شهد عام 2024 أكثر من 600 اعتداء للمستوطنين "الإسرائيليين" على مختلف محافظات الضفة الغربية، كان أبرزها حرق المنازل والحقول والمركبات الخاصة بالفلسطينيين، وتنطلق هذه الانتهاكات من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، لتشعل الحرائق في العديد من المناطق، ما يجعل الفلسطينيين يعيشون في قلق على الممتلكات والمنازل وعلى الحياة في المقام الأول.

هذا ما أكده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، اليوم السبت 22 حزيران / يونيو، في تقرير له حول اعتداءات المستوطنين المستمرة في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، والجرائم اليومية بحق منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم.

المشهد الأول: الإرهاب وإشعال الحرائق بمنازل الفلسطينيين

ووفقاً لبيانات أوردها تقرير المكتب الوطني، فقد أحرق مستوطنون من بؤرة "حومش" بحماية قوات الاحتلال أراضي زراعية في قرية برقة بعد أن ألقوا إطارات مشتعلة تجاه منازل الفلسطينيين في منطقتي المنشرة والحاووز شمال القرية، وفي اعتداء آخر في قرية برقة، أحرق مستوطنون منزل الفلسطيني رائد ياسين حجة بالزجاجات الحارقة، ما أدى إلى احتراق أجزاء منه، قبل أن يتمكن أهالي القرية من إخماد الحريق.

وفي قرية بورين الى الجنوب من مدينة نابلس حيث يتوجد بؤرة يتركز فيها المستوطنون ومقرات منظماتهم، وينطلقون في جرائمهم من مستوطنة "يتسهار"، هاجم المستوطنون البلدة الأسبوع الماضي، ما أسفر عن إصابة فلسطينيين اثنين فضلاً عن إحراق مركبة وحقول زراعية مزروعة بالزيتون.

وفي بلدة قصرة الى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس أصيب عدد من الفلسطينيين في خلال التصدي لهجوم شنه مستوطنون بحماية جيش الاحتلال على البلدة، فقد هاجمت مجموعة مستوطنين، قدمت من البؤرة الاستيطانية " يش كديش " ومن بؤرة أخرى جديدة أقيمت الشهر الماضي، البلدة، هاجم المستوطنون منازل فلسطينيين على بعد 300 متر من المنطقة الجنوبية للبلدة، وأضرموا النار بأحد المنازل وأوقعوا خسائر مادية كبيرة نتيجة اشتعال النيران في محال تجارية ومركبات وبالات قش ومزارع للدواجن والأبقار.

اعتدءات المستوطنين على المركبات الفلسطينية.webp

وفي قرية يتما الى الجنوب من مدينة نابلس، كثف المستوطنون هجماتهم وأحرقوا أراضي زراعية ومشطب مركبات، كما أحرق مستوطنون أراضي زراعية في قرية برقا الى الشرق من مدينة رام الله، وهاجموا مركبات الفلسطينيين بالحجارة على الشارع الالتفافي فوق جسر القرية.

وشهدت في محافظة بيت لحم ذات الاعتداءات، بعد أن قامت مجموعة من المستوطنين بحرق أرض زراعية تبلغ مساحتها حوالي 7 دونمات، مزروعة بأشجار الزيتون والعنب واللوزيات في منطقة "عين قديس" التابعة لقرية "حوسان".

وفي محافظة الخليل داخل بلدة مسافر يطا، التي تعيش معاناة دائمة من اعتداءات المستوطنين أشعلت مجموعة من المستوطنين النيران في أراضي الفلسطينيين، واستباحت أخرى في منطقة سدة الثعلة بالمسافر، وزرعوها بالأشجار، وذلك بهدف توسيع مستعمرة "اتسخار مان".

أما حال المعرجات الوسطى شمال غرب مدينة أريحا فلم تكن بأفضل من الحال في المسافر، فقد قام مستوطنون بهدم عدد من المنشآت الزراعية في المنطقة وعدد من البركسات وهاجموا المركبات بهدف دفع الفلسطينيين البدو في المنطقة الى الهجرة.

ولفت تقرير المكتب الوطني الذي رصد اعتداءات المستوطنين على مدار العام، إلى أن "المستوطنين يرتكبون جرائمهم البشعة في جنح الظلم لتنفيذ أعمال إرهابية خطرة"، مشيراً إلى محاولات إجرامية يقوم بها المستوطنون بحق العائلات الفلسطينية مماثلاً لما حدث بحق عائلة الدوابشة في محافظة نابلس عام 2015.

ويذكر التقرير أنه للمرة الثالثة منذ بداية هذا العام يقدم مستوطنون على جريمة رهيبة جديدة ضد الفلسطينيين، إذ حاولوا إحراق أفراد عائلة وهم نائمون، في الساعات الأولى من فجر السابع عشر من حزيران/ يونيو الجاري عندما داهموا بيتاً للأحد العائلات الفلسطينية في قرية الديرات شرق مدينة يطا.

ومن ثم ألقى المستوطنون زجاجات حارقة داخل المنزل ، حيث تنام أسرة مؤلفة من 7 أفراد بينهم 5 أطفال ، كما كتبوا شعارات عنصرية على جدران المنزل من الخارج ، مثل "الموت للعرب" و "ارحلوا باحترام "، وقد قدموا إلى القرية من مستوطنة "كرميئيل" المجاورة.

المشهد الثاني: سياسة سرقة المياه وتعطيش الفلسطينيين

ومن جانب آخر بين التقرير أن هناك سياسة تعطيش ينتهجها الاحتلال "الإسرائيلي" ضد الفلسطينيين، حيث خفض كمية المياه المخصصة لمدينتي الخليل وبيت لحم بنحو 35%، وزاد في الوقت نفسه الكمية المخصصة للمستوطنين من المياه.

وناشدت بلدية الخليل في بيان صادر عن المجلس البلدي المجتمع الدولي التدخل لحل أزمة المياه التي سبّبها الاحتلال ونددت بمحاولة تقليص حصة الفلسطينيين في محافظتي الخليل وبيت لحم من المياه لصالح المستوطنين.

وأضاف المجلس البلدي أن التخفيض في هذا التوقيت يُنذر بأزمة مياه مبكرة من شأنها مضاعفة معاناة الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم بالحصول على المياه التي لا ترقي كمياتها في الوضع الطبيعي إلى المستوى المطلوب لحصة الفرد.

كما امتد تقلص المياه الى محافظة رام الله والبيرة بعد تخفيض كميات المياه بما معدله 15 % تقريبا من الكميات المتفق عليها لتزويد المحافظة، إضافة إلى التذبذب الحاصل في ضغط المياه في عدد من المناطق والذي أدى إلى مشاكل إدارية في توزيع المياه وبالتالي عدم وصولها للمناطق المرتفعة.

كما طال تقليص الكميات محافظة نابلس وتحديداً مناطق صرة، وتل، وكفر قدوم، وجيت ، التي شهدت نقصاً كبيراً في المياه نتيجة تقليص المياه المزودة من مصدر قدوميم ، إضافة إلى الإيقاف المتكرر لضخ المياه من محطة ضخ مياه بئر بيت ايبا المزود الرئيسي للمحافظة ، الذي أدى إلى خفض كميات المياه إلى 11 قرية تزود بالمياه من هذه المحطة.

ومن الجدير بالذكر، أن الاحتلال يسيطر على نحو 88 % من مصادر المياه الفلسطينية في الضفة الغربية، ويسمح للمستوطنين غير الشرعيين بالوصول الحر دون عوائق لمصادر المياه والانتفاع بها سواء لأغراض الشرب والاستخدامات المنزلية أو لأغراض المشاريع الزراعية والصناعية في المستوطنات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد