نشر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الجمعة 14 حزيران/يونيو، أرقاماً صادمة، تعكس جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الأطفال في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة متواصلة منذ قرابة 8 أشهر، وتظهر حجم الضرر الذي لحق بمئات آلاف الأطفال على يد الجيش " الإسرائيلي."
وكان الأمين العام لـ الأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" قد قرر في السابع من حزيران الجاري، إدراج "إسرائيل" على اللائحة السوداء (قائمة العار) للمنظمات والدول التي تنتهك حقوق الأطفال وتلحق بهم الأذى في مناطق "النزاع."
اقرأ/ي ايضاً: الأمم المتحدة تقرر إدارج "إسرائيل" على اللائحة السوداء للكيانات التي تقتل الأطفال
وبينت الأرقام، حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق أطفال القطاع، حيث بلغ عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم نتيجة العدوان المستمر حوالي 15,694 طفلاً، بينما أصيب نحو 34,000 آخرين بجروح متفاوتة. ولا يزال حوالي 3,600 طفل تحت الأنقاض، مع تعذّر فرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
إلى جانب ذلك، يعاني حوالي 1,500 طفل من إعاقات دائمة، تشمل فقدان الأطراف أو العيون، نتيجة الإصابات الناجمة عن القصف. كما أفاد التقرير بوجود نحو 200 طفل مختطفين لدى قوات الاحتلال.
وبلغ عدد الأطفال الذين أضحوا أيتاماً حوالي 17,000 طفل، فقد 3% منهم كلا الوالدين، كما تسبب جيش الاحتلال بنزوح قسري لما يقرب من 700,000 طفل، وتدمير منازل حوالي 650,000 طفل.
فيما يتعلق بالتعليم، اضطر نحو 625,000 طفل لترك مدارسهم، مما أدى إلى ضياع عامهم الدراسي، فيما يعاني 98% من الأطفال في غزة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، حيث يعتمدون على أقل من 3 لترات يوميًا.
على الصعيد الصحي، يعاني نحو 3,500 طفل من أمراض مزمنة مهددين بالموت بسبب سوء التغذية وعدم توفر الرعاية الطبية الكافية. ويواجه حوالي 60,000 جنين خطر الإجهاض أو التشوهات الخلقية بسبب تأثيرات القنابل والمتفجرات.
المكتب أشار أيضاً إلى أن حوالي 40,000 رضيع لم يحصلوا على التطعيمات اللازمة، وظهرت أعراض سوء التغذية على نحو 82,000 طفل، منهم 35% في حالة حرجة. وقد فقد 33 طفلًا حياتهم نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
إلى جانب ذلك، يعاني ما يقرب من 450,000 طفل من خطر الإصابة بسرطان الصدر وأمراض الجهاز التنفسي، نتيجة الاعتماد على حرق مخلفات الركام لتحضير الطعام. كما أن جميع أطفال غزة معرضون للإصابة بالأوبئة والأمراض المعدية بسبب انعدام مقومات النظافة الشخصية والاكتظاظ في مناطق النزوح.
كما أفاد المكتب الإعلامي، أن جميع الأطفال في القطاع يعانون من صدمات نفسية ومشكلات سلوكية مثل الخوف والقلق والاكتئاب، نتيجة القصف المستمر والظروف القاسية.
وفي ذات السياق، حذر المفوض العام لوكالة "أونروا" في تصريح له عبر منصة "X" من العواقب الوخيمة التي تواجه الأطفال في قطاع غزة نتيجة استمرار الحرب " الإسرائيلية" على القطاع.
وأكد أن الأطفال في غزة يعانون من تجارب لا ينبغي لأي طفل في العالم أن يمر بها، مشيراً إلى أنّ العديد من الأطفال قُتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة، مما سيترك ندوباً دائمة في أجسادهم وأرواحهم.
وأضاف أن الأطفال الناجين يعانون من صدمات نفسية عميقة، حيث سرقت الحرب طفولتهم وجعلتهم يعيشون في خوف مستمر. وأكد أن استمرار العمليات العسكرية دون وقف فوري لإطلاق النار سيؤدي إلى خسارة جيل كامل من الأطفال، مشدداً على ضرورة التحرك العاجل لإنهاء العنف وحماية مستقبل الأطفال في غزة.