استشهد شابان فلسطينيان في استهداف "إسرائيلي" طال مركبة قرب قرية كفردان في جنين، مع دخول العدوان "الإسرائيلي" الواسع المسمّى "المخيمات الصيفية" شمالي الضفة الغربية، يومه الخامس، ليرتفع عدد الشهداء في جنين وحدها إلى 16 شهيداً، وسط استمرار الحصار المفروض على مخيم جنين وأحياء عدة في المدينة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن طواقمها تسلمت شهيدين ارتقيا برصاص الاحتلال، وتم نقلهما إلى المستشفى.
وكان الشابان قد أصيبا برصاص الاحتلال الحي الذي وجه نحو مركبتهما عند مدخل بلدة كفردان غرب جنين، ومنع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" طواقم الهلال الأحمر من تقديم الإسعاف لهما، ما أدى إلى استشهادهما، وهما عبد الله ناصر حمو، ومحمد محمود حمو من بلدة اليامون.
وذكرت مصادر محلية أن الشهيدين كانا يوزعان الخبز على السكان الفلسطينيين المحاصرين في أطراف جنين قبل اغتيالهما، حيث يواجه السكان الفلسطينيون في مخيم جنين والمدينة أزمة طعام وشراب في ظل الحصار "الإسرائيلي" المتواصل.
ومن بين الشهداء في جنين أيضاً، الشهيد المسن توفيق القنديل (82 سنة) الذي أظهرت مقاطع مصورة دهس دبابات الاحتلال لجثمانه في الحي الشرقي بمدينة جنين.
وفي تطورات العدوان على جنين، توغل جيش الاحتلال في شارع مهيوب في مخيم جنين واعتقل عدداً من الفلسطينيين وسط حصار مشدد تشهده أحياء المخيم يرافقه تعزيزات عسكرية إضافية داهمت المزيد من المنازل وعاثت بها خراباً ونكلت بسكانها بعد أن أخضعتهم للتحقيق.
ويواصل جيش الاحتلال اعتداءه على الطواقم الطبية حيث داهم جنوده ساحة مستشفى ابن سينا، بعد أن أغلق كافة الطرق المؤدية إليها لليوم الخامس، وأخضع الفلسطينيين الموجودين فيها للتحقيق.
بينما لم ينفك حصار الاحتلال لاثنين من المشافي: خليل سليمان الحكومي وابن سينا، مع استمرار مضايقات الاحتلال لعرقلة عمل الطواقم الطبية باستهداف مركبات الإسعاف، واحتجازها وبتفتيشها.
ووصفت منظمة أطباء بلا حدود حجم وشدة التوغل "الإسرائيلي" طيلة أربعة أيام في جنين بـ "الأمر المفزع للغاية"، مع استمرار عرقلة الوصول إلى المرافق الصحية ومنع مرور وحتى استهداف مركبات الإسعاف، ما يؤخر وصول الناس إلى الرعاية.
4/1 إن حجم وشدة التوغل الإسرائيلي طيلة أربعة أيام في جنين أمر مفزع للغاية. تواصل القوات الإسرائيلية عرقلة الوصول إلى المرافق الصحية حيث تمنع مرور وحتى تستهدف سيارات الإسعاف، ما يؤخر وصول الناس إلى الرعاية.
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) September 1, 2024
وقالت المنظمة الدولية في بيان مقتضب نشرته عبر منصة (X): إنه في مستشفى جنين الحكومي المدعوم من أطباء بلا حدود، والذي تحاصره القوات "الإسرائيلية" منذ بدء التوغل، تتعرض إمدادات الكهرباء والمياه للخطر، واضطر الفريق الطبي إلى وقف عمليات غسيل الكلى، وهو إجراء أساسي في علاج الفشل الكلوي.
وأكدت أن فرقها عاينت الدمار في مخيمات طولكرم بعد انسحاب الاحتلال، كما سمعت إفادات مزعجة من متطوع تدرّب من قبل أطباء بلا حدود تعرض للضرب والاستجواب.
وطالبت المنظمة "إسرائيل" باحترام التزاماتها كقوة احتلال في الضفة الغربية، بما في ذلك وجوب احترامها الوصول إلى الرعاية الطبية، ويجب احترام المستشفيات ومركبات الإسعاف والبعثة الإنسانية الطبية وحمايتها.
ولم تتوقف سياسة تهجير الفلسطينيين من منازلهم حيث أجبر الاحتلال عائلات أخرى في حي عبد الله عزام على ترك منازلهم والنزوح منها، فيما يواصل تمركزه في ساحة مخيم جنين، في ظل عمليات الاعتقالات المستمرة للعشرات من الحي الشرقي وأحياء أخرى.
جرافات الاحتلال هي الأخرى لم تتوقف عن إحداث الدمار في الأحياء والمحال التجارية التي كان منها دوار السينما وشارع البريد ومنطقة السوق التجاري، فضلاً عن اقتلاع الأشجار، كما جرفت شارع عرانة على أطرف مدينة جنين، ودوار يحيى عشان وسط المدينة، ومحيط دوار البادية.
وفي حارة الألوب فجر جنود الاحتلال أبواب المنازل، واقتحموها، وحولوا بعضاً منها لثكنات عسكرية كما أطلقوا الرصاص الحي على خزانات المياه في حارات جورة الذهب والصفوري وساحة المخيم، الأمر الذي أجبر عشرات العائلات على النزوح عن مساكنهم.
واستمرت الاعتداءات "الإسرائيلية" على حي الهدف، وحي الجابريات، وساحة المخيم، وسط إطلاق كثيف للرصاص كما منعت قوات الاحتلال مجموعة من الصحفيين من مواصلة تغطيتهم الصحفية في محيط دوار السينما، ومركز المدينة.
ولا زالت المياه مقطوعة عن مدينة جنين ومخيمها مع استمرار العدوان لليوم الخامس على التوالي الأمر الذي فاقم معاناة الفلسطينيين.
وأسفر العدوان "الإسرائيلي" على شمال الضفة الغربية حتى اللحظة، عن استشهاد 27 فلسطينيًا، بينهم 16 في جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، 2 في الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 إلى 679، بحسب وزارة الصحة.