نظّم تجمع المؤسسات الأهلية الفلسطينية في مخيمات وتجمعات منطقة صور جنوب لبنان، اليوم الاثنين، وقفتان تضامنيتان في مخيمي برج الشمالي والرشيدية، دعماً لقطاع غزة الذي يعيش حرب إبادة مستمرة منذ 318 يوماً، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 آب/ أغسطس من كل عام.
وشارك في هذه الوقفات، التي جاءت بالتزامن مع وقفات مماثلة في الضفة الغربية وقطاع غزّة وبعض مخيمات الشتات، حشد كبير من أبناء المخيمين، معظمهم من الأطفال والنساء، حاملين لافتات تطالب بوقف حرب الإبادة على قطاع غزة وحماية المؤسسات الإنسانية ومراكز النزوح.
في مخيم برج الشمالي، تجمع المشاركون في ساحة المخيم، حاملين صوراً لأطفال غزة الشهداء وشعارات تُندد باستهداف الاحتلال للمؤسسات الإنسانية.
وخلال الوقفة، ألقى مدير مركز بيت أطفال الصمود، الحاج محمود الجمعة، كلمة أكد فيها على أهمية الوحدة الوطنية حول خيار المقاومة كسبيل لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني بوقف حرب الإبادة في غزة، وبالتالي التحرير والعودة للاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها عام 1948.
كما أدان الجمعة الصمت العربي الرسمي، واصفاً إياه بالتخاذل تجاه الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
من جهته، تحدث سامي حمود، مدير منظمة ثابت لحق العودة، باسم الشبكة التنسيقية للمؤسسات والجمعيات الأهلية في منطقة صور، مؤكداً على أهمية العمل الإنساني في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصاً خلال الحروب والأزمات.
وأشار حمود إلى أن ما يحدث في غزة يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، داعياً إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه في غزة والضفة الغربية. كما وجّه التحية للشعب الفلسطيني ومقاومته على التضحيات الكبيرة التي تُقدَّم في سبيل الحرية والاستقلال.
وفي مخيم الرشيدية، نُظمت وقفة مماثلة شارك فيها العشرات من أهالي المخيم، وفي بيان ألقي باسم المؤسسات المنظمة للوقفة، استنكرت استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" بعد عشرة أشهر التي دمرت أكثر من 60% من مساحة غزة، وأسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف، بينهم آلاف الأطفال وآلاف المفقودين تحت الأنقاض.
وأشار البيان إلى أن استهداف الاحتلال للمؤسسات الإنسانية والصحية والصحفيين يُعدّ جريمة حرب يجب على المجتمع الدولي التدخل لوقفها، كما دعا البيان إلى فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.
تأتي هذه الوقفات تزامناً مع فعاليات مماثلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء في لبنان، وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي أدت حتى الآن إلى استشهاد ما يزيد عن 40 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 92 ألفاً.
وبحسب فرق الدفاع المدني في قطاع غزة، فقدت الفرق الصحية معظم مركباتها نتيجة استهدافها المباشر من قبل الاحتلال أثناء تأديتها لواجبها الإنساني.
ويُذكر أن اليوم العالمي للعمل الإنساني هو حملة دولية تنظمها الأمم المتحدة للتضامن مع العاملين في مجال الإغاثة المتضررين من الحروب والأزمات، ولتمكينهم من أداء واجباتهم الإنسانية في ظروف أكثر أماناً وإنسانية.