أكد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، أن العديد من نقاط توزيع الغذاء في قطاع غزة أغلقت ولم يتبق سوى عدد قليل من المخابز تعمل، في وقت أسفرت فيه أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش "الإسرائيلي" عن أكبر عمليات نزوح منذ تشرين الأول/أكتوبر في جميع أنحاء القطاع.
وأوضح "الأغذية العالمي" أن هناك حاجة ماسة إلى زيادة عمليات تسليم الغذاء والقدرة على توصيل الوجبات الساخنة، مشيراً إلى أنه في شهر تموز/يوليو، قدم مساعدات غذائية لأكثر من 600 ألف شخص في غزة، وطروداً غذائية ودقيق القمح لأكثر من 500 ألف شخص.
🆘 #غزة: أوامر الإخلاء الأخيرة أدت إلى أكبر موجة نزوح منذ أكتوبر.
— برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (@WFP_Arabic) July 18, 2024
العديد من نقاط التوزيع اضطرت إلى الإغلاق. ولم يبق سوى عدد قليل من المخابز تعمل.
نحن بحاجة ماسة إلى زيادة وصول المواد الغذائية وزيادة القدرة على تقديم الوجبات الساخنة بفعالية أكبر. pic.twitter.com/T0oBIrfaWm
وأوضح البرنامج أنه اعتبارا من 14 تموز/يوليو، ظل 11 من أصل 18 مخبزاً يدعمهم البرنامج يعمل في قطاع غزة ويوفر الدعم لعدة آلاف الأسر كل يوم، سبعة في دير البلح، واثنان في مدينة غزة، واثنان في شمالي قطاع غزة.
أكثر من 20% من سكان غزة يقضون أيامهم دون طعام
وأضاف بأنه لا يزال بحاجة إلى توصيل المزيد من الوقود إلى المخابز والخدمات الأخرى، حتى يتمكن من تقديم الدعم الطارئ للأسر النازحة، قائلاً: "إن السلع الأساسية متوفرة في الأسواق جنوبي ووسط قطاع غزة، لكنها باهظة الثمن بالنسبة للعديد من الناس، فضلا عن أن نقص السلع التجارية يعني بيع الطعام بأسعار فلكية".
من جانبه، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه تم تخفيض الحصص الغذائية في مدينة غزة لضمان تغطية أوسع للأشخاص الذين نزحوا حديثاً، وأضاف في آخر تحديث له أن الجيش "الإسرائيلي" أوقف يوم الأربعاء جميع مهمات المساعدات من الذهاب شمال وادي غزة.
وذكرت المنظمة الأممية أن العاملين في المجال الإنساني لم يتمكنوا من الوصول إلى مئات الآلاف من الأشخاص المحتاجين، وأصبح من المستحيل عليهم جمع الإمدادات من نقطة الدخول الشمالية في بيت حانون.
وتشير منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" في تقرير حديث، إلى أن نصف سكان القطاع لا يملكون طعاما، وأكثر من 20% منهم يقضون أيامهم بالكامل دون أي وجبات علاوة على ذلك، قد دفع الجوع نصف أسر قطاع غزة إلى استبدال ملابسهم مقابل الطعام، ولجأ ثلثا عدد الأسر إلى جمع القمامة لبيعها.
95 % من سكان قطاع غزة يعانون درجات متنوعة من المجاعة
وأكد مدير عام مساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا عبد الحكيم الواعر في لقاء مع قناة "الجزيرة" أن نحو 33% من السكان في قطاع غزة سيواجهون ظروفا غذائية طارئة بينما سيعاني نحو 22% منهم "مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي".
مع الإشارة إلى أن كل سكان قطاع غزة متضررين من الوضع الحالي، لكن الأطفال خاصة الرضع، والنساء خاصة الحوامل، والمسنين، يُعَدون أكثر ھشاشة مقارنة بالباقين فيما يتعلق بمواجهة خطر الجوع .
وكان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد أكد وصول قطاع غزة لدرجات متقدمة من المجاعة تصل إلى درجة "الكارثية" والذي نشر في 25 حزيران/ يونيو الماضي.
وهو ما يمثل المرحلة الخامسة من التصنيف والتي خلالها لا تستطيع الأسر تلبية احتياجاتها الأساسية نتيجة نقص الغذاء الشديد، ما يعني حدوث مجاعة دون وجود أي قدرة على التكيف مع الواقع، وهي مرحلة تستدعي اتخاذ إجراءات فورية واسعة النطاق من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وجاء في التقرير أن نحو 96% من أبناء القطاع، أي نحو 2.15 مليون شخص، سيواجهون أزمة غذائية كبرى بحلول أيلول/ سبتمبر القادم، وفي الوقت الحالي، أورد التقرير أن نحو 95% من السكان يعانون درجات متنوعة من المجاعة.
ويمثل هذا التصنيف -طبقاً لبرنامج الأغذية العالمي- مقياساً لتقييم الأمن الغذائي في منطقة ما من العالم، ويقدم توصيات لحل أزمة الغذاء، ويشرف على إعداد هذا التصنيف لجنة دولية تتكون حاليا من 15 منظمة.
توقف النشاط الزراعي في غزة بشكل شبه تام
وفي شباط/ فبراير من العام الحالي، توقع التصنيف حدوث مجاعة في منطقة شمال القطاع بحلول نهاية أيار/ مليو نتيجة استمرار الاعتداءات وانخفاض معدل وصول المساعدات الإنسانية إليه.
وأدت العمليات العسكرية "الإسرائيلية" أيضاً إلى تدمير الزراعة في قطاع غزة حيث توقف النشاط الزراعي توقفاً شبه كامل لتضرر البنية التحتية والأخطار التي تحدق بالمزارعين.
ويوضح الواعر أن توقف قطاع الزراعة عن العمل أدى إلى خسائر في دخل الأسر المعتمدة على هذا النشاط بنسبة 72%، وإلى أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة في ديسمبر/كانون الأول بيَّنت انخفاضاً كبيراً في كثافة المحاصيل الزراعية داخل القطاع.
لاسيما أن النشاط الزراعي في غزة كان يشكل نحو 20% إلى 30% من الاستهلاك الغذائي اليومي، واكتفت غزة ذاتيا ًإلى حد كبير بالنسبة للخضراوات والبيض والحليب الطازج، إضافة إلى الأسماك، بحسب الواعر
وأضاف: "بدءا من 20 أيار/ مايو، تضررت أكثر من نصف الأراضي الواقعة في القطاع، إلى جانب تضرر نحو 33% من الصوبات الزراعية، ونحو 46% من الآبار، أضف إلى ذلك معاناة ميناء غزة من أضرار جسيمة، وتدمير معظم قوارب الصيد".