هدمت جرافات الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم الأربعاء 15 أيار / مايو، مساكن قرية العراقيب في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة للمرة 225 على التوالي، في محاولة مستمرة من سلطات الاحتلال لتهجير أهالي القرية واقتلاعهم من أراضيهم.
وقرية العراقيب في منطقة النقب المحتل عام 1948، مهددة منذ سنوات بالتجريف وتهجير أهاليها، حيث بدأت أول عملية هدم لها يوم 27 تموز/ يوليو 2010، وهي قرية مبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح.
وهذه المرة الثالثة التي تهدم فيها سلطات الاحتلال مساكن العراقيب منذ مطلع العام الجاري، بعد أن هدمتها 11 مرة في العام 2023، و 15 مرة في العام 2022، و14 مرة في العام 2021.
وكانت سلطات الاحتلال شرعت يوم الأربعاء 8 أيار/ مايو، بعمليات جرف واسعة لمنازل الفلسطينيين في النقب العربية المحتلّة جنوب فلسطين المحتلّة عام 1948، وطالت العمليات 47 منزلاً لعائلة أبو عصا في وادي الخليل قرب قرية أم بطين في منطقة النقب.
والعراقيب هي قرية مسلوبة الاعتراف تقطن فيها 22 عائلة يبلغ عددهم حوالي 800 نسمة، يعيشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، إذ تمكّن السكّان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط سلطات الاحتلال من إثبات حقهم بملكية 1250 دونماً من أصل آلاف الدونمات من الأرض.
ويشكو أهالي العراقيب من أن وحدة "يوآف" الشرطية التابعة لما تسمى "سلطة تطوير النقب" المسؤولة عن تنفيذ عمليات هدم المنازل في البلدات العربية بالنقب، وما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" تواصل اقتحام القرية واستطلاع أوضاعها بصورة استفزازية ثم تهدم مساكنها المتواضعة، وتشرد الأطفال والنساء والمسنين.
ويستهدف الاحتلال منذ عقود، بدو منطقة النقب عبر الهدم المتكرر لقراهم، وتنفيذ ممارسات ممنهجة لتهجيرهم من منطقة بادية النقب التي تعتبر موطناً للبدو منذ آلاف السنين وأحد أقدم أنماط العيش في المنطقة، موصولةً مع البوادي العربية في سيناء وسوريا حتى الحجاز.
الجدير ذكره، أنّ الوزير الصهيوني المتطرف "عميحاي شيكلي" قد وضع عدّة خطط لمحو قرى النقب، ليس أولها اعتماد التضييقات القانونية والاستحصال على قرارات محاكم لهدم القرى والبلدات العربية بذرائع متعددة.
وكانت لجنة وزارية مكلّفة من الحكومة "الإسرائيلية" قد ناقشت خطّة العام الفائت، تهدف إلى "منع تكاثر" البدو الفلسطينيين في منطقة النقب واتباع عدّة خطوات لعزلهم وتفكيك مجتمعهم.
ويرفض أهالي قرية العراقيب محاولات تهجيرهم واقتلاعهم من أراضيهم، وينصبون مرة بعد المرة خيامهم المصنوعة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، مؤكدين على أن ممارسات الاحتلال لن تثنيهم عن الصمود في أرض الآباء والأجداد مجددين دعوتهم إلى التحرك لإسناد العراقيب والوقوف إلى جانب أهلها أمام مخططات الاقتلاع والتهجير.
وكان بوابة اللاجئين الفلسطينيين قد نشر ورقة حقائق تحت عنوان (العراقيب.. نموذج لنضال العودة وإمكانياته) عرضت نضال العودة والصمود الذي يخوضه أهالي العراقيب، كنموذج لكفاح الفلسطينيين من أجل البقاء، العودة، وتقرير المصير، وأيضاً الطبيعة الإجرامية للمشروع الاستعماري التي تجسدها سياساته تجاه أهالي العراقيب وعموم الفلسطين.