واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" حملات الاعتقال في الضفة الغربية بوتيرة غير مسبوقة، وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، واعتقل منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الأربعاء 7 آب/ أغسطس، 26 فلسطينياً على الأقل من الضفة، بينهم أشقاء وأسرى سابقون.
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، اليوم الأربعاء، أن حصيلة الاعتقالات في الضفة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بلغت نحو 10,000 حالة، شملت كافة فئات المجتمع الفلسطيني، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من العمال الفلسطينيين والآلاف من غزة، حيث ما زال من الصعب التعرف على أعدادهم وهوياتهم بدقة بسبب استمرار جريمة الإخفاء القسري التي ينفذها الاحتلال.
وشملت حملات الاعتقال، مخيم عقبة جبر ومخيم الدهيشة في بيت لحم وأريحا وطولكرم وقلنديا وقلقيلية، واعتقر الاحتلال في عقبة جبر ثلاثة فلسطينيين بعد اقتحام منازلهم، وأفادت مصادر محلية بأن المعتقلين هم حكمت عوضات، والشقيقان أحمد ومحمد الميمي.
وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين، بينهم رزق هماش (54 عاماً)، والد الشهيد محمد هماش الذي استشهد أمس عند حاجز النفق في بيت جالا، واعتقلت أيضاً نجليه وديع (21 عاماً) وآدم، بعد دهم منزلهم وتفتيشه.
كما اعتقلت الشاب داوود يحيى أبو عمر (22 عاماً) من منطقة بيت لحم. واحتجزت لعدة ساعات كلاً من أكرم عبد شعفوط (47 عاماً)، وأمين سر حركة فتح في مخيم الدهيشة نضال محمد خلاوي (41 عاماً)، ونبأ عمر الصيفي (33 عاماً)، قبل أن تفرج عنهم لاحقاً.
واقتحمت قوات الاحتلال قاعة الشهداء عند مدخل مخيم الدهيشة ودمرت محتوياتها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما تسبب في إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق.
وفي بلدة الدوحة غرب بيت لحم، اعتقل الاحتلال الشاب يوسف إبراهيم العفيفي بعد مداهمة منزل والده وتفتيشه.
وفي طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدتي علار وزيتا شمال المدينة، حيث داهمت منزل براء طاهر عامر في حارة الرأس ببلدة علار، ومنزل بدر رضوان في بلدة زيتا. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قفين شمال طولكرم، وجابت شوارعها وسط عمليات تمشيط وتفتيش دون تسجيل حالات اعتقال.
وفي مخيم قلنديا شمال القدس، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة أشقاء هم خليل وأحمد ومحمود العواودة بعد مداهمة منزلهم وتفتيشه. واعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على عدد من الفلسطينيين، ما تسبب في كسر قدم أحدهم.
كما شملت حملات الاعتقال مدينة قلقيلية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين هم إبراهيم أبو هنية، ومحمود أبو بكر، وعبد الكريم أبو حامد، وزياد داود ونجله ماهر، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
وترافقت حملات الاعتقال المستمرة والمتصاعدة منذ عشرة أشهر مع عمليات الإعدام الميداني، وإطلاق النار المباشر قبل الاعتقال أو التهديد بذلك، إضافة إلى الضرب المبرح، والتحقيق الميداني الذي طال المئات، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام المواطنين كدروع بشرية ورهائن، حسبما بيّنت المؤسسات.
كما شملت الحملات التخريب الواسع للمنازل، ومصادرة مقتنيات شخصية وسيارات وأموال ومصاغ ذهب وأجهزة إلكترونية، إلى جانب هدم وتفجير منازل تعود لأسرى في سجون الاحتلال.
وأكدت مؤسسات الأسرى، على أنّ هذه الحملات في إطار العدوان الشامل الذي يشنه الاحتلال على الشعب الفلسطيني، كعملية انتقامية تندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي. وتشكل عمليات الاعتقال إحدى السياسات الثابتة والممنهجة التي يستخدمها الاحتلال لتقويض أي حالة مقاومة متصاعدة ضده.