أفاد نادي الأسير الفلسطيني اليوم الاثنين 29 تموز/ يوليو، بأن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل سياسة اعتقال الطلبة الفلسطينيين، حيث يحتجز حالياً 55 طالباً من طلاب الثانوية العامة، بالتزامن مع إعلان نتائج الثانوية العامة.
وأكد نادي الأسير أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتبع سياسة ممنهجة تهدف إلى حرمان الطلبة الفلسطينيين من حقهم في التعليم، مشيراً إلى أن أعداد حالات الاعتقال بين صفوف الطلبة منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة تُقدر بالمئات، وذلك بالإضافة إلى عمليات الاحتجاز والاستدعاء المستمرة.
وأشار النادي إلى أن إحصاءات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية تُظهر أن 55 طالباً من الثانوية العامة ما زالوا قيد الاعتقال، وعدداً منهم يواجهون الاعتقال الإداري تحت ذريعة وجود "ملف سري".
واستعرض النادي، مجموعة من الحالات لطلبة الثانوية العامة المعتقلين في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، مشيراً إلى استمرار عمليات الاعتقال والحرمان من التعليم بحق هؤلاء الطلبة.
ففي نابلس، يُعاني الطالب محمد عنان فوزي بشكار من استمرار اعتقاله منذ الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهو نجل المعتقل الإداري عنان بشكار، وشقيق المعتقلين الإداريين إسلام وعاصم بشكار.
وفي قلقيلية، اعتُقل الطالب علي سامر سمارة في السابع والعشرين من ديسمبر 2023، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة سبعة أشهر، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 2000 شيقل. سمارة، الذي كان من الطلبة المتفوقين، وحُرم من تقديم امتحانات الثانوية العامة، وتعرض لمشاكل جلدية أثناء احتجازه في سجن مجدو.
ومن الخليل، اعتُقل الطالب آدم بهجت أبو زينة في السادس عشر من نيسان/أبريل 2024، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر بناءً على "ملف سري"، وما يزال محتجزاً في سجن " مجدو".
كما اعتقل الاحتلال، الطالب محمد كاظم أبو عجمية من بيت لحم في أيلول/ سبتمبر 2023، وتم تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، وجُدِّد اعتقاله الإداري للمرة الثانية بالمدة نفسها، وهو الآن محتجز في سجن عوفر.
كما اعتُقل الطالب إبراهيم شادي دعامسة من بيت لحم في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وحُوِّل إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، ومُدِّد اعتقاله للمرة الثانية بالمدة نفسها، ومحتجز الآن في سجن عوفر.
وفي جنين، اعتُقل الطالب يامن محمد أبو بكر في يناير 2024، وتم تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، مع تمديد آخر لنفس المدة، فيما يعاني أبو بكر، يعاني مشاكل جلدية، وهو محتجز في سجن "مجدو".
كما أشار نادي الأسير الفلسطيني إلى حالة الطالب راسم غنيمات من بلدة كفر مالك في رام الله، الذي اعتُقل في الثامن عشر من يونيو 2024، وتعرض لتحقيق استمر لمدة شهر، وتم تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة ثلاثة أشهر.
وأوضح النادي، أن استهداف الاحتلال للطلبة الفلسطينيين وللعملية التعليمية ليس جديداً، بل هو سياسة مستمرة منذ عقود تهدف إلى تقويض دور الحركة الطلابية، التي تُعد أحد أعمدة الحركة النضالية الفلسطينية.
ورغم ذلك، نجح الطلبة الفلسطينيون في تحويل السجون إلى مراكز تعليمية، حيث أبدعوا في إنتاج كتب أدبية ومعرفية، أبرزها ما قدمه الشهيد والمفكر وليد دقة الذي استشهد في السابع من أبريل 2024 بعد 38 عاماً من الاعتقال، بحسب نادي الأسير.
وأضاف نادي الأسير أن الأسرى الفلسطينيين ناضلوا على مدى سنوات للحصول على حقهم في التعليم داخل السجون، حيث تمكنوا من تأسيس مكتبات تحتوي على آلاف الكتب، إلا أن الاحتلال، كجزء من إجراءات الانتقام منذ بدء حرب الإبادة، يحرم الأسرى من الحصول على القلم والورقة، بالإضافة إلى تعرضهم لجرائم التعذيب والتنكيل والتجويع.
كما شمل التصعيد الأخير اعتقال العديد من الطالبات الجامعيات وتحويلهن إلى الاعتقال الإداري. وفي هذا السياق، حُرم العديد من أبناء الأسرى من مشاركة أهاليهم لحظات نجاحهم في الثانوية العامة، مثل التوأم رضا ورحيل، أبناء الأسيرة سهام أبو عياش المعتقلة منذ ديسمبر 2023 في سجن الدامون، والتي كانت تدعم أبناءها من خلال المحامين رغم غيابها القسري.
وكان وزير التربية والتعليم العالي في حكومة السلطة الفلسطينية، الدكتور أمجد برهم، قد نتائج امتحان الثانوية العامة لعام 2024 في الضفة الغربية وقطاع غزّة، وبيّن أن حرب الإبادة على غزّة، حالت دون تمكن 39 ألف طالب ثانوية عامة من ممارسة حقهم في التعليم، بعدما منعتهم الحرب من التقدم للامتحانات.
واستهلّ بيانه بالحديث عن العقبات الكبيرة التي واجهها الطلبة في قطاع غزة جراء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع، والضحايا في صفوف الطلبة والكادر التعليمي.
اقرأ/ي الخبر: 39 ألف طالب من قطاع غزة حرمتهم الحرب من امتحان الثانوية العامة