اقتحمت آليات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ فجر اليوم الاثنين 15 تموز/ يوليو، بلدات ومخيمات الضفة الغربية برفقة تعزيزات عسكرية، وشنت حملة اعتقالات وتفتيش للمنازل وإخضاع سكانها للتحقيقات الميدانية، بينما نفذت عمليات هدم لمنازل ومنشآت الفلسطينيين.
وتركزت حملة الاعتقالات والمداهمات في عدة محافظات فلسطينية في قلب الضفة الغربية ومنها: نابلس والخليل ورام الله وطولكرم وجنين وبيت لحم، بينما واصلت عناصر الجيش "الإسرائيلي" ممارسة اعتداءاتها على الفلسطينيين بالضرب المبرح والتنكيل بمنازلهم والعبث في محتوياتها.
وفي مدينة نابلس، أفادت مصادر محلية فلسطينية باقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة جماعين جنوب نابلس، وشنت حملات دهم وتفتيش لعدد كبير من المنازل، بالإضافة إلى معرض للمركبات، وعاثت فيها خرابا.
واعتقلت قوات الاحتلال من بلدة جماعين 4 فلسطينيين وهم: ضياء موسى عبد الله، والشقيقين إسماعيل وياسين حسين مدينة، وداود جهاد شحادة، كما أجرت تحقيقات ميدانية مع عدد من الشبان وأفرجت عنهم بعد ساعات.
وفي مدينة جنين، قالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الاحتلال اعتقل اثنين من الفلسطينيين، وقال رئيس مجلس قروي أم دار، هلال قبها، إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية.
واعتقلت كلا من: عماد عبد الجبار زيدان (60 عاما)، وأكرم سبع فؤاد زيدان (30 عاما)، أثناء تواجدهما بجوار منزليهما بالقرب من جدار الفصل والتوسع العنصري المقام على أراضي القرية، ووفق مصادر أمنية ومحلية أكدت لـ"وفا" بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمد عبد الكريم عطاطرة بعد مداهمة منزل ذويه والعبث بمحتوياته.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية، وداهمت منزل الأسير عز جوابرة وفتشته ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في البلدة، وشرعت جرافة عسكرية بعملية تدمير للحاويات وبسطات الخضار.
وفي قرية "مثلث الشهداء" أقدمت قوات الاحتلال على حرق مركبة بعد تفجيرها، كما دمرت جرافة للاحتلال بسطات وحاويات على دوار بلدة عرابة.
وأبلغت سلطات الاحتلال أنها ستغلق حاجز "طورة" العسكري أمام الفلسطينيين الذين يسكنون في قرى أم الريحان، وظهر المالح، وخربة الرعدية، المحاذية لقرية طورة ابتداء من صباح يوم غد الثلاثاء، وفقاً لإفادات رئيس مجلس قروي أم الريحان مجدي زيد لـ"وفا".
وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال عند مدخل جنين الجنوبي قرب دوار عصفور، وفي محيط دوار حداد وحي السويطات، كما اقتحمت جبع وقريتي جلبون وصانور، دون أن يبلغ عن أي اعتقالات.
ومن مدينة طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال شابا فلسطينياً أثناء مروره بالقرب من جسر جبارة جنوب المدينة، وكانت قوات الاحتلال قد نصبت حاجزا "طيارا" أسفل جسر جبارة، وأوقفت المركبات، وفتشتها ودققت في هويات ركابها.
وفي غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة دوار خضوري في الحي الغربي من مدينة طولكرم، وأجرت عملية تفتيش دون أن يبلغ عن اعتقالات، وفي مدينة رام الله اعتقل الاحتلال شقيقين خلال اقتحام بلدة ترمسعيا.
وفي مدينة الخليل، اعتقل الاحتلال 4 فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم في بلدة يطا وهم: يوسف خليل زين، ونجله فايز، والشقيقين أنس وإبراهيم بهاء زين.
وبحسب منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور دهم الاحتلال منزل أمين سر حركة "فتح" في يطا نبيل أبو قبيطة، واعتدى على شقيقة إياد ونجله صدام بالضرب المبرح، وفتشت منزله وحطمت محتوياته.
هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين
وفي مدينة القدس، أفادت مصادر محلية بأن جرافات الاحتلال هدمت أربع منشآت في بلدة حزما، وأكد نائب رئيس بلدية حزما، أحد أصحاب المنشآت المتضررة سائد عودة الخطيب أن قوات الاحتلال هدمت أربع منشآت تقع على شارع حزما (محطة وقود، وورشة إطارات، وبقالة، ومغسلة مركبات).
وإثر عمليات الهدم، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز السام، والصوت، والرصاص الحي تجاه المواطنين ومنازلهم، ولم يبلغ عن إصابات، فيما اعتقل الاحتلال اثنين من الأشقاء وهما: محمود وعلي سليمان، بعد مداهمة منزلهما، والعبث بمحتوياته.
وفي مدينة بيت لحم، أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت ظهر اليوم قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، وهدمت 3 منازل تعود للمواطن أحمد أبو التين وشقيقتيه رائدة وتغريد.
وكانت قوات الاحتلال قد هدمت صباح اليوم، في المنطقة ذاتها، منزًلا يعود للمواطن فادي أبو رزق.
ومنذ بدء العدوان "الإسرائيلي" الوحشي على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبالتوازي مع الدمار غير المسبوق الذي لحق بالمنازل والمباني والمنشآت في القطاع، تصاعدت عمليات هدم منازل المواطنين، خاصة في المنطقة المسماة (ج)، التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة.
وتظهر معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن سلطات الاحتلال هدمت 318 منشأة في الضفة خلال النصف الأول من عام 2024، مقارنة مع هدم 313 منشأة خلال عام 2023 بأكمله، في مؤشر على تصاعد عمليات الهدم بصورة غير مسبوقة.