أعلنت منظمة الصحة العالمية تأكيد إصابة طفل يبلغ من العمر 10 أشهر من دير البلح بقطاع غزة بشلل الأطفال، وهي الحالة الأولى التي تُسجل في المنطقة منذ 25 عامًا، دفع وكالة "أونروا" ووكالات أممية أخرى لإطلاق حملة تلقيح، ضمن التحديات التي يفرضها الاحتلال أمام الحملة التي نبهت إلى ضرورتها وكالات أممية منذ أشهر.

في بيان أصدره مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عبّر عن قلقه العميق إزاء تسجيل حالة الإصابة، مشيراً إلى أن الطفل، الذي لم يكن ملقحاً، يعاني من شلل في أسفل ساقه اليسرى.

وأكدت الاختبارات التي أجريت في مختبر معتمد من منظمة الصحة العالمية أن الفيروس المرتبط بهذه الحالة هو من نوع شلل الأطفال من النوع 2، والذي تم اكتشافه سابقاً في عينات مياه الصرف الصحي التي جمعت في غزة خلال شهر تموز/ يونيو الماضي.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة "يونيسف" عن تنفيذ جولتين من التطعيم ضد شلل الأطفال خلال الأسابيع القادمة لوقف انتشار الفيروس.

وأكد المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، على أهمية الحملة، مشددا على أن شلل الأطفال لا يفرق بين الأطفال الفلسطينيين و""الإسرائيليين، وأن تأخير الهدنة الإنسانية قد يزيد من خطر انتشار المرض بين الأطفال في المنطقة.

وأشار لازاريني إلى أن الحملة ستنطلق في 31 آب/ أغسطس، حيث تستهدف تطعيم 640 ألف طفل دون سن العاشرة في غزة، مؤكداً على ضرورة إيصال اللقاحات إلى جميع الأطفال، مع ضمان الحفاظ على سلسلة التبريد المطلوبة لتأمين فاعلية اللقاحات.

وتابع لازاريني، أنّ الفرق الطبية ستقوم بتوزيع اللقاحات في عيادات "أونروا" ومن خلال فرق صحية متنقلة، في محاولة لتغطية جميع المناطق، رغم التحديات التي تفرضها الظروف الحالية.

ورغم أن 80% من الأطفال في غزة تلقوا لقاحات ضد أمراض الطفولة المختلفة منذ بدء الحرب، إلا أن الغارات الجوية "الإسرائيلية" المستمرة والقيود المفروضة على دخول المساعدات تشكل عقبات كبيرة أمام نجاح الحملة.

ووصفت مديرة الاتصالات في وكالة "أونروا"، جولييت توما، تنفيذ حملة تطعيم بهذا الحجم وسط ظروف الحرب بأنّه يمثل تحدياً كبيراً.

وفي سياق متصل، صرحت وزارة الصحة الفلسطينية أن المعدات واللوازم اللازمة لدعم حملة التطعيم، بما في ذلك اللقاحات وسلسلة التبريد، قد وصلت إلى المنطقة، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها وكالات الإغاثة في إدخال الإمدادات إلى غزة بسبب الحصار "الإسرائيلي" المستمر.

وكانت الأمم المتحدة، قد طالبت يوم 16 آب/ أغسطس، بهدنة إنسانية لمدة سبعة أيام في قطاع غزة بهدف تلقيح 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال، في ظل تفاقم الوضع الصحي واكتشاف عينات من الفايروس بمياه الصرف الصحي.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن وكالات الأمم المتحدة تسعى إلى تقديم لقاح شلل الأطفال الفموي النوع (2) للأطفال تحت سن العاشرة في وقت لاحق من هذا الشهر، مشددة على أنه بدون هدنة إنسانية، سيكون من المستحيل تنفيذ الحملة.

ودعت منظمة الصحة العالمية و "يونيسف" جميع أطراف النزاع في قطاع غزة إلى وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام، للسماح بإجراء جولتي التطعيم الحيويتين، قائلتين: إن هذا التوقف ضروري لضمان وصول العائلات والأطفال إلى المرافق الصحية بأمان، والسماح لفرق التوعية المجتمعية بالوصول إلى المناطق التي يصعب على السكان الوصول فيها إلى مراكز التطعيم، وتأمين الوقود والاتصالات والمسائل اللوجستية.

وأشارت المنظمتان الأمميتان إلى أنّ حوالي 2700 عامل صحي، يعملون ضمن فرق متنقلة وأخرى ثابتة في المرافق الصحية والمستشفيات المنتشرة في مختلف بلديات القطاع، سيشاركون في الحملة.

اقرأ/ي ايضاً: وكالات دولية تطلق تحذيراً من تفشي شلل الأطفال في غزة مع عدم دخول لقاحات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد