصصة للأطفال مصدرها الكيان الصهيوني تباع في المحلات التجارية في بعض مخيمات بيروت وعليها كتابة باللغة العبرية".

وتابع التعميم محذّراً: "هذه الحلوى مصنعة من مواد كيميائية وقد تشكل خطراً على صحة الأطفال لذلك نطلب من الأخوة التجار الانتباه والحذر من تسويق مثل هذه المواد، ومن الأهالي منع أطفالهم من شراء هذه المنتجات".

1.1.jpg

إلا أنّ المنتجات التي تحمل علامة شركة "صخر" لاستيراد وتوزيع المواد الغذائية والتجارية، تبين أن مصدرها ليس مصانع كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، وإنما مستوردة من الصين من قبل شركة فلسطينية تعمل في الضفة الغربية، وتوزع البضائع التي تستوردها في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزّة ومناطق فلسطين المحتلّة عام 1948.

ويوضّح الموقع الإلكتروني للشركة، أنّها تستورد أغذية وحلويات، خصيصاً للسوق الفلسطينية، ومنشأها أماكن متعددة حول العالم، ومنها الصين وتركيا ودول آسيوية، وليس منشأها معامل الاحتلال "الإسرائيلي".

1.2.jpg

والشركة المستوردة، تأسست في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلّة عام 1996، وتختص باستيراد المواد الغذائية والحلويات إلى الأراضي الفلسطينية، فيما تفرض سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" كتابة تعليمات المنتج وتفاصيله باللغة العبرية، ليدخل إلى السوق الفلسطينية، علماً أن الشركة لا تصدر بضائعها إلى السوق اللبنانية.

ما الذي أتى بها إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟

أحد أصحاب الدكاكين في مخيم عين الحلوة "أبو عبد العزيز" أوضح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّه مع حلول الأزمة الاقتصادية في لبنان، بدأت تدخل بضائع من مصادر متعددة، أرخص من المنتجات التي يستوردها لبنان عادةً، نظراً لانهيار القدرة الشرائية للعائلات وتدني المصروف اليومي للأطفال".

وتابع: صرنا نستبدل المنتجات الغالية بأخرى رخيصة، وأغلبيتها بضائع من سوريا ودول آسيوية مثل الباكستان والهند، تصل إلى الأسواق اللبنانية وخصوصاً المخيمات والمناطق الفقيرة بأسعار أرخص بكثير من غيرها، وأقل جودة.

ويشير صاحب الدكان، إلى أنّ هذه المنتجات ليست منتشرة كثيراً، ونفى علمه بوجودها، "إلا أن التجار باتوا يبحثون عن كل ما هو رخيص لسد احتياجات السوق، ودون التدقيق في المصدر".

ليست المرّة الأولى التي تضبط مواد مكتوب عليها باللغة العبرية في لبنان

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي تضبط فيها بضائع مكتوب عليها باللغة العبرية في الأسواق اللبنانية، وبعضها كان مستورداً من قبل شركات "إسرائيلية" في كيان الاحتلال.

وفي العام 2008، ضُبط في الأسواق اللبنانية منتجاً لسكاكر "مارشميلو" مستوردة من قبل شركة "إسرائيلية" مقرها مستعمرة " هرتسيليا"، وفي العام 2017 ضبط في مدينة صور منتج لمعطر أجواء مكتوب عليه باللغة العبرية، وتبّين أنه مصنوع في الصين خصيصاً للتصدير لكيان الاحتلال، ولكنّه تسرّب إلى الأسواق اللبنانية عبر تركيا والأردن، بحسب توضيحات لحركة مقاطعة "إسرائيل" في لبنان حينذاك.

وكان عضو حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان قد أوضح لموقعنا في وقت سابق، أنّ "المنتجات التي تحمل كتابات باللغة العبرية ليس من الضروري أن تكون صناعة "إسرائيلية"، بل يكتب عليها بالعبرية، لأنّها تُصدّر إلى الكيان الصهيوني". مشيراً إلى أنّه "قد يكون أحد التجار أدخل تلك البضائع خلسة إلى الأراضي اللبنانية".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد