كشفت وكالة أسوشيتد برس، عن استشهاد 36 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، حسبما نقلت عن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، نتيجة للإهمال الطبي والمعاملة غير الإنسانية التي كانوا يتلقونها داخل معتقلات الاحتلال.
وأوضحت الوكالة تزايد الاتهامات بالمعاملة غير الإنسانية في المستشفى العسكري "الإسرائيلي" في "سدي تيمان"، المخصص فقط لعلاج الأسرى من قطاع غزة حيث يُمنع الصحفيون واللجنة الدولية للصليب الأحمر من دخوله.
وأشارت إلى أن المعتقلين توفوا في أثناء احتجازهم في قاعدة "سدي تيمان" العسكرية الواقعة شمال شرقي بئر السبع، وفي قاعدة عناتوت بالقرب من القدس، أو في أثناء الاستجواب في مرافق أخرى للتحقيق داخل "إسرائيل".
ووفقا لشهادة 3 عاملين في هذا المستشفى العسكري بينهم طبيب تخدير، فإن "معظم المرضى يرتدون حفاظات، ومقيدي اليدين والقدمين، ومعصوبي الأعين، داخل خيمة بيضاء في الصحراء، ولا يُسمح لهم باستخدام الحمام".
وقالت أسوشيتد برس: إن الشهادات تؤكد أن الأسرى تجرى لهم عمليات جراحية دون مسكنات كافية، من قِبل أطباء مجهولين، وقال أطباء إنهم عالجوا العديد من الأسرى ممن بدا أنهم غير مقاتلين، ونقلت عن جندي يعمل في المستشفى، قوله: "إن المرضى تعرضوا لظروف مزرية، وكثيرا ما أصيبت جروحهم بالالتهابات".
وأفاد الجراح الفلسطيني خالد حمودة من غزة، أنه أمضى 22 يوما في أحد مراكز الاعتقال "الإسرائيلية"، ونقلت عنه الوكالة القول إنه لا يعرف إلى أين تم نقله لأنه كان معصوب العينين، لكنه قال إنه تعرّف على صورة "سدي تيمان"، وأنه رأى معتقلا واحدا على الأقل، وهو طبيب بارز في غزة يعتقد أنه كان هناك.
صور جديدة نشرها جنود الاحتلال، يظهر فيها معتقلون من غزة وهم معصوبو الأعين ومقيدي الأيدي، وقد كشفت صحيفة بريطانية منذ أيام أن المعتقلين مكبلون طوال الوقت، مع إجبارهم على الوقوف لساعات طويلة أو الجثو على ركبهم.
— ق.ض 𓂆 (@jalestinian) May 28, 2024
يشار أن المئات من معتقلي غزة المخفيين قسرًا يقبعون في معسكر سري pic.twitter.com/joyDVGZLlh
ويتذكر حمودة سؤاله لأحد الجنود "الإسرائيليين" عما إذا كان من الممكن نقل شاب يبلغ من العمر 18 عاما، ويبدو أنه يعاني من نزيف داخلي إلى الطبيب، فأخذ الجندي الفتى بعيدا، وأعطاه سوائل عن طريق الوريد لعدة ساعات، ثم أعاده مضيفاً "قلت لهم: يمكن أن يموت فقالوا لي إن هذا هو الحد الأقصى المتاح".
ومن جانبه أصدر نادي الأسير الفلسطيني بياناً، أكد فيه على أن الاحتلال "الإسرائيلي" يرفض الإفصاح عن كافة المعطيات التي تتعلق بمعتقلي غزة وأماكن احتجازهم، ومنها هويات من استشهدوا في معسكراته، لافتاً إلى أن قضية معتقلي غزة تشكّل اليوم التحدي الأكبر للمؤسسات الحقوقية، في ظل جملة الإجراءات والقيود المشددة التي فرضها الاحتلال عليهم، وممارسته لجريمة الإخفاء القسري.
وبيّن نادي الأسير، أنّ السند الأساسي في هذه القضية هي شهادات المعتقلين المفرج عنهم، والتي تمكّنت بعض المؤسسات الحقوقية من جمعها في ظروف صعبة ومعقدة، وكانت صور العشرات منهم قد تحدثت قبل شهاداتهم عن مستوى جرائم التّعذيب التي مورست بحقهم، ومنهم حالات خرجت، وقد تعرضت لعمليات بتر في الأطراف نتيجة لذلك.
وطالب نادي الأسير بضرورة فتح تحقيقات بإشراف دولي بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مارسها الاحتلال بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي أظهرت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" تقارير عن الانتهاكات في "سدي تيمان" في إطار احتجاج جماعات حقوقية "إسرائيلية" وفلسطينية على الأوضاع هناك، حيث أظهرت صور أقمار صناعية ملتقطة حديثا توسعا غير مسبوق في معسكر "سدي تيمان" التابع للقيادة الجنوبية للجيش "الإسرائيلي"، والذي يعد قاعدة جوية تقع بين مستوطنة "بئر شيفع" (بئر السبع) وقطاع غزة.