أكدت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة، أن أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني "نزحوا قسرا" إلى مناطق متعددة داخل القطاع، بينما نزح العدد الأكبر منهم من شمال القطاع إلى جنوبه منذ بداية حرب الإبادة "الإسرائيلية" في السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي.
وأكد الدفاع المدني في بيان، أن سكان قطاع غزة يواجهون النزوح القسري من بيوتهم إلى مناطق لا تتوفر فيها أدنى مقومات الإيواء مشيراً لتقرير أممي أفاد بنزوح العائلات الفلسطينية في غزة مرة واحدة على الأقل من بيوتها خلال الحرب وبعضها نزح 9 مرات وهو ما يخالف اتفاقية جنيف وبروتوكولاتها والقانون الدولي الإنساني.
وقالت مديرية الدفاع المدني في بيانها: "إن اتفاقية جنيف تُحرِّم تشتت العائلات وتهجيرهم قسرا، وتطالب الدول أثناء الحروب بأخذ جميع التدابير المناسبة لتفادي تشتت شمل العائلات، وتحثها باتخاذ إجراءات لإعادة الاتصالات العائلية من خلال إتاحة المعلومات وتيسير أنشطة البحث عن المفقودين".
وأوضحت أن أماكن النزوح التي باتت مأوى لمئات آلاف النازحين المدنيين لم تعد آمنة، حيث استشهد آلاف المدنيين النازحين، معظمهم من النساء والأطفال، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدفها بشكل مباشرة".
ووفقاً لبيان الدفاع المدني، فإن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" كثفت من استهدافها لمراكز الإيواء خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، دون أن تكترث لما تنص عليه اتفاقية جنيف الرابعة.
وكان آخرها استهداف مدرسة "خديجة" التي تؤوي مئات النازحين بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 31 نازحا فلسطينياً، بينهم 15 طفلا و8 نساء.
من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم: إن النازحين يعانون من نقص حاد في مواد النظافة الشخصية ومواد التنظيف، مثل الصابون والشامبو والمطهرات، مما يؤدي إلى زيادة الالتهابات الجلدية والتلوث البكتيري.
وأضافت في منشور عبر حسابها في منصة (X)، إن طواقمها تبذل جهودًا كبيرة للسيطرة على انتشار هذه الالتهابات ومنع تفاقم الحالات المماثلة من خلال مراكزها الصحية، على الرغم من الموارد المحدودة ونقص العلاجات في مستودعاتها.
وعلى إثر ذلك بدأ النازحون وأطفالهم يعانون من انتشار للأمراض الجلدية الغربية في مخيمات اللجوء ومراكز النزوح نتيجة لعدم وجود النظافة، وشح المياه، وانتشار مياه الصرف الصحي والنفايات، مما فاقم الوضع الصحي بسبب الحرب.
في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية جراء استمرار سلطات الاحتلال في إغلاق المعابر الحيوية وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وسط تدهور الأوضاع الصحية وحرب وسوء التغذية الذي يفتك بالأطفال.
يأتي ذلك بالتزامن مع إصدار جيش الاحتلال اليوم أوامر إخلاء لسكان مخيم البريج وسط القطاع، حيث شهد نزوح مئات العائلات، وما سبقه يوم أمس من إصدار أوامر إخلاء للأحياء الجنوبية بمدينة خان يونس، تجاه منطقة "المواصي"، التي تكتظ بالنازحين.