قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال قتلت فلسطينيا واحداً بمعدل كل ساعة منذ صدور قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم "الإسرائيلي" على رفح فوراً، يأتي ذلك وسط استمرار عمليات التوغل "الإسرائيلية" وإطلاق النار المكثف والقصف الجوي المدفعي على المدينة، وتحذيرات دولية من مجاعة في قطاع غزة بسبب انقطاع دخول المساعدات.
ولفت المرصد الأورومتوسطي، إلى أن "إسرائيل" تواصل ارتكاب جرائم جسيمة في غزة بتحدي أعلى هيئة عدالة دولية، حيث تستمر بقصف وقتل عشرات المدنيين في رفح، وأشار إلى أن فرقه وثقت عددًا من جثث ضحايا القصف التي ما تزال ملقاة في الشوارع وتحت أنقاض المنازل المدمرة، فيما تعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليها.
وكان رئيس المرصد الحقوقي رامي عبده، قال في تصريحات صحفية: ان الاحتلال "يمعن في انتهاك حقوق الإنسان، ويصر على سفك الدماء متجاهلاً قرارات محكمة العدل الدولية مضيفاً أن القانون الدولي "لم يتم وضعه من أجل إنصاف الفلسطينيين".
وحذر عبده من الكارثة الإنسانية في شمال غزة، واستخدام "إسرائيل" سلاح التجويع والعطش ضد المدنيين، منوهًا إلى قيام 70 منظمة حقوقية بإعلان المجاعة رسميًّا في القطاع، في ظل سرعة انتشارها، ومعدلات سوء التغذية الحاد واتساع رقعتها جغرافيًّا بين الفئات جميعها، خاصة بين الأطفال.
من جهتها حذرت "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة أكثر من أي وقت مضى تزامناً مع العمليات العسكرية التي تنفذها "إسرائيل" هناك، وإغلاق المعابر بوصفهما عاملين يجعلان توزيع المساعدات أمراً صعباً للغاية على حد وصفها.
وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" سامانثا باور أنها أبلغت من قبل من وصفتهم بالشركاء الإنسانيين العاملين في غزة بأن الأوضاع تدهورت لتصبح أسوأ من ذي قبل، ودعت حكومات الدول المانحة للتعجيل بالاستجابة لمن يعيشون هذه الأوضاع المزرية.
Our humanitarian partners working in Gaza tell us that conditions are worse now than ever before. Israeli military operations & closed crossings are making it extremely difficult to distribute aid.
— Samantha Power (@PowerUSAID) May 30, 2024
Today I convened fellow donor govts to surge our response to those in dire need.
دخول المساعدات إلى غزة انخفض بنسبة 67%
ومن جهة أخرى أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن انخفاض دخول المساعدات إلى قطاع غزة بنسبة 67% منذ إغلاق الاحتلال "الإسرائيلي" معبر رفح في 7 مايو/أيار الجاري.
وشدد دوجاريك على أن القصف "الإسرائيلي" المكثف على رفح وانخفاض المساعدات تسبب في توقف المستشفيات والمؤسسات الإغاثية عن تقديم خدماتها، كما تسبب في موجة جديدة من النزوح.
لا مكان آمن يلجأ إليه النازحون
ومن جانبها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أمس، من نزوح المزيد من العائلات في رفح بعد تكثيف العمليات العسكرية "الإسرائيلية"، لافتة أن الناس في غزة مرهقون، ويؤثر العنف الوحشي على كل جانب من جوانب حياتهم، والوضع يائس تماماً.
More families flee #Rafah after intensification of military operations.
— UNRWA (@UNRWA) May 29, 2024
People in #Gaza are exhausted. Brutal violence impacts every aspect of their lives, the situation is utterly desperate.
It's been repeatedly proven that no matter where families shelter, they are not safe. pic.twitter.com/OYZfMci5xo
وأضافت في تصريح على منصة "إكس"، أن الأماكن التي تلجأ إليها العائلات ثبت مراراً وتكراراً أنها ليست آمنة، وأن التهجير القسري والخوف يدفعان الناس إلى البحث عن ملجأ حيثما استطاعوا، ولكن لا يوجد أمان في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن العائلات تهرب إلى مناطق تفتقر إلى الإمدادات الأساسية والظروف المعيشية المقبولة، لافتة إلى محافظة دير البلح وسط قطاع غزة أصبح يعج كل مكان بها بأكوام من القمامة.
وفي سياق متصل حذرت منظمة الغذاء العالمي من الخطر الذي يحدق بالناس والأطفال النازحين في مدينة رفح، والذي يعانون الإرهاق الشديد، لافتة لتدهور قدرتها على مساعدتهم مع مرور كل ساعة وكل يوم يمر.
🚨 We need an urgent ceasefire NOW.
— WFP in the Middle East & North Africa (@WFP_MENA) May 29, 2024
People and children displaced in #Rafah and across Gaza are beyond exhausted. And our ability to help them is deteriorating with every passing hour, every passing day. pic.twitter.com/SZsKVqtZrH
بينما كررت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" في حسابها على منصة "إكس" التحذيرات بعدم وجود مكان آمن، وما يكفي من المساعدات أو الوقود، حيث طرق المساعدات مغلقة أو صعبة الوصول إليها؛ بسبب "الأعمال العدائية" أو التعقيدات اللوجستية، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها لمساعدة أطفال غزة، داعية إلى وقف إطلاق النار فوراً
ومع استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة لليوم ال237 على التوالي، أكد المرصد الأورومتوسطي أن أكثر من 800 ألف شخص هجّروا قسراً خلال الأيام الأخيرة من رفح باتجاه غربي خان يونس ودير البلح، وأغلبهم اضطروا إلى المغادرة بالقليل من أمتعتهم، وتركوا أغلب ما لديهم من مواد غذائية.
فيما هجّر نحو 100 ألف شخص من جباليا ومخيمها، ومن بيت لاهيا في الشمال إلى غربي مدينة غزة، وعدد كبير من هؤلاء النازحين هم أطفال ونساء، ما ينعكس على حالتهم الصحية والنفسية في ظل شبح المجاعة وسوء التغذية الحاد الذي يواجهونه.