قالت منظمة الأمم المتحدة في تقرير نشرته اليوم الأربعاء 8 أيار/ مايو، إنّ أوامر الإجلاء التي أصدرها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للأهالي في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، أدت إلى نزوح قسري لعشرات آلاف الأشخاص (نحو المجهول).

وطالبت الأمم المتحدة بحماية المدنيين وتوفير احتياجات السكان بغض النظر ان كانوا قد غادروا رفح أم بقوا فيها، ونبهّت إلى أنّ الأهالي، يزاحمون الطريق الساحلي مجددا إلى مصير مجهول، وجلّهم عانوا التشرد والدمار على مدار الأشهر السبعة الماضية، حسبما أشارت في تقرير لها.

ووصف التقرير، حياة الآلاف من العائلات الفلسطينية في غزة، "كملحمة من النزوح المتكرر والشدائد المتجددة" وذلك بعد أن فرّوا من الموت والدمار إلى مناطق أكثر أماناً، ليجدوا أنفسهم مضطرين للهجرة مرة أخرى بسبب أوامر الإجلاء الجديدة.

ونقل التقرير حالة الفلسطيني صبحي مسعود، الذي فقد جميع أولاده وممتلكاته في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على القطاع، فيما تتواصل معاناته، بعدما نزح من مخيم جباليا شمال القطاع إلى مدينة رفح، ليجد نفسه مضطراً للنزوح مجددا إلى منطقة المواصي التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

وقال المختار أبو كمال اليازجي، الذي نزح من حي النفق في غزة، إنّ ما يحدث في غزة لم يسبق له مثيل، معتبرًا أن ما تقوم به "إسرائيل" هو انتقام من المدنيين، وليس عملية دفاع عن النفس.

أما الشاب محمد صلاح رجب، الذي نزح من حي الزيتون إلى خان يونس ثم إلى رفح، قد عبّر عن فقدان من المستقبل، وقال "لا نعلم أين قدرنا، كنا نتوقع أن تُطبق الصفقة، وأن نذهب إلى مدينة غزة، ولكن حصل العكس من ذلك. الله وحده يعلم ما الذي سيحصل لنا".

كما أعرب الشاب الغزّي عن أمله في أن يصل صوته وصوت أهل غزة للعالم، مشيرًا إلى أن القطاع لا ينتظر سوى الله لمساعدتهم.

يأتي ذلك، في وقت يواصل جيش الاحتلال، إلقاء المناشير التي تحض الأهالي على النزوح من مناطق شرق رفح، وسط استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي، ما يدفع الأهالي إلى النزوح من عموم المدينة غير الآمنة في ظل استمرار العمليات "الإسرائيلية" على أكثر من مليون ونصف المليون نازح.

وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني" قد حذّر أمس الثلاثاء، من تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة جراء الهجوم العسكري "الإسرائيلي" على رفح، وإجبار الناس على الفرار إلى منطقة المواصي.

وقال لازاريني، إنّ منطقة المواصي تكتظ بأكثر من 400 ألف نسمة، ولا تتوفر فيها المرافق اللازمة لاستيعاب المزيد من الأشخاص، كما أنها ليست أكثر أماناً من الأجزاء الأخرى من قطاع غزة، في وقت ينزح عن رفح 200 شخص كل ساعة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد