استشهدت الأسيرة المحررة وفاء نايف زهدي جرار (50 عاما)، في مستشفى ابن سينا في جنين، صباح اليوم الاثنين 5 آب/ أغسطس، بسبب جروحها البالغة التي أصيبت بها أثناء اعتقالها من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من منزلها قبل نحو شهرين.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت جرار من منزلها في 21 أيار الماضي خلال عدوانها على جنين ومخيمها، وأعلن الاحتلال عن إصابتها خلال الاعتقال، حيث تعرضت إلى بتر أجزاء كبيرة من ساقيها لأعلى الركبتين، وإصابات أخرى في جسدها منها العمود الفقري.
وأصدرت سلطات الاحتلال أمر اعتقال إداري بحقها لمدة أربعة أشهر، على الرغم من حالتها الصحية الحرجة ونقلها إلى مستشفى (العفولة) للعلاج، ولكن تم إلغاء القرار ليتم الإفراج عنها وهي في حالة صحية صعبة حيث كانت ترقد في العناية الفائقة في المستشفى منذ إطلاق سراحها.
كما كانت تعاني الأسيرة من مشكلات صحية نتجت عن ظروف إصابتها، وتوانى الاحتلال عن معالجتها، حيث أجريت لها عدة عمليات جراحية، وتدهورت حالتها الصحية أخيراً إلى أن أعلن عن استشهادها.
وقالت عائلة الشهيدة جرار (50 عاماً) في بيان لها: "نزف إلى العلياء أيقونة الوفاء والعطاء والدتنا الحبيبة الصابرة المحتسبة، الأسيرة والجريحة والشهيدة وفاء نايف زهدي جرّار (أم حذيفة)، (50 عاماً)، لتلتحق بركب الشهداء والقادة في معركة طوفان الأقصى".
وأضاف البيان: "بعد أكثر من شهرين على إصابتها، وبتر قدميها الاثنتين، أثناء قيام جيش الاحتلال باعتقالها من المنزل في حي المراح بمدينة جنين بتاريخ 21-05-2024".
وعانت الأسيرة الجريحة من ظروف صحية صعبة حيث كانت ترقد في المستشفى في قسم العناية المكثفة قبل أن تتدهور حالتها، ويُعْلَن عن استشهادها.
مدير نادي الأسير في جنين، منتصر سمور، قال: إن الجريحة جرار كانت تتلقى العلاج بمستشفى ابن سينا بمدينة جنين، حيث كانت في العناية المكثفة، بعد أن خضعت لعمليات جراحية جرى بتر أجزاء من رجليها جراء إصابتها، وبقيت منوّمة تحت تأثير التخدير وأجهزة التنفس الاصطناعي.
يذكر أن زوج الشهيدة جرار الأسير عبد الجبار جرار (54 عاما) معتقل إداريا في سجون الاحتلال منذ شباط/فبراير 2024.
ومن جانبها، حملت مؤسسات الأسرى ممثلة بنادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الاحتلال "الإسرائيلي" كامل المسؤولية عن استشهاد جرار، مؤكدين على أن هذه جريمة مركبة، وهي من إحدى عشرات المعتقلين الذين تعرضوا لإصابات منذ بدء حرب الإبادة، وتعرضوا لجرائم طبيّة ممنهجة، وأكدتا أنهما ستستمران في متابعة ملف الشهيدة جرار قانونياً.
وكشف البيان المشترك لمؤسسات الأسرى، أن الاحتلال وحتّى اليوم لم يسلم ساقي الشهيدة جرار، من أجل دفنهما حسب الشريعة الإسلامية، لافتاً إلى أن المحامي قد تقدم بطلب من أجل استرداد ساقيها المبتورتين، وذلك بعد أنّ تلقى ردًا شفوياً مفاجئاً من أحد الأطباء في مستشفى (العفولة) أنه تم التّخلص من الأطراف، ليشكّل بذلك انتهاكا جديدا يُضاف إلى الجريمة المركبة التي نفّذها الاحتلال بحقّها.
وأضافت الهيئة والنادي، أنّ الاحتلال لم يعط رداً كذلك على الطلب بشأن التقارير الطبيّة الخاصة بها، حيث تم تقديم طلب آخر إلى جانب طلب استرداد ساقيها، من أجل الحصول على التّقارير الطبيّة، وتوضيح ما جرى منذ يوم 27 أيار/ مايو 2024، الذي خضعت فيه لعملية بتر تحت الركبة لساقيها.
مشيرة إلى أنه بعد أخذ موافقة من العائلة وبمتابعة محاميها، تبين لاحقًا أنّ عملية بتر أخرى تمت لساقيها فوق الركبة، دون أخذ موافقة عائلة المصابة، كونها تحت تأثير التّخدير وأجهزة التنفس الاصطناعي. وليضاف هذا الانتهاك إلى سياق الجريمة التي نفّذت بحقّها.