اقتحم مئات المستوطنين الصهاينة بحماية الشرطة "الإسرائيلية" صباح اليوم الأربعاء 5 حزيران/ يونيو، ساحات المسجد الأقصى، استعداداً لمسيرة الأعلام الاستفزازية التي ينفذها المستوطنون في مدينة القدس، في ذكرى احتلال ما تبقى من المدينة الفلسطينية إبان نكسة حزيران عام 1967.
وتوافد الآلاف من المستوطنين على مدينة القدس المحتلّ، بحماية من قبل شرطة وجيش الاحتلال، لتنفيذ مسيرة الإعلام، فيما اقتحم أكثر من 1000 مستوطن باحات المسجد من جهة باب المغاربة، وبدأوا بأداء طقوس تلمودية، في محيط سوق القطانين وباب القطانين، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد، بينما أقدم آخرون على أداء رقصات وأغاني تلمودية في باحات المسجد.
وحولت شرطة الاحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، ونشرت 3000 عنصر في البلدة القديمة ومحيطها، بذريعة تأمين المسيرة، ولا سيما عند بوابات المسجد الأقصى، وشددت الشرطة من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة.
وأعلنت شرطة الاحتلال أنها ستغلق الطرقات والأزقة في البلدة القديمة ابتداءً من الساعة الثانية ظهراً حتى الثامنة مساءً، تزامنًا مع مسيرة الأعلام الاستفزازية التي ستنطلق من القدس الغربية مروراً بباب العمود وصولًا إلى حائط البراق.
رئيس لجنة تجار البلدة القديمة في القدس، حجازي الرشق، قال إنّ مسيرة المستوطنين الاستفزازية، دائما تترافق مع اعتداءات من قبل المستوطنين، على المحال التجارية وممتلكات الفلسطينيين، مما يتسبب بأضرار اقتصادية كبيرة بسبب إجبار أصحاب المحلات على إغلاقها، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى الأسواق.
تغطية صحفية: بحماية شرطة الاحتلال.. مستوطنون يعتدون على الأهالي في محيط باب المجلس بالبلدة القديمة في القدس pic.twitter.com/8Qna5GjAcu
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) June 5, 2024
وكان ما يسمّى بوزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال "إيتمار بن غفير"، قد أكد في تصريحات استفزازية يوم أمس الثلاثاء، على ضرورة مرور مسيرة الأعلام في باب العامود والحي الإسلامي داخل البلدة القديمة في القدس، ودعا إلى ضرب الفلسطينيين في أكثر الأماكن أهمية لهم.
وقال بن غفير في تصريح له: "يجب ضربهم في أهم مكان لهم، في جميع السنوات قالوا هذا غير مناسب، وهذا ليس الوقت لذلك. الأمر معاكس تماماً، عندما تتراجع أمامهم، ستحصل على السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى). سنسير عبر باب العامود وسنصعد إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، رغماً عن أنوفهم ورغم غضبهم. يجب ضربهم في المكان الأكثر أهمية بالنسبة لهم، ويجب أن نأتي ونقول إن جبل الهيكل لنا والقدس لنا. إذا نظرنا لأنفسنا على أننا أصحاب المكان، فإن أعداءنا سيقدروننا".
يأتي ذلك، فيما يواصل الاحتلال عدوانه على مناطق الضفة الغربية ومخيماتها، واعتقل اليوم الأربعاء العشرات من مناطق متعددة بينها مخيم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين في نابلس.
وشنت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، حملة اعتقالات واسعة في بلدة بيت أمر شمال الخليل، أسفرت عن اعتقال 35 فلسطينياً كما أصدرت إخطاراً بهدم منزل في بلدة دورا جنوب الخليل.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر أمنية، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيت أمر، وأغلقت عدداً من الطرقات بالسواتر الترابية.
وداهم الاحتلال عدة أحياء من البلدة، واعتقلت ما يزيد عن 35 فلسطينياً، من بينهم: هشام أبو هاشم، ومحمد عوض، ومحمد خليل عادي، ووليد سمير اخليل، وحسن عمر عادي، وبدر حسن عوض، ووليد جمال مسيف، ومحمد جاد الله صليبي، ووليد جمال صبارنة، وعمار مراد عوض، وعبد الله أكرم اخليل، وعلى رائد اخليل، وياسر اخليل، وحسن الخطيب، ومحمد أبو ماريا، وعبود الطيطي، ويوسف عماد البابا، وليث أكرم اخليل، وعمرو عرفات الزعاقيق، وعبد الله حسين عوض.
بالإضافة إلى ذلك، استولت قوات الاحتلال على أكثر من 50 مركبة وجرار زراعي من البلدة، وأجبرت أصحابها على قيادتها باتجاه مستعمرة "كرمي تسور" المقامة على أراضي البلدة.
وفي تطور آخر، أخطرت قوات الاحتلال في بلدة دورا جنوب الخليل بهدم منزل عائلة الشهيد مؤمن المسالمة.
وفي مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم، واعتقلت المعتقل السابق محمد حمزة عبد الله طريق وأمين عبد الرحيم قطاش بعد مداهمة وتفتيش منزليهما، وفقًا لما أفاد به مدير نادي الأسير في أريحا والأغوار عيد براهمة لوكالة "وفا".