شيع مئات الفلسطينيين، ظهر اليوم الجمعة 30 آب/ أغسطس، جثمان الشهيد عايد محمود نمر أبو الهيجا (62 عاما)، من مخيم نور شمس شرق طولكرم شمال غربي الضفة الغربية المحتلة، الذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" خلال عدوان الذي يشنه منذ يومين على أحياء ومخيمات شمالي الضفة.
والشهيد أبو الهيجا (من ذوي الاحتياجات الخاصة) أحد أربعة شبان ارتقوا برصاص القناصة "الإسرائيلية" مخيم نور شمس وهم: محمد سامر جابر (26 عاما)، ومجد ماجد داود (21 عاما)، وشهيد ثالث لم يعلن عن هويته بعد.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بمدينة طولكرم، وسط التكبيرات والهتافات الوطنية الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وحمل الفلسطينيون جثمان الشهيد أبو الهيجا متوجهين إلى مخيم نور شمس حيث منزل عائلة الشهيد لإلقاء نظرة الوداع عليه، ومن ثم الصلاة عليه في المسجد، ومواراته الثرى في مقبرة المخيم.
وكان أبو الهيجا قد أصيب مساء الأربعاء برصاص قناصة الاحتلال داخل منزله خلال العدوان على مخيم نور شمس، وترك ينزف أكثر من ساعتين إلى أن ارتقى شهيداً، حيث تفقده أحد أفراد عائلته ليجده مضرجاً بدمائه.
وبسبب منع الاحتلال طواقم الإسعاف من دخول المخيم وممارسة عمله، ترك جثمان الشهيد على الأرض حتى عصر أمس الخميس عندما سُمح للإسعاف بنقله إلى المستشفى.
ويذكر أن الشهيد أبو الهيجا معتقل سابق في سجون الاحتلال، ومن ذوي الإعاقة.
وانسحبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من مخيم نور شمس بعد عدوان موسع دام 48 ساعة أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين محدثاً دماراً كبيراً في البنية التحتية وخراباً في منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وشهد المخيم عمليات مداهمة وإحراق منازل واعتقالات ترافقت مع اعتداءات على الفلسطينيين وتدمير ليشوارع المخيم الرئيسية وشبكات المياه والصرف الصحي، واقتلاع أعمدة كهرباء وهدم منازل وتدمير مركبات.
ووثقت صور حجم الدمار الواسع والخسائر غير المسبوق الذي لحق بممتلكات الفلسطينيين سواء العامة أو الخاصة، حيث وصف بالاجتياح الأعنف من حيث التدمير الواسع للبنية التحتية، ضمن حملات الاستهداف "الإسرائيلية" للمخيم وباقي مناطق الضفة الغربية الذي تصاعد منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وطولكرم إحدى المدن التي يشن الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه الأكبر عليها منذ عقدين، إلى جانب مدنيتي طوباس وجنين، حيث يهدف عبر العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "المخيمات الصيفية" إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية واستهداف قياداتها، وتخريب ملامح الحياة للفلسطينيين، حيث بلغ عدد الشهداء في الضفة حتى هذه اللحظة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 670 فلسطينيا بينهم 150 طفلاً، بالإضافة إلى أكثر من 5400 جريح، واعتقال ما يزيد عن 10 آلاف فلسطيني.