لأول مرة في المخيمات الفلسطينية شمالي لبنان، وتحت إشراف الاتحاد الفلسطيني لرياضة "المواي تاي"، احتضن مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين بطولة "شهداء غزة لرياضة المواي تاي" الأسبوع الماضي، بتنفيذ من نادي النضال الفلسطيني وبمشاركة 10 أندية من نخبة الأندية اللبنانية وبرعاية لجنة شمالي لبنان لرياضة "المواي تاي".
و"المواي تاي" هي نوع من أنواع الرياضات القتالية وإحدى فروع رياضة الملاكمة وتسمى أيضاً "الملاكمة التايلاندية" كونها ابتكرت في تايلاند في القرن السادس عشر كأحد أنواع الفنون القتالية التي تم تدريب الجنود عليها في ذلك الوقت، لكنها في الوقت الحاضر منتشرة في كل أنحاء العالم وتقام فيها بطولات عالمية، وتتطلب لياقات بدنية وذهنية، وقد حقق اللاجئون الفلسطينيون في لبنان إنجازات عدة على صعيد هذه الرياضة التي يهتم بها كثير من الشباب داخل المخيمات الفلسطينية، ولكنها تفتقر إلى الدعم الرسمي الفلسطيني الكافي، حالها حال الرياضات الأخرى في المخيمات.
غزة حاضرة في البطولة
يقول مدير نادي النضال الفلسطيني ناصر رميح: إن بطولة شهداء غزة لـ "المواي تاي" هي البطولة الأولى التي تقام على صعيد المخيمات الفلسطينية شمالي لبنان، مشيراً إلى أن تسمية البطولة "شهداء غزة" هي تعبير عن التضامن مع الفلسطينيين الذين يواجهون حرب إبادة "إسرائيلية" في قطاع غزة.
وأضاف رميح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الحرص على إتمام هذه البطولة جاء من أجل توجيه رسالتين، الأولى هو التعبير عن تضامن الرياضيين الفلسطينيين في لبنان مع قطاع غزة، والثانية هي لإثبات قدرة نادي النضال الفلسطيني على الصعيد الرياضي رغم قلة الإمكانيات.
ووجه رميح من على منبر البطولة تحية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى المقاومة في الجنوب اللبناني، مشيراً إلى مشاركة أندية لبنانية في البطولة التي أقيمت داخل مخيم فلسطيني "للتأكيد على وحدة دم الشعبين الفلسطيني واللبناني".
مشاركة لبنانية
في السياق، يصف رئيس لجنة الشمال لرياضة "المواي تاي" في لبنان هلال نشار المشاركة اللبنانية في البطولة بأنها "شرف" لا سيما وأنها تحمل عنوان "شهداء غزة".
وقال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن المشاركة تأتي أيضًا للتأكيد أنه لا فرق بين فلسطيني ولبناني وأن "للمخيم حق على لبنان لذلك كانت مشاركتهم لإعطاء الحق للفلسطيني في ممارسة الرياضة".
واستدل نشار على ذلك بأن "البطل الفلسطيني العالمي للمواي تاي عبد الحافظ مصطفى يشارك في البطولات اللبنانية محققًا إنجازات كبيرة"، مضيفاً: أن الأبطال الفلسطينيين "لهم الفضل على النوادي اللبنانية ويحصولون على المراكز الأولى".
تحديات عدة أبرزها صعوبة تمثيل فلسطين
أما على صعيد التحديات والصعوبات التي يواجهها الرياضي الفلسطيني، فقال عبد الحافظ مصطفى البطل العالمي في رياضة "المواي تاي" ومدرب نادي النضال: إن أكثر الصعوبات التي تواجههم تتعلق بالأمور المادية التي ينتج عن محدوديتها ضعف الإمكانيات من حيث التجهيزات.
موضوع ذو صلة: "الكيك بوكسينغ" في المخيمات الفلسطينية بلبنان .. رياضة تفتقر للدعم
ويضيف عبد الحافظ الملقب "عسل" لموقعنا: أن حلم تمثيل فلسطين في المحافل والبطولات الدولية غالباً ما يكون صعب المنال للرياضي الفلسطيني في المخيم، نظراً لصعوبة الحصول على تأشيرة سفر إلى الدول الأوروبية أو دول أخرى راعية للبطولات، "ما يؤثر في النتيجة إلى صعوبة تغيير صورة نمطية مأخوذة عن اللاجئين الفلسطينيين، فيما الحقيقة هي أن اللاجئين والشعب الفلسطيني عموماً قادر على تحقيق الإنجازات والوصول إلى العالمية من خلال الرياضة".
ولفت البطل العالمي إلى أن إنجازات عدة حققها الفلسطينيون في لبنان على صعيد هذه الرياضة، ولكنه يشير إلى قلة الإمكانيات المادية كتحدي أساسي يواجههم، ويوضح أن التجهيزات للبطولات لا تقتصر على التمرينات فقط، وإنما بحاجة إلى نظام غذائي لإمداد الجسم بالطاقة وللمحافظة على الوزن المثالي الذي تتطلبه البطولة، وهو أمر ليس بالهين على اللاعبين الفلسطينين في المخيمات، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ عام 2018، والتي تؤثر على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء.
يذكر أن نادي النضال الفلسطيني تأسس عام 1975، إلا أنّ المبنى كان آيلاً للسقوط وبسبب ذلك بقي النادي مهجوراً لأكثر من 4 سنوات، ما أدى بدوره إلى غياب الفريق، ليتم لاحقاً تمويل مشروع ترميم النادي من إحدى الجمعيات المحلية عام 2021 ويستأنف النشاط فيه.
شاهد/ي التقرير