بعد ستة وسبعين سنة على النكبة الفلسطينية لم تنته أبداً الأحاديث عن فلسطين وقراها ومدنها المهجرة، داخل بيوت اللاجئين في المخيمات الفلسطينية، وعلى ما يبدو فإنها لن تنتهي أبداً حتى العودة، وهو ما يصر عليه معظم اللاجئين الفلسطينيين الذين رحل منهم معظم جيل شهد أحداث النكبة ومعارك التصدي للعصابات الصهيونية في عام 1948 وما قبله، ومن ثم التهجير القسري واللجوء.

إلا أن الجيل الأول أودع كل الحكاية والقضية للجيل الذي تلاه وكذلك فعل الجيل الثاني، وهكذا أصبحت فلسطين وحق العودة إليها القضية المتوارثة من جيل إلى آخر.

موضوع ذو صلة: النكبة وحق العودة.. سيرة فلسطين المتداولة من جيل إلى جيل

الجدة فادية علاء الدين، تعيش في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، هي لم تشهد أحداث النكبة ولكنها ولدت بعد اللجوء، تقيم في المخيم مع عائلتها منذ أن هجّرهم الاحتلال "الإسرائيلي" من قريتها صفورية عام 1948، تقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنها تصر على أن توصل لأولادها وأحفادها بشتى الطرق الوصية، وهي أن لا ينسوا أي تفصيل بما يخص فلسطين وبالأخص قريتهم صفورية قضاء الناصرة، وأن تحتفظ ذاكرتهم بالعودة إلى فلسطين كحق لا بديل ولا رجعة عنه، وتضيف: "آمل من أولادي وأحفادي، أن يحفظوا وينقلوا التراث الفلسطيني، وان يبقى راسخاً، كما حفظوه وتعلموه من الأباء والأجداد".

ولا زالت ذاكرة الجدة فادية تحتفظ بالمأكولات التراثية التي تعلمت إعدادها من والدتها بذات الطريقة التي كانت تُحضّر فيها في فلسطين، فتقول: إنها حافظت على طريقة إعداد مونة المنزل في كل عام، كما كان يحفظها أهلها وأجدادها في فلسطين، وتحافظ على بعض المأكولات الفلسطينية، مثل المسخن، والسميد مع البندورة، إضافة الى طريقة إعداد الملوخية بطريقة خاصة تشتهر بها قرية صفورية.

Screenshot 2024-05-17 153620.png

الحفيدة فادية زيدان، تحمل نفس اسم الجدة، وذات الذاكرة، عرفت أرض اجدادها وآبائها عبر الرواية، تقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "الانتماء لقضية فلسطين توارثناه عن طريق أهلنا وأجدادنا، حيث كانوا يحرصون خلال الاجتماعات العائلية، أن يخبرونا عن بلدنا وتاريخه، عن عادتنا وتقاليدنا، عن واجبنا في حب القضية". وتؤكد الحفيدة فاديا بأن فلسطين لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة، ما دامت الهوية الفلسطينية تنتقل من جيل إلى جيل، إلى أن يأتي يوم التحرير والعودة.

احتلت قرية صفورية يوم 16 تموز/ يوليو عام 1948 تمهيداً للهجوم على مدينة الناصرة في سياق عمليةِ "ديكل" وهي أكبر هجوم عسكري شنته العصابات الصهيونية على شمالي فلسطين عام 1948 وكان هدفها الاستيلاء على الناصرة وقراها ومنطقة الجليل الأسفل، وأسفرت عن احتلال 29 مدينة وقرية فلسطينية وتهجير أهلها منها بقوةة النيران والقصف بالطيران.

وتعرضت قرية صفورية قبل الاستيلاء عليها بيوم واحد لقصف جوي عنيف بالبراميل المتفجرة ما أرعب الأهالي المدنيين الذين كانوا يستعدون لتناول طعام الإفطار في خامس أيام شهر رمضان، ما أجبرهم على الفرار.

موضوع ذو صلة: عسلة أبو ناصر من قرية صفورية تروي أحداثاً شهدتها من النكبة واللجوء

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد