أكدت مسودة تقرير دولي، اليوم الثلاثاء 25 حزيران / يونيو، أن أكثر من مليوني شخص سوف يعانون من أعلى مستويات المجاعة خلال الأشهر القادمة، لافتة أن قطاع غزة بالكامل مازال يعاني من "خطر بالغ" للمجاعة، بعد أن تسبب العدوان "الإسرائيلي" على رفح في موجات نزوح جديدة وعرقلة عمليات الإغاثة في الجنوب.
وفي السابع من آيار / مايو، شن الاحتلال "الإسرائيلي" عملية عسكرية برية على مدينة رفح أدت لنزوح أكثر من مليون شخص إلى مناطق ما عرف أنها "المنطقة الإنسانية الموسعة" في "مواصي" رفح وخانيونس، ومن ثم سيطر الاحتلال على معبر رفح ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الطبية عدا عن شاحنات الأغذية.
وأوردت مسودة التقرير الذي نشرته هيئة دولية تعنى بأزمات الجوع، أن جميع السكان في غزة تقريبا يعانون من أجل الحصول على ما يكفي من الطعام، وأن أكثر من 495 ألف شخص أو أكثر من خمس سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من المتوقع أن يعانوا من أعلى مستويات المجاعة خلال الأشهر القادمة.
ومن المقرر أن يصدر، اليوم الثلاثاء، تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مبادرة تشكلت أول مرة في عام 2004 بالتزامن مع مجاعة في الصومال وتضم حاليا أكثر من 10 وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية وحكومات وهيئات أخرى.
وفي تقرير الهيئة الدولية السابق، في مارس/ آذار، قالت المبادرة إن المجاعة "وشيكة" في شمال غزة الذي عانى من دمار واسع النطاق وطوقته القوات الإسرائيلية وعزلته إلى حد كبير منذ الأيام الأولى للغزو البري. وتضمن ذلك التقرير أن نحو ثلث سكان غزة كانوا يعانون من المرحلة الخامسة من الجوع وهو أعلى مستوى من المجاعة.
وحول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ذكرت المسودة أن المجال الإنساني في قطاع غزة مستمر في التراجع، كما أن القدرة على تقديم المساعدة بأمان للسكان تتضاءل، مشيرة إلى أن الأطفال، وخاصة أولئك الذين يعانون من حالات طبية كامنة، معرضون للخطر بشكل خاص.
ومصطلح "المجاعة" عادة يشير إلى مواجهة السكان سوء التغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء، ومن ثم فإن هناك 3 شروط يجب أن تكون متوفرة للإعلان عن حدوث "المجاعة" وفقاً للتصنيف المرحلي للأمن الغذائي.
وتتمثل هذه الشروط، عندما يعاني 20% من الأسر من نقص شديد في الغذاء، ويعاني 30% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان بالغان على الأقل أو أربعة أطفال من كل 10,000 شخص يوميا.
وأطلقت منظمات أممية وإغاثية تحذيرات متتالية هذا الأسبوع من خطر "مجاعة" وشيكة قد تحل بسكان شمال قطاع غزة وتنتقل إلى جنوبها تباعاً مع استمرار إغلاق المعابر الحيوية وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية، كما تدفع عشرات المنظمات الحقوقية بإعلان "المجاعة" في قطاع غزة.