كرر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر تعهدات المانحين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الذي عقد أمس السبت في نيويورك، أنّ الوكالة هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة، مشدداً على أنه لا بديل عنها.

وأكد غوتيريش في كلمته أمام مؤتمر إعلان التعهدات، أن عمل الوكالة يشكل أحد أعظم العوامل التي توفر بصيص أمل وقدرا من الاستقرار في منطقة مضطربة.

وأشار غوتيريش إلى أن "بدون توافر الدعم والتمويل اللازمين لـ "أونروا"، سيفقد اللاجئون الفلسطينيون شريان الحياة الحرج وآخر بصيص أمل في مستقبل أفضل".

 وأوضح أن هذا العام يختلف عن غيره حيث يواجه الفلسطينيون فجوات صارخة في جميع المجالات، مؤكدًا أن فلسطينيي غزة يكتوون بنار تعطُّل القانون والنظام تمامًا، وأن المدنيين يُدفعون في أتون دوامات جهنمية أكثر عمقًا من أي وقت مضى.

وشدد الأمين العام، على أنّه لا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ودعا إلى "وقف فوري للنزاع"، مشدداً على ضرورة إعلان وقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

وقال غوتيريش إن الزملاء العاملين في "أونروا" لم يسلموا من هذا الرعب، حيث قُتل 195 موظفًا من موظفي في الوكالة، وهو أعلى عدد من الموظفين القتلى في تاريخ الأمم المتحدة. وناشد الجميع بحماية الأونروا وموظفيها وولايتها بما في ذلك من خلال التمويل.

تحذيرات جديّة من انهيار الوكالة

وفي كلمته، أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، أن "أونروا" تقف حالياً على شفا الانهيار المالي، بالنظر إلى الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة وموظفوها. وذكر أن الوكالة توفر الحماية لـ 5.9 مليون لاجئ مسجل، بما في ذلك الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة.

وأشار فرانسيس إلى أن الأزمة التي تواجه "أونروا" تفاقمت بسبب الهجمات المستمرة على سمعتها ونزاهتها، ودعا إلى دعم الوكالة أكثر من أي وقت مضى، مؤكداً أن الأمر لا يتعلق بالتمويل فحسب، بل ببقاء اللاجئين الفلسطينيين وخاصة الأطفال.

وحذر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، من أن هناك جهوداً جارية ترمي إلى تفكيك الوكالة وتغيير المعايير السياسية الراسخة للسلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأكد أن "أونروا" مستهدفة؛ بسبب دورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وأن الفشل في الرد على هذه الهجمات سيترك كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى عُرضة لهجمات مماثلة.

وأوضح لازاريني أن أكثر من عقد من نقص التمويل المزمن وتدابير التقشف الشديدة أدت إلى تآكل جودة خدمات "أونروا"، مشيراً إلى أن الوكالة تفتقر إلى الموارد اللازمة لتنفيذ تفويضها، ودعا إلى حماية الوكالة وتوسيع وتعزيز تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين.

وأكد المراقب الدائم لـ "دولة" فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أن محنة اللاجئين الفلسطينيين مستمرة منذ 75 عاماً، داعياً إلى الحفاظ على القواعد التي تحميها ومحاسبة من ينتهكونها. وأشاد بصمود اللاجئين الفلسطينيين رغم كل المصاعب والمآسي، داعيًا إلى ضمان حصولهم على المساعدة الإنسانية اللازمة.

وفي ختام مؤتمر إعلان التعهدات للوكالة، أعرب لازاريني عن ثقته بأن "أونروا" ستكون لديها موارد كافية للعمل حتى نهاية أيلول/سبتمبر، مؤكداً تركيزه خلال الأشهر المقبلة على سد الفجوة المالية للوكالة بين سبتمبر ونهاية ديسمبر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد