أكدت الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين، اليوم السبت 13 تموز / يوليو، أن مؤتمر التعهدات المالية لوكالة "أونروا" الذي انعقد أمس الجمعة في نيويورك، أعاد تكرار الدعم السياسي والمعنوي، و لم يرقَ إلى المستوى المطلوب من الدعم المالي الذي تحتاجه الوكالة في ظل استمرار أزمتها المالية، ما سيعرضها للمزيد من الأخطار التي تهدد استمرار عملها والخدمات التي تقدمها لستة ملايين لاجئ فلسطيني.
ولفتت الهيئة إلى أن "أونروا" تخضع لموازين القوى في الأمم المتحدة، وبالتالي فإن التمويل التطوعي "سيف مسلط على رقبة الوكالة وعنصر ابتزاز لتطبيق أجندات سياسية تفرضها الحكومات"، مشيرة إلى أن هذا يحتم أكثر من أي وقت مضى تبني استراتيجية وطنية فلسطينية لحماية الوكالة ومواجهة استهدافها وإنقاذها من الغرق.
وأعلنت 118 دولة عن دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، خلال اختتام مؤتمر التعهدات الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وخرج ببيان معنوي وسياسي يخلو من التزامات مالية كانت تحتاجها وكالة "أونروا".
اقرأ/ي أيضاً: في مؤتمر التعهدات: تأكيدات على أهمية "أونروا" وتحذيرات جدية من انهيارها
وفي سياق متصل، وصف المتحدث السابق باسم وكالة "أونروا" سامي شعشع بيان مؤتمر التعهدات بـ "بيان إنشائي" لم يحدد كيف ستساعد هذه الدول الوكالة مالياً، متوقعاً أن المبالغ الإضافية التي ستحصل عليها الوكالة لما تبقى من هذا العام لن تتخطى حاجز 30% من احتياجاتها المالية.
وأضاف في تصريح له وصل بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن البيان الصادر عن 118 دولة خلال مؤتمر التعهدات افتقر إلى خطة واضحة لدعم "أونروا" ولخطة فعالة لحمايتها وإبقائها في القدس وتمكين دورها في مناطق عملياتها الخمس و خاصة في قطاع غزة لاسيما وأنها في مرحلة البناء.
وأوصى البيان الختامي لمؤتمر التعهدات بالتوقف عن استهداف الوكالة من قبل "إسرائيل" في غزة والتعاطف مع عائلات الموظفين الذين استشهدوا في غزة، داعياً إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف الحرب ودعم التوصيات التي خرجت بها وزيرة خارجية فرنسا السابقة.
وبدا الدعم السياسي والمعنوي مسيطراً بشكل واضح على المؤتمر، حيث أظهر أبرز السفراء المشاركين دعماً عاطفياً ومعنوياً لدور "أونروا" كونها شريان الحياة بالنسبة للفلسطينيين وهو ما ظهر في خطاب وزيرة خارجية سلوفينيا السيدة "تانيا فايون" بدأت حديثها بالتأكيد على الأهمية البالغة لوكالة "أونروا" التي قالت: إنها تنقذ حياة المواطنين الفلسطينيين يومياً.
وقالت الوزيرة "تانيا فايون": إنه من خلال هذه الالتزامات المشتركة، "فإننا نرسل إشارة قوية من الدعم السياسي لأونروا"، مشيرة إلى أن هذه الالتزامات أكدت على الدور المهم للوكالة وفقاً لتفويضها الصادر من الجمعية العامة بتقديم المساعدات المنقذة للحياة لأجيال من اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد السفير الأردني محمود حمود الأهمية البالغة لدعم وكالة "أونروا" خلال هذا الوقت العصيب، كونه "لا يوجد وكالة أو هيئة أخرى مرتبطة بالأمم المتحدة أو الوكالات الإنسانية قادرة على أداء المهام التي تؤديها "أونروا" خاصة فيما يتعلق بالتعليم والصحة وتوفير المعيشة في مناطق العمليات بما فيها الأرض الفلسطينية المحتلة".
ومن جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمع المشارك في المؤتمر لحماية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بوصفها لا بديل عنها وشريان الحياة الحاسم وبصيص الأمل للاجئين الفلسطينيين.
وقال غوتيريش: "الوقت قد حان لوضع نهاية لهذه الحرب الرهيبة، بدءاً بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
ولا زالت تحتاج وكالة "أونروا" إلى 880 مليون دولار للميزانية البرامجية ولم تحصل سوى على 56% منها، بينما فيما يتعلق بميزانية برنامج الطوارئ الخاص بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس والتي بلغت 1,21 مليار دولار، لم تحصل إلا على 16% منها فقط.
كما أن ميزانية برنامج الطوارئ لدول: سوريا والأردن ولبنان قد بلغت 415,4 مليون دولار لم تحصل سوى على 15% منها.
ومن جانبه، أعرب المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني عن تقديره للدعم والتضامن القويين ليس فقط مع الوكالة ولكن أيضا مع موظفيها، مشيرا إلى أن مبادرة الالتزام المشترك ضمت أيضا جميع أعضاء مجلس الأمن.
وأكد على أهمية أن تعيد الدول الأعضاء تأكيد دعمها وثقتها للوكالة الأممية "في ظل الهجوم الشرس ذي الدوافع السياسية الذي تتعرض له"، كما وصفه بتقدير لموظفي الوكالة الذين يعلمون في ظل ظروف صعبة وغير مسبوقة.
كما عد المفوض الأممي هذا الالتزام شهادة على أنه ما من بديل آخر سوى الحل السياسي للسماح للوكالة بتنفيذ أنشطتها التي يعتمد عليها ملايين الأشخاص.