دخلت إلى قطاع غزة، اليوم الاثنين 26 أب/ اغسطس، الدفعة الأولى من لقاحات شلل الأطفال، إلى جانب 500 حافظة تبريد مخصصة لحفظ اللقاح.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن هذه الدفعة تحتوي 1.26 مليون جرعة من لقاح (OPV2)، الذي يعمل على الوقاية من شلل الأطفال، وسط تجدد المطالبات الأممية بتوفير هدنة إنسانية لتسيير حملة تطعيم الأطفال في القطاع.

تأتي هذه الخطوة ضمن جهود مشتركة بين وزارة الصحة وشركائها الدوليين، بما في ذلك "يونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بهدف تطعيم نحو 640 ألف طفل في غزة، من خلال جرعتين لكل طفل دون سن العاشرة.

ودرّبت وزارة الصحة في غزة، نحو 2700 من الكوادر الطبية على آلية إعطاء طعم شلل الأطفال وجمع المعلومات الطبية ضمن حملة التطعيم، وذلك بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية و "يونيسف" و "أونروا".

وأكد مدير الرعاية الأولية في وزارة الصحة، موسى عابد في تصريحات صحفية، أن الدفعة الأولى من اللقاحات وصلت، وأن العمل جارٍ لتأمين 400 ألف جرعة إضافية خلال الأيام القادمة، لضمان تغطية كاملة للأطفال المستهدفين.

ومع بدء الاستعدادات لإطلاق حملة التطعيم، حذرت وزارة الصحة من أن هذه اللقاحات وحدها قد لا تكون كافية للحد من انتشار المرض، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، "فالنقص الحاد في المياه النظيفة وتدهور الصرف الصحي، بالإضافة إلى الاكتظاظ السكاني، لا سيما في المناطق التي تأوي الأسر النازحة، يزيد من تحديات تحييد الفيروس".

من جهتها، أشارت "يونيسف" في بيان لها إلى أن التحدي الأكبر الآن يكمن في توزيع اللقاحات في بيئة تعاني من انعدام الأمن وتدهور الخدمات الأساسية.

وأكدت المنظمة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ضرورة وقف إطلاق النار بشكل عاجل للسماح لفرق التطعيم بالتحرك بحرية في جميع أنحاء القطاع وضمان تغطية شاملة.

وشددت المنظمتان على أن تحقيق نسبة تغطية تتجاوز 95% من الأطفال هو أمر حاسم لضمان فعالية اللقاحات، وأنه "بدون وقف إنساني للقتال، لن يكون تنفيذ حملة التطعيم ممكناً".

من جانبه، أعلن كيان الاحتلال "الإسرائيلي" عبر مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، أن اللقاحات تم تسليمها إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، زاعماً أن الحملة ستتم بالتنسيق مع الجيش "الإسرائيلي" خلال فترات التوقف الإنسانية الروتينية.

وذكر الاحتلال، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه سيلتزم بتعليق جزئي للنشاط العسكري اليومي في مناطق محددة من غزة لتسهيل جهود حملة التلقيح.

في هذا السياق، حذر المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، من أن تأخير الهدنة الإنسانية سيزيد من خطر انتشار شلل الأطفال بين الأطفال في غزة، مؤكداً أن فرق الوكالة ستعمل على توزيع اللقاحات في عياداتها ومن خلال الفرق الصحية المتنقلة، لكنه شدد على ضرورة وقف القتال لضمان نجاح الحملة.

ويوم الجمعة الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية تأكيد إصابة طفل يبلغ من العمر 10 أشهر من دير البلح بقطاع غزة بشلل الأطفال، وهي الحالة الأولى التي تُسجل في المنطقة منذ 25 عاماً.

اقرأ/ي ايضاً: أول إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عاماً وإطلاق حملة التلقيح وسط تحديات كبيرة

دفع هذا الاكتشاف وكالات الأمم المتحدة إلى إطلاق حملة تلقيح عاجلة، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الصحي، بعد اكتشاف عينات من الفيروس في مياه الصرف الصحي.

وفي هذا السياق، طالبت الأمم المتحدة منذ يوم 16 آب//أغسطس بهدنة إنسانية لمدة سبعة أيام في قطاع غزة، بهدف تمكين الفرق الطبية من تنفيذ حملة التلقيح في ظل تفاقم الوضع الإنساني المتدهور.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد