دعا مركز "صدى سوشيال"، اليوم السبت 18 آيار / مايو، إلى فتح تحقيق عاجل في تورط شركة "ميتا" بحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة عبر تسريب بيانات مئات المستخدمين الفلسطينيين التي جمعت من مجموعات تطبيق "واتسآب" وتزويد جيش الاحتلال بها.

ووفق تحقيقات أجراها مركز "صدى سوشيال" لتوثيق الانتهاكات الرقمية ضد المحتوى الفلسطيني، تبين أن "ميتا" التي تملك تطبيقات "فيسبوك، انستغرام، واتسآب، ماسنجر، ثريدز" تقوم بتغذية نظام "لافندر" للذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه الجيش "الإسرائيلي" في قتل الفلسطينيين في غزة.

و"لافندر" نظام ذكاء اصطناعي، طوره قسم استخبارات "النخبة" في الجيش "الإسرائيلي"، من أجل استهداف الفلسطينيين في غزة والذي يعمل بالقليل من الإشراف البشري باتباع "سياسات متساهلة" في استهداف وقتل مئات الفلسطينيين.

و كشف موقعا "+972" ولوكال كول (Local Call) "الإسرائيليان" كيف استخدم الجيش "الإسرائيلي" برنامج ذكاء اصطناعي يعرف باسم "لافندر" لتطوير "قائمة قتل" في قطاع غزة تضم ما يصل إلى 37 ألف فلسطيني تم استهدافهم بالاغتيال دون أن يكون هناك أي إشراف بشري يذكر للتحقق من دقة المعلومات.

ورصد تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية شهادات استخباراتية عن التجارب المباشرة لمسؤولي المخابرات "الإسرائيلية" في استخدام أنظمة التعلم الآلي للمساعدة في تحديد الأهداف خلال الحرب على غزة المستمرة منذ السابع تشرين الأول /أكتوبر، والتي أكدت أن "لافندر" لعب دوراً مركزياً في الحرب، مشيرة إلى أنه وضع قائمة تضم 37 ألف رجل فلسطيني.

ويستعين نظام "لافندر" الإسرائيلي على قتل الفلسطينيين الذين يستهدفهم الجيش "الإسرائيلي" في غارات جوية من خلال تتبع اتصالاتهم عبر تطبيق واتساب، أو المجموعات التي ينضمون إليها.

وعبر "صدى سوشال" عن تخوفات من انتهاك "ميتا" للخصوصية على واتسآب، الذي تعرفه الشركة، بأنه تطبيق "end to end encrypted"، بمعنى أن الرسائل فيه مشفرة، ويقتضي التشفير أن تكون الشركة المالكة نفسها غير قادرة على رؤية بيانات المستخدمين والرسائل المرسلة والمستقبلة عبر التطبيق.

في السياق ذاته، أكدت تقارير حقوقية صادمة أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في ارتكاب مجازر جرائم إبادة ممنهجة في مخالفة لجميع المواثيق والأعراف، ما "يشكل هذا منعطفاً خطيراً في مجال حقوق الإنسان واستخدام التكنولوجيا في القتل، وتكشف أيضا لغز اختفاء عائلات بأكملها من السجل المدني".

أيضاَ هناك نظام ثانٍ يعرف باسم "أين أبي؟" (Where’s Daddy) يعتبر أخطر من "لافندر" وصمم لمساعدة "إسرائيل" على استهداف الأفراد عندما يكونون في المنزل ليلا مع عائلاتهم.

أدى استخدام نظام "أين أبي؟"، بالإضافة إلى سياسة القصف "المتسامحة للغاية" لدى جيش الاحتلال، إلى "إبادة عائلات فلسطينية بأكملها داخل منازلها"، كما يقول "يوفال أبراهام"، وهو صحفي "إسرائيلي" كشف القصة بعد أن تحدث مع 6 من ضباط المخابرات الإسرائيلية الذين شاركوا بشكل مباشر في نظام الذكاء الاصطناعي، وفق ما نقله الصحفي في مقابلة مع موقع "ديموكراسي ناو" (democracynow).

ولفت مركز "صدى سوشيال" أن منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الاول، تزايد إنفاذ الرقابة وانتهاك خصوصية المستخدمين عبر واتساب من خلال حظر أكثر من 670 رقمًا لمستخدمين فلسطينيين أكثر من 78% منهم صحفيون ومستخدمون في قطاع غزة، ما ينعكس بشكلٍ مباشر على حيواتهم

وطالب "صدى سوشال" إدارة "ميتا" بالالتزام بالمسؤولية والشفافية على منصاتها المختلفة، وإصدار تقارير الشفافية التي تتحفظ عليها منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، كما طالب مجلس الإشراف المستقل بإنفاذ تحقيق عاجل وحقيقي حول تسريب "ميتا" بيانات الفلسطينيين ومشاركتها في الإبادة.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد