أكد خبراء أمميون مستقلون أن الوفيات الأخيرة لأطفال فلسطينيين بسبب الجوع وسوء التغذية "لا تدع مجالا للشك في أن المجاعة قد انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة بأكمله" وذلك في بيان صادر عن مجموعة من الخبراء المقررين في الأمم المتحدة في قضايا حقوقية مختلفة، الثلاثاء 9 تموز/ يوليو.
وأشار الخبراء في بيانهم، إلى وفاة الرضيع فايز عطايا، والطفل عبد القادر السرحي البالغ من العمر 13 عاما، والطفل أحمد أبو ريدة البالغ من العمر 9 أعوام، الذين لقوا حتفهم في الفترة ما بين 30 مايو و3 تموز/ يونيو بسبب سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية.
وأضاف الخبراء: "مع وفاة هؤلاء الأطفال جوعاً رغم العلاج الطبي في وسط غزة، لا شك أن المجاعة امتدت من شمال غزة إلى وسط وجنوب القطاع".
وأكد مايكل فخري، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، أن وفاة طفل بسبب سوء التغذية والجفاف تشير إلى تعرض الهياكل الصحية والاجتماعية للهجوم وإضعافها بشكل خطير.
وأشار الخبراء، بمن فيهم بالاكريشنان راجاجوبال، المقرر الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، وتلالينغ موفوكينغ، المقررة الخاصة المعنية بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية، وفرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، إلى أن حملة التجويع المتعمدة والموجهة التي تقوم بها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني تُعد شكلاً من أشكال عنف الإبادة الجماعية وأدت إلى حدوث مجاعة في جميع أنحاء غزة.
وأضاف الخبراء: "إننا ندعو المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البر بأي وسيلة، وإنهاء الحصار الإسرائيلي، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وأكد الخبراء المستقلون من جديد أن المجاعة ضربت شمال غزة منذ أن توفي طفل يبلغ من العمر شهرين وطفل يبلغ من العمر 10 سنوات بسبب الجوع في 24 فبراير و4 مارس على التوالي. وشددوا على أنه كان ينبغي على العالم أجمع أن يتدخل آنذاك لوقف "حملة التجويع الإبادية التي تقوم بها إسرائيل ومنع هذه الوفيات".
وأشار البيان، ومن بين الموقعين عليه بيدرو أروجو أغودو، المقرر الخاص المعني بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، إلى أن 34 فلسطينيا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية منذ 7 أكتوبر، معظمهم من الأطفال، مضيفاً أن "التقاعس عن العمل هو تواطؤ".
كما شاركت باولا جافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخلياً، وجورج كاتروغالوس، الخبير المستقل المعني بتعزيز النظام الدولي الديمقراطي والعادل في صياغة البيان.
وأكدت باربرا ج. رينولدز وهي في منصب رئيسة مجموعة الخبراء، وبينا دكوستا، ودومينيك داي، وكاثرين ناماكولا، من فريق الخبراء العامل المعني بالسكان المنحدرين من أصل أفريقي، على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل.
يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، الذين يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف، يدرسون أوضاع حقوق الإنسان ويقدمون تقارير عنها إلى المجلس، وتعتبر مناصيهم شرفية ولا يعدّون موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجراً عن عملهم.
يذكر، أنّ الأمم المتحدة، لم تعلن قطاع غزّة منطقة مجاعة حتّى اللحظة، رغم صدور عدّة تحذيرات محليّة وحقوقية ومن منظمات غير حكومية دولية، وشواهد تؤكد حالات العوز الصحي الشديد، فيما يعتبر هذا البيان الأوّل من نوعه الصادر عن خبراء معتمدون من قبل المنظمة الأممية، يشير إلى وقوع المجاعة بالفعل.
ويوم الاثنين الفائت، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنّ أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع، عزا ذلك إلى إمكانية الوصول غير الموثوقة والمخزونات المحدودة، والتي لا تتيح للعائلات الحصول في كثير من الأحيان على الحصص الغذائية الكاملة والتكرار الذي يحتاجون إليه.
يأتي ذلك في ظل استمرار إغلاق الاحتلال معبري رفح وكرم أبي سالم ومنع دخول شاحنات الأغذية والمساعدات الإنسانية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.