أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الخميس 23 أيار/مايو، أن تدمير الاحتلال "الإسرائيلي" المرافق الصحية شمال قطاع غزة يمثل إعداماً جماعياً بحق الجرحى والمرضى في ظل تكرار جرائم القتل والإعدام الميداني للطواقم الطبية خلال حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ 230 يوماً على قطاع غزة.
وقال "الأورومتوسطي" في بيان صادر عنه، أنه بعد استهداف الاحتلال "الإسرائيلي" لمستشفى "كمال عدوان" و "مستشفى العودة" عبر الحصار وإطلاق نار والقصف المتكرر من الطائرات والمدفعية "الإسرائيلية" لم يعد هناك أي مكان لنقل القتلى أو الجرحى أو المرضى إليه لتلقي العلاج، بما في ذلك توقف جميع برامج الرعاية الصحية المتعلقة بالأمهات والأطفال.
وأشار بيان "الأورومتوسطي" إلى تعرض المستشفيات شمال قطاع غزة إلى عمليات اقتحام وتخريب وقصف عنيف ما اضطر الطواقم الطبية والمرضى والجرحى لإخلائه، فيما بقي فيه عدد من الطواقم الطبية مع الجرحى والمرضى غير القادرين على الحركة، وانقطع الاتصال بهم نتيجة الحصار وانقطاع الكهرباء والاتصالات عن المنطقة.
ووصف المرصد الحقوقي اعتداءات الاحتلال بحق المستشفيات بأنه قرار "إسرائيلي" بتنفيذ إعدام جماعي للمرضى والمصابين، في وقت يتصاعد الهجوم العسكري العنيف على مخيم جباليا ومحيطه شمال القطاع منذ 13 يومًا، ويتواصل ارتكاب المجازر المروعة ضد المدنيين الفلسطينيين هناك.
وشدد "الأورومتوسطي" على أن تدمير المستشفيات والمرافق الطبية يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفي مقدمة الخطة المنهجية والمنظمة وواسعة النطاق لتدمير حياة الفلسطينيين في القطاع، وتحويله إلى مكان غير قابل للسكن.
وأبرز "الأورومتوسطي" شهادات أفراد ضمن الطواقم الطبية منهم الطبيب "فادي الزعانين" حول ما جرى في مستشفى العودة الذي أكد فرض الاحتلال حصاراً منذ ستة أيام، وشدد الحصار قبل ثلاثة أيام، فيما أطلق يوم الثلاثاء الفائت قذيفة مدفعية تجاه أحد مباني المستشفى الذي كان يوجَد داخله 13 مريضًا ومصابًا وكادر طبي يتراوح عدده بين 120-150 شخصًا.
وأضاف "الزعانين": "الجيش الإسرائيلي اقتحم عصر أمس الأربعاء ساحة المستشفى، وطلب عمل مقابلات مع الجميع، وكان يسأل عن الاسم، ويأخذ صورًا شخصية، واعتقل أحد الزملاء، ويدعى (عبد الجبار الحناوي) وهو كبير في السن".
وأكد الزعانين "أن المرضى بقوا في المستشفى ومعهم طبيب وستة ممرضين"، مضيفاً "أما نحن فأخرجونا وحددوا لنا مسار خروج باتجاه غرب غزة. وضع المرضى صعب وهناك حالتا بتر وحالات ولادة قيصرية".
فيما قال الطبيب "طلعت أبو دغيم": إنه" بعد أربعة أيام من حصار مستشفى العودة، هذا اليوم (الأربعاء) تم إخراج المستشفى عن الخدمة، أخرجونا جميعًا، وبقي المرضى وعددهم نحو 15 مريضًا تعذر خروجهم لعدم توفر سيارات إسعاف، وبقي معهم طبيب في قسم الاستقبال في المستشفى.
وأضاف: "أثناء خروجنا أجبرونا على الكشف عن أجسادنا، ثم أخضعونا للفحص والتدقيق الأمني، ثم حددوا لنا مسار خروج باتجاه غرب غزة".
ومن الجدير ذكره أن مشافي شمال قطاع غزة استقبلت ما يزيد عن 97 شهيدًا خلال 11 يومًا قبل خروجها عن الخدمة، وتم نقل عشرات الشهداء أيضًا إلى المستشفى "الأهلي" (المعمداني)، وهو المستشفى الوحيد الذي ما يزال يعمل جزئيا في مدينة غزة.
كما وردت معلومات حول وجود عشرات الشهداء، من ضمنهم نساء وأطفال، في الشوارع وتحت أنقاض المنازل المدمرة وداخل وقرب مراكز الإيواء التي تعرضت للقصف والاستهداف من الجيش "الإسرائيلي" وفقاً لـبيان الأورومتوسطي.
وينفذ الجيش "الإسرائيلي" عملية تدمير شبه كاملة لمخيم جباليا الذي كان يعد من أكثر أماكن العالم اكتظاظًا بالسكان والمنازل، وطال التدمير أكثر من 400 منزل، كما أظهرت صور حصل عليها "الأورومتوسطي" مسح أحياء كاملة في المخيم حيث بلغت نسبة الدمار فيه 75-85%.
وجدد الأورومتوسطي مطالبته بتدخل دولي عاجل لإقامة مستشفيات ميدانية في شمال غزة، والضغط على "إسرائيل" لوقف هجماتها المتكررة عن المستشفيات التي أخرجتها عن العمل، وضمان سلام الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين داخلها، وتمكينهم من تلقي العلاج المنقذ للحياة، وضمان تحويل الحالات الطارئة للعلاج في الخارج.
كما طالب الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والجاد لحماية المدنيين الفلسطينيين من جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع منذ نحو ثمانية أشهر، وحماية ما تبقى من القطاع الصحي، والعمل على إعادة إعماره فورًا كونه جزءًا من البنية التحتية الضرورية لإنقاذ حياة الفلسطينيين هناك،.