أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الاحتلال "الإسرائيلي" منع وصول أكثر من نصف المساعدات المرسلة إلى شمال قطاع غزة الشهر الماضي في ظل تفاقم معاناة النازحين وافتقارهم للمواد الإغاثية والإمدادات الحيوية لبقائهم على قيد الحياة في إطار الحرب التي يشنها الاحتلال منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي.
وخلال مؤتمر صحفي أكد المتحدث الأممي دوجاريك توزيع المساعدات الإنسانية عبر بوابة كرم أبو سالم الحدودية يكاد يكون مستحيلاً بسبب المشاكل الأمنية ونقص الوقود، مشيراً إلى منع الاحتلال 115 مهمة إنسانية خلال حزيران / يونيو الماضي.
لافتاً إلى أن الذخائر غير المنفجرة في غزة تشكل خطرا كبيرا، وخاصة على الأطفال، مشيرا إلى مقتل طفلة في الـ9 من عمرها في خان يونس السبت الماضي بسبب هذه الذخائر.
ومن جانبها قالت ايناس حمدان القائم بأعمال مدير الإعلام في أونروا في حديث صحفي": إن ادخال كميات ضئيلة جدا من المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم التجاري يؤثر بشكل كبير على الاستجابة الإنسانية للعمليات التي تقوم بها الاونروا والمنظمات الدولية".
وأضافت أن قطاع غزة محاصر من قبل الحرب لذا فهناك اعتماد كبير على ما يدخل من الخارج من الامدادات الاغاثية سواء غذاء او دواء او مياه او وقود، ومنذ 3 اسابيع لم يدخل القطاع سوى 450 شاحنة ما يؤثر على تقديم الخدمات المنقذة لحياة سكان غزة.
وبينت أن المراكز الطبية تحتاج لإمدادات منظمة من الادوية والمستلزمات الطبية واللقاحات والوقود، ومنذ البدء بعملية رفح في آيار / مايو الماضي، بات المعبر مغلق و"أونروا" لا تستطيع استلام الامدادات الا عن طريق معبر كرم أبو سالم.
علاوة على ذلك، قد أثر تضاءل كميات المساعدات الإنسانية على القدرة على مواجهة الازمات فهناك كوارث كبيرة بيئة وصحية وحالة الجوع بدأت العودة وبالتالي تم اغلاق شريان الحياة الذي يمد المدنيين بالمساعدات.
وفي سياق متصل، أكدت الأمم المتحدة في تصريحات منفصلة أن استمرار العمليات "الإسرائيلية" شمال غزة أجبر ما يقدر بنحو 84,000 شخص على الفرار من شرق مدينة غزة في غضون أيام، وتسبب أيضا في قطع الوصول إلى مركز رئيسي لتوزيع المساعدات.
وو صفت لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة "أونروا"، الدمار في المناطق المتضررة - التي تمتد على حوالي سبعة كيلومترات مربعة - بأنه "مروع"، مشيرة إلى أن معظم الناس فقدوا منازلهم - إما كليا أو جزئيا - واضطروا إلى الفرار وليس بحوزتهم سوى القليل من الأمتعة التي يمكنهم حملها. وأشارت إلى أن العديد من الناس فقدوا أفرادا من عائلاتهم.
ويأتي النزوح الجماعي من منطقة الشجاعية في مدينة غزة بعد أيام من العملية العسكرية "الإسرائيلية" والقصف المكثف الذي نسف منازل عائلات بأكملها، إضافة إلى أوامر الإخلاء القسري التي أصدرها الاحتلال لسكان تلك المنطقة، في إطار الهجمات التي يشنها على شمال قطاع غزة ضمن حرب الإبادة الجماعية.