عقدت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المقيمة في إسبانيا وبلجيكا اجتماعًا يوم الجمعة 21 حزيران/ يونيو 2024، عبر برنامج مؤتمرات الفيديو "زووم"، في إطار التحضير للمشاركة في أسموه "المؤتمر الوطني الفلسطيني"، الذي تدعو شخصيات فلسطينية إلى عقده، ويجري العمل عليه في عدد من الدول بعد إطلاق نداء من أجله في آذار/ مارس الماضي، وقعت عليه أكثر من ألف وثلاثمائة شخصية من مختلف أماكن وجود الشعب الفلسطيني.
وبحسب النداء، يهدف المؤتمر إلى مواجهة العدوان "الإسرائيلي" المستمر على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة، بالإضافة إلى معالجة حالة الانقسام السياسي وغياب قيادة فلسطينية موحدة ترقى إلى تحديات المرحلة وتضحيات الشعب الفلسطيني، وتكون قادرة على مواجهة المخططات "الإسرائيلية" لما يسمى "اليوم التالي".
وافتتح اللقاء الكاتب والصحفي الفلسطيني أحمد فراسيني من بلجيكا، قائلاً: "إن هذا النداء الذي وقعنا عليه هو نتيجة جهد تراكمي للعديد من المبادرات والمحاولات التي أطلقها الفلسطينيون خلال السنوات الماضية للوصول إلى مؤتمر وطني فلسطيني يلبي طموحات الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها" وأشار إلى أنه رغم "أن الكثير من هذه المحاولات فشلت أو أُفشلت، فإننا نعلق آمالاً كبيرة على هذه المبادرة نظرًا للظروف الراهنة والضرورة الملحة لها".
إعادة بناء منظمة التحرير هدف أساسي
وفي كلمته، تحدث عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الكاتب والناشط السياسي الفلسطيني معين الطاهر حول أهمية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ذلك يعني إنشاء منظمة ديمقراطية وتمثيلية لجميع الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، تضم نخبًا من مختلف الأطياف الفكرية والأيديولوجية والسياسية، وتستقطب ناشطين ومثقفين ومنظمات جماهيرية تمثل جميع فئات الشعب الفلسطيني. وأكد أن لهذه المنظمة برنامجاً نضالي للتحرر من الاستعمار يرتكز على دحر الاحتلال، وحق العودة، وحق تقرير المصير، ويعتمد على ثوابت الشعب الفلسطيني.
وبحسب الطاهر، فإن "هذه المبادرة هي مبادرة مستدامة، تهدف إلى إنشاء هيئات ولجان ومؤسسات مهمتها الرئيسية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ومتابعة الحراك والنضال ضد الأبارتهايد، وتنفيذ برامج إغاثية في غزة، في قطاعات التعليم والصحة وإعادة البناء والإعمار والتكافل الاجتماعي".
وتحدث الناشط السياسي الفلسطيني سيف أبو كشك من إسبانيا، حول أهمية تفعيل دور الناشطين في المناطق المختلفة لدعم القضية الفلسطينية ومناهضة الاحتلال.
وقال: "إننا ننتظر مبادرة كهذه منذ فترة طويلة، حيث إننا بحاجة إلى رؤية استراتيجية شاملة تلبي طموحات الفلسطينيين بالتحرر".
وأضاف: إن منظمة التحرير الفلسطينية ليست ملكًا لأي جهة، بل هي ملك للشعب الفلسطيني، وإعادة بنائها يأتي من خلال العمل الجماهيري المشترك بهدف تحقيق مشروع التحرر.
وواجهت هذه المبادرة الشهر الماضي، انتقاداً من قبل حركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذين أصدرا بيانين متطابقين، يهاجم الاجتماعات التحضيرية لعقد المؤتمر، فيما ردت اللجنة التحضيرية في بيان لها: بأن البيانين اتهما المبادرين بمحاولة خلق بديل لمنظمة التحرير، في حين أن المبادرة برمتها تدعو إلى عكس ذلك تماماً، أي إلى إحياء مؤسسات المنظمة، ووقف عملية تهميشها المتواصلة، وتحويلها إلى إطار جامع فعلًا للشعب الفلسطيني، بمن فيهم فصائل المقاومة والقوى السياسية والمدنية المختلفة، بحسب بيان لها.
وفي الاجتماع التحضيري لناشطي إسبانيا وبلجيكا، ناقش الحاضرون آليات إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وجمع الجاليات الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى خطط العمل للقائمين على هذه المبادرة لتحقيق تلك الأهداف، وشدد الحاضرون على ألا تقتصر هذه المبادرة على كونها مجرد نداء، بل صوت فلسطيني قوي لمواجهة المخاطر القادمة.
دعوة إلى الاستفادة من الشباب في العمل السياسي
ناقش الحاضرون الكيفية التي يمكن من خلالها دمج الحركات الطلابية والمنظمات الشبابية في أي كيان فلسطيني وطني قادم مثل المؤتمر الوطني الفلسطيني، والدور المتوقع من الشباب في هذا المؤتمر، كما تطرقوا إلى كيفية تمكين الشباب من العمل في ظل المعيقات والحواجز التي تعيق عملهم، وكيف يمكن للمؤتمر الوطني الفلسطيني أن يوفر للشباب فرصة للتغيير وتجاوز هذه العراقيل.
وانبثقت مبادرة "المؤتمر الوطني الفلسطيني" من لجنة تحضيرية صاغت بياناً، يدعو إلى عقد المؤتمر بهدف "تعزيز الوحدة الفلسطينية وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية"، صدر في شباط/ فبراير 2024 بعنوان "نداء من أجل قيادة فلسطينية موحدة".
وقد وقع على هذا البيان أكثر من 1300 شخصية فلسطينية من حوالي 45 دولة حول العالم، تضم شخصيات من مختلف القطاعات مثل الناشطين، والمهنيين، والباحثين، والأكاديميين، والأساتذة، والفنانين، والكتاب، والصحافيين، والشخصيات القانونية، وطلبة الجامعات، وبالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوعة بصفتهم الشخصية.
ويعقد الموقعون على المبادرة من كل دولة اجتماعات أولية لتنسيق المواقف والترتيب للمشاركة في "المؤتمر الوطني الفلسطيني"، حيث عقدت حتى الآن عدة اجتماعات تحضيرية في فلسطين المحتلة، وبريطانيا، ولبنان، وقطر، والكويت، ومن المقرر عقد عدة لقاءات إضافية خلال الأسابيع القادمة في أماكن مختلفة في الدول العربية والغربية. كما تناقش هذه اللقاءات ورقة سياسية أعدتها اللجنة التحضيرية في مايو/ أيار 2024، تحدّد سياق ورؤية المؤتمر وأهدافه، حيث تُعرض خلال هذه اللقاءات وستُعرض أيضًا في المؤتمر الوطني الفلسطيني عند انعقاده قريبًا.